أمير مكة: نرفض بشكل قاطع تسييس الحج أو تدويله
الفيصل توقع وصول عدد الحجاج هذا العام إلى أكثر من مليونين، مشيرا إلى أن أكثر من 300 ألف عسكري ومدني يتولون تقديم أرقى الخدمات لهم
أكد الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، أن المملكة العربية السعودية "ترفض بشكل قاطع تسييس الحج أو تدويله، ولن تسمح بتحوير هذه الشعيرة لأي توجهات أو شعارات سياسية".
جاء ذلك في حوار مع جريدة "الشرق الأوسط" السعودية، اليوم الثلاثاء، حيث توقع خلاله الأمير خالد الفيصل، الذي يشغل أيضا منصب رئيس لجنة الحج المركزية، أن يصل عدد الحجاج هذا العام إلى أكثر من مليونين، مشيراً إلى أن أكثر من 300 ألف عسكري ومدني يتولون تقديم أرقى الخدمات لهم.
ودعا أمير مكة حكومة قطر إلى إزالة العقبات أمام مواطنيها الراغبين في أداء الحج، مؤكدا ترحيب السعودية بالحجاج من أي دولة في العالم، لافتا إلى أن "الإنسان السعودي في جانب خدمة ضيوف الرحمن أصبح مضرباً للمثل في رُقي التعامل".
كما كشف عن حزمة مشاريع جديدة خلال موسم الحج الحالي، وأخرى جارٍ تنفيذها لتطوير المشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن.
رسائل حازمة
حوار الأمير خالد الفيصل تضمن رسائل حازمة، في تعليقه على سؤال حول الأصوات التي تطالب بتدويل الحج.
وشدد على أن "السعودية ترفض بشكل قاطع تسييس الحج أو تدويله، ولن تسمح بتحوير هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة لأي توجهات أو شعارات سياسية".
يذكر أن 3 أطراف تشترك في السعي لتسييس الحج، هي النظام الإيراني وتنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر وجماعة الإخونجية.
إلا أن السلطات السعودية تقف دائما بالمرصاد لأي محاولات تعكر على ضيوف الرحمن صفو عبادتهم، وتفسد أي مؤامرة تستهدف التشويش على جهودها في خدمتهم.
ودأب تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر منذ إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين مصر) مقاطعتها قطر في 5 يونيو/حزيران 2017، على تنظيم حملات للمطالبة بتدويل الحج، زاعما أن المملكة تمنع مواطنيها من أداء الحج، وهي أكاذيب فضحتها الرياض، التي قامت بتيسير كل السبل أمام القطريين لزيارة البيت الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة.
رسالة إلى قطر
وفي رده على سؤال حول قيام السلطات القطرية بتضييق الخناق على مواطنيها الراغبين في أداء فريضة الحج وكيفية التعامل بها مع الحجاج القطريين الذين سيؤدونه هذا العام، قال مستشار خادم الحرمين "أعلنت السعودية في أكثر من مناسبة جاهزيتها لاستقبال الحجاج من أي دولة في العالم، وقطر من بين هذه الدول".
وأردف "وفي هذا العام دعت المملكة السلطات القطرية لتذليل العقبات أمام الأشقاء القطريين الراغبين في أداء الفريضة، وتمكينهم من ذلك، كما خصّصت لهم روابط إلكترونية لتسهيل أمور حجهم، ويبقى الدور على حكومة الدوحة".
وعن تأثير الأوضاع المضطربة في المنطقة على الحالة العامة خلال الحج، قال رئيس لجنة الحج المركزية إن السعودية "تأخذ في الاعتبار كل أمر، لكننا نحرص على سلامة الحج وتقديم كل التسهيلات لتكون رحلتهم إيمانية لا يعكرها شي".
وبيّن أن استقبال الحجاج موحّد من مختلف الدول، وليس هناك استقبال خاص لحجاج إيران أو غيرهم، وكل جنسية تقدم إلى البلاد لأداء شعائرها هي محل ترحيب.
الحج في أرقام
ومع وصول نحو مليون حاج إلى السعودية، توقع الأمير خالد الفيصل أن يبلغ عدد الحجاج هذا العام لأكثر من مليوني حاج، منهم ما يزيد على مليون و800 ألف حاج من الخارج و230 ألفاً من داخل المملكة.
ولفت إلى أن "هناك أكثر من 300 ألف عسكري ومدني يمثلون القطاعات كافة المعنية بتقديم الخدمة لضيوف الرحمن يساندهم قرابة 4 آلاف متطوع ومتطوعة في مختلف المجالات".
وكشف أن الجهود التي قامت بها الجهات المختلفة في السعودية أسهمت في تقليص أعداد مخالفي أنظمة الحج والمتسللين والمفترشين في المشاعر، من مليون ونصف المليون قبل نحو 10 أعوام إلى 150 ألف مخالف عام 2018.
مشاريع جديدة
وبخصوص أعمال التطوير التي تم تنفيذها في المشاعر المقدسة استعداداً لموسم حج هذا العام، بيّن الأمير خالد الفيصل أن من أبرز تلك المشاريع "تهيئة مواقع للحجاج بمشعر منى، وتوسعة وإنشاء طرق وممرات للمشاة، إضافة إلى إنشاء قرابة 2500 دورة مياه جديدة وتهيئة مواقع لسكن الحجيج تستوعب 40 ألف حاج".
ونوه بأن "وزارة الحج والعمرة عملت على تطوير المنظومة بتوفير خدمات إلكترونية، من أبرزها تطوير نظام منح التأشيرات إلكترونياً، والنظام الآلي لاستقبال الحجاج في المنافذ، وإصدار تصاريح خدمات تنقلهم آلياً، وتنظيم المسار الإلكتروني لتنظيم قدومهم".
وفي هذا الصدد، أشار إلى نجاح مبادرة طريق مكة، موضحاً أن "زيادة عدد الدول المستفيدة هذا العام إلى 5 دول بواقع 225 ألف حاج، تدل على نجاح هذه المبادرة التي تحرص على التسهيل على الحاج عبر إنهاء إجراءاته كافة قبل وصوله للأراضي السعودية".
وبعد النجاح الكبير الذي حققته مبادرة "طريق مكة" خلال موسم الحج العامين الماضيين في كل من ماليزيا وإندونيسيا، يشهد موسم الحج هذا العام ضم باكستان وبنجلاديش وتونس للمبادرة.
رؤية 2030.. ومشاريع مستقبلية
وتحدث مستشار خادم الحرمين الشريفين عن أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي دشنه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ضمن (رؤية المملكة 2030)، في شهر رمضان الماضي يعكس اهتمام المملكة بخدمة ضيوف الرحمن، ويعد امتداداً للعناية بالمقدسات وقاصديها، وتسهيل رحلتهم الإيمانية منذ وصولهم لأراضي المملكة وحتى عودتهم لأوطانهم سالمين غانمين.
وبيّن أن البرنامج سيكون رافداً مهماً لتطوير منظومة الحج في المنافذ، وتحديث الإجراءات وتجويد الخدمات في شتى المجالات.
كما كشف عن حزمة مشاريع جديدة في مكة والمشاعر المقدسة، مشيراً إلى أنه تم الدفع بها للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة (التي أنشئت عام 2018) برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وتمت الموافقة عليها، وسيتم البدء فيها قريباً.
كما لفت إلى أن مشروع الفيصلية، الذي حظي بمباركة خادم الحرمين الشريفين وسيكون امتدادا لمدينة مكة المكرمة، انتقل إلى حيز التنفيذ، مشيرا إلى أنه سيحتوي على الكثير من العناصر، منها مركز إسلامي لجميع المنظمات والمؤسسات الإسلامية.
وشدد على أنه "يجري العمل على تنفيذ مشاريع كبرى ستغير وجه الطائف الحالي، ومنها مشروع الطائف الجديد، بدأ العمل فيه فعلياً، ويضم 6 مشاريع حيوية، هي مطار دولي، وسوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية".
aXA6IDMuMTQuMTM1LjgyIA== جزيرة ام اند امز