في أحضان الفضاء الإعلامي الواسع والمتعدد والمتنوع، نحتاج إلى رباطة الجأش والتحزم بحزام المبادئ الوطنية، ووضع الوطن نصب أعيننا.
تقول الحكمة الصينية: "إذا أردت أن تعيش سنة؛ فازرع بذرة، وإذا أردت أن تعيش عقدا من الزمن؛ فازرع شجرة، وإذا أردت أن تعيش كل الحياة؛ فثقَف الناس ودربهم".
ليست وظيفة الإعلام نقل الخبر من مصادره فحسب، بل إن للإعلام الدور الأهم، وهو حمل المصباح في وسط الظلام، والسير في المقدمة، لإضاءة الطريق أمام الذين يمشون خلفه.
نحن اليوم، في سباق مع الزمن، وفي مواجهة مصيرية مع أعداء الحياة وكارهي الأحلام الزاهية، والذين لا يعيشون إلا في الظلام، يتوجب علينا أن نخوض هذا المعترك الحياتي بحنكة الضوء السافر، وفطنة القلم الساهر على ترتيب المشاعر وتهذيب الأفكار.
ونحن اليوم، إذ نمر بأحلك مراحل تاريخنا العربي، بحاجة إلى الإعلام النبيه والصاحي، والذي يتحمل مسؤولية التنوير وإيقاظ العقل، وإخراجه من سبات الرواسب والخرائب، وما علق به من خرافة، ومجازفات الوهم التاريخي.
الإعلام له دور السحر في إضاءة العقول، وقيمة البدر في إشراقة السماء، وقدرة أهداب الشمس في تلوين الأرض بأجمل الحلل.
الإعلام سلاح ذو حدين، فإما أن يأخذك إلى البحر ويغرقك، وإما أن يأخذك إلى النهر فيروي أشجارك. ونحن اليوم، في سباق مع الزمن، وفي مواجهة مصيرية مع أعداء الحياة، وكارهي الأحلام الزاهية، والذين لا يعيشون إلا في الظلام، يتوجب علينا أن نخوض هذا المعترك الحياتي بحنكة الضوء السافر، وفطنة القلم الساهر على ترتيب المشاعر، وتهذيب الأفكار، وتشذيب أشجار العقل من الأوراق الصفراء، وهي كثيرة ومثيرة للجدل، ومرهقة للعقل.
وفي أحضان الفضاء الإعلامي الواسع والمتعدد والمتنوع، نحتاج نحن إلى رباطة الجأش والتحزم بحزام المبادئ الوطنية، بحيث نضع الوطن نصب أعيننا، في كل خطوة نخطوها، أو كلمة نكتبها أو ننطقها؛ لأن العالم يمشي على الصراط، ومن يقع في حفرة الأخطاء التاريخية، لن ينقذه التاريخ؛ فالتاريخ لا يقف إلا مع الأقوياء، ونحن أقوياء بحبنا للوطن، وتضامننا مع الآخر، وانسجامنا مع أنفسنا، والذهاب إلى العالم من دون رواسب وأفكار مسبقة، كما قال روسو، نحن في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ، نحتاج إلى إعلام لا يلتفت إلى الوراء خوفا، بل ينظر إلى الأمام بجسارة وحزم وقوة وصرامة؛ لأننا نملك ما نقوله للعالم، ونملك ما نقدمه للبشرية؛ فالإمارات اليوم، أيقونة تاريخية، تنعم بمنجزاتها المبهرة، والتي لفتت أنظار العالم، هذا المنجز يستحق في المقابل، صرحا إعلاميا جسورا يرفع شراع السفر إلى الآخر، بفخر وامتنان، لمن شيدوا هذا الكيان الأسطوري الفذ.
نحن بحاجة إلى هذا الإعلام الذي يمخر عباب البحر، بسفن الجرأة والشجاعة والنباهة، ولدينا من الكوادر الشابة النابهة ما نعتز بها، ونفتخر ونرفع بها رؤوسنا عاليا، ولا نوجل من المستقبل، لأن الجسور متلاحمة، والصفوف متراصة، والقلوب منغمسة في حب الوطن، والعقول مضاءة بمصابيح الأحلام الواقعية.
نقلا عن "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة