اجتماع وزراء الإعلام العرب يعري قناة "الجزيرة" وعلاقتها بإيران
أبو الغيط ووزيرا خارجية السعودية والبحرين حذروا من أن استمرار هذا النوع من الإعلام بحجة الحريات سيزيد من أزمات المنطقة ويضلل الشعوب
شن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وعدد من وزراء الإعلام العرب هجومًا حادًا على وسائل الإعلام التي تدعم الإرهاب في المنطقة باسم الحريات، وخاصة قناة الجزيرة القطرية.
وجاء ذلك خلال أعمال الدورة العادية الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب التي انطلقت اليوم الأربعاء بالقاهرة.
وقال أبو الغيط إن "بعضا من الإعلام العربي وليس كله صار جزءا من الأزمة في المنطقة (...) لقد أصبح هناك منصات لبث سموم التحريض وأدوات الفتنة وإثارة البلبلة؛ مما أصاب العقل العربي بتشويش كبير بسبب إعلام الصراخ الذي لا يبني ثقافة؛ فزادت حدة الصراعات في عدد من الدول العربية، وصار هناك خطاب إعلامي يعتمد على التكفير والتخوين وصارت الطائفية شائعة في بعض وسائل الإعلام".
وتساءل: "من المستفيد من تخريب العقل العربي وهو أعز ما تملكه هذه الأمة؟".
وأضاف: "أننا نقف من هذا النوع من الإعلام موقفا رافضا وقاطعا؛ لأنه يزيد من عمق أزمتنا ويفاقم من غربة المواطن ويعمق لديه الشعور باليأس والشعور بالكراهية."
وتابع: "الإعلام الذي ننشده هو إعلام الوعي وإعلام الحقيقة الذي لايتلون بانحيازات السياسية وأهوائها"، مشيرا إلى أن إعلام الوعي لا يكتفي بنقل الواقع إنما يتوجه لعرض البدائل والحلول.
ولفت أبو الغيط إلى أزمات التدهور البيئي وشح المياه ونقص الغذاء بالعديد من الدول العربية معتبرا أنها ليست أقل خطرا من الأزمات الدموية.
من جانبه قال وزير الإعلام والثقافة السعودي عواد العواد إنه يجب على قطر أن تتوقف عن دعم الإرهاب، محذرا من أنه "لا مجال بعد اليوم للسكوت على خطر الإرهاب".
وفي لهجة حادة قال إن قطر سعت لشق الصف العربي عبر قناة الجزيرة التي تعد قناة هجوم على الآخر في حين لا تتعرض لقطر.
وقال إن وسائل الإعلام "سواء داخل قطر أو خارج قطر" يجب أن تكف عن الترويج للإرهاب.
وعلى نفس الخطى، قال وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي إن هناك قنوات ووسائل خرجت من المنطقة لبث التطرف والفتنة، وأشار بشكل خاص إلى قناة الجزيرة.
ودعا الرميحي الذي ترأس الدورة السابقة للمجلس إلى اتخاذ إجراءات رادعة لمواجهة القنوات المحرضة والمشبوهة التي تنحاز لمنظمات إرهابية وتبث الفكر المتطرف.
وفي هذا، أكد أن بلاده من أكثر الدول المتضررة من شبكة الجزيرة وغيرها من قنوات الفتنة المملوكة لإيران، معتبرا أن هذه القنوات هي أذرع إعلامية للجماعات الإرهابية.
وردا على من ينادي بالإبقاء على هذه القنوات باسم حريات التعبير، قال الرميحي إن "خلط الأوراق لن يحمي الأمن القومي العربي الذي يتطلب منا الوقوف بحزم، وليس هناك حرية مطلقة حتى في الغرب الذي يجده البعض مثالا".
وتساءل "أي حرية تعبير لدى هذه القنوات التي تنتج أعمالا تسيء إلى الأمة العربية وتستهين بجميع الدول العربية والجامعة العربية والجيوش العربية؟ أي حرية التي تمس الجيش المصري الذي كان له الشرف في الدفاع عن الأمة العربية؟.. أي حرية التي تستهدف قبلة المسلمين المملكة العربية السعودية، كلنا نعرف أن من يستهدف السعودية يستهدف عروبتنا وإسلامنا".
وتابع:" أي حرية التي تستهدف الإمارات بتجربتها الاقتصادية العظيمة ودورها الكبير في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية ".
وأضاف الرميحي أن الجزيرة القطرية "لم تلتزم بأية أخلاقيات في العمل الإعلامي، وبدأت في التطاول على الجميع بلا استثناء إلا ملاكها، وتقوم بالترويج للإرهاب ورموزه في مناسبات عديدة، وهذا يتعارض مع صحيح الدين، وتتاجر بمشاهدة البسطاء".
وانطلقت أعمال مجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة مفدي المسدي المستشار المكلف بالإعلام والاتصال في الحكومة التونسية خلفا لوزير شئون الإعلام بمملكة البحرين علي الرميحي.
ويناقش المجلس عددا من البنود في مقدمتها القضية الفلسطينية والتي تأتي ضمن البنود الدائمة في جدول أعمال مجلس وزراء الإعلام العرب.
كما يناقش "مسودة الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030" التي أعدها قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، وأوراق العمل المقدمة من كل من الإمارات ومصر والمغرب لتكون محوراً فكرياً للدورة الـ 48 للمجلس.