هل حان الوقت لتدريس "التربية الإعلامية والمعلوماتية"؟
دراسة "فرص انتشار التربية الإعلامية والمعلوماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" تهدف لتعزيز الوعي حول الأطفال والشباب والإعلام.
يصادف المرء يومياً مشهداً متكرراً في كل مكان.. كباراً وصغاراً لا يفارقون أجهزة الموبايل أو كومبيوتراتهم، يلتصقون بها لساعات طويلة ولاستخدامات مختلفة، منها ما هو مرتبط بالعمل أو الدراسة أو التسلية. الأجهزة هذه تدخل كل منا إلى عالم أوسع، عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تحول كل مستخدم إلى ناشر وتسمح له بالحصول على المعلومات وقت يشاء ومن مصادر مختلفة وإعادة نشرها على منصات مختلفة.
أدى كل هذا إلى وفرة في معلومات وضخ لها، بغض النظر عن دقتها، وأبرز الحاجة لدراسة علمية لأثار ذلك على الفرد والمجتمع واستبيان الحاجة للتوعية الإعلامية.
هذا ما توقفت عنده دراسة "فرص انتشار التربية الإعلامية والمعلوماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" التي تم إنجازها بالتعاون بين برنامج الأمم المتحدة لتحالف الحضارات واليونيسكو مع المركز الدولي لتبادل المعلومات حول الأطفال والشباب والإعلام التابع لمركز "نورديكوم" جامعة غوتنبرغ.
وتذكر الدراسة أن فيض المعلومات "أبزر الحاجة إلى تدريس التربية الإعلامية والمعلوماتية للمساعدة في تطوير مقاربة واعية ونقدية لتغطية الأخبار من قبل مستهلكي الإعلام، وتعزيز الوعي الإعلامي وتطوير التثقيف على الإنترنت لمكافحة اسوء الفهم والتعصب وخطاب الكراهية".
"بوابة العين" التقت المحررة الرئيسية للدراسة ماجدة أبو فاضل للحديث أكثر عن العمل ومدى الحاجة إليه. وعمل كل من المحررين جوردي تورنت وآلتون غريزيل على محاور مختلفة من الدراسة أيضاً.
ويهدف الكتاب إلى تعزيز الوعي والمعرفة حول الأطفال والشباب والإعلام، وتوفير المعلومات والمعرفة حول نتائج البحوث الجديدة والأمثلة الإيجابية في تقديم أساس متين لوضع السياسات ذات الصلة، وأن يسهم في إطلاق مناقشة عامة بناءة وتعزيز التربية الإعلامية والمهارات الإعلامية لدى فئتي الأطفال والشباب.
وتقدم الدراسة تحليلا أوليا مقارنا حول التربية الإعلامية والمعلوماتية في منطقة الشرق الأوسط٬ وتسلط الضوء على مساعدة التربية الإعلامية والرقمية العربية على الإزدهار.
ويشير الكتاب إلى فكرة التربية الإعلامية والمعلوماتية حديثة الوجود في معظم البلدان التي شملتها هذه الدراسة٬ وتطبيق البرامج التي تندرج تحت مظلة التربية الإعلامية والمعلوماتية تختلف من شبه معدومة إلى حيوية نسبياً وإن كان ذلك على نطاق محدود. ويعود ذلك بحسب الدراسة إلى حد كبير إلى أنظمة التعليم المختلفة في أنحاء العالم العربي، على الرغم من وجود نقاط مشتركة تتمثل في أن عملية نقل المعلومات من أعلى إلى أسفل (وليس دائما المعرفة) تشكل القاعدة وليست الاستثناء ولا تزال موجودة في المدارس والجامعات. كما أن التفكير النقدي لا يزال ينتظر أن يتجذر في كافة المجالات.
ويعتبر الكتاب أن التربية الإعلامية والمعلوماتية كمجال دراسي جديدة نسبياً، لا تزال تخضع للاستشكاف ويتم الارتكاز عليها في مختلف أنحاء العالم، ولا تزال تتقدم بخطوات بطيئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتم الكثير من الأحيان استخدام كل من التربية الإعلامية والتربية المعلوماتية بشكل مطابق.
إلا أن ذوي الخلفيات الأكاديمية المتطورة، فأن التربية المعلوماتية تحظى بالأسبقية، في حين تأتي التربية الإعلامية كملحق. أما الأشخاص الذين عملوا في مجال الإعلام وشاركوا في المجال الأكاديمي وهم على دراية بينة هذا الأخير، فهم يميلون إلى تأييد كلا الثقافتين بشكل أفضل من خلال فهمهم لما هو موجود وما ينبغي القيام به، شرط أن يقوموا، هم أيضاً، بمواكبة التقنيات والأولويات المتغيرة بسرعة.
هنا اللقاء الخاص لـ"بوابة العين" مع المحررة الرئيسية للدراسة ماجدة أبو فاضل.