محاولة عربية لنزع فتيل أزمة السودان وسقف الآمال منخفض
ساد شعور الإحباط في حديث سياسيين سودانيين حول توقعاتهم في التوصل لحلول للأزمة الراهنة عقب زيارة وفد جامعة الدول العربية للبلاد.
وفي سياق زيارة وفد الجامعة العربية للسودان، جدد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب.
وأشاد البرهان بالدور الكبير الذي تضطلع به جامعة الدول العربية لدعم وإنجاح الفترة الانتقالية والاهتمام بقضايا السودان.
من جانبه، أوضح وفد جامعة الدول العربية، برئاسة أمينها العام المساعد السفير حسام زكي، عقب اللقاء، أن الوفد نقل رسالة شفهية من الأمين العام، تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان، مبيناً أهمية الحوار واعتماده كوسيلة أساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الانتقال الديمقراطي.
وقال إن اللقاء تطرق لعدة قضايا تتصل بالوضع الراهن، مضيفا أن الحوار كان جاداً، وأشار إلى نقل موقف القيادة السودانية للأمين العام للجامعة العربية.
وأكد السفير حسام زكي، دعم الجامعة العربية للسودان في كل المراحل، وتراقب عن كثب مسيرة التحول الديمقراطي وصولا لبر الأمان.
وفي السياق ذاته، قالت الجامعة العربية في بيان إن وفدا منها التقى اليوم برئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك وأجرى "حديثا مطولا" بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتقالية والجهود المبذولة لدعم الحوار.
كان الوفد قد عقد في وقت سابق من اليوم محادثات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
من جانب آخر، توقع الأمين العام لحزب الأمة القومي والقيادي بقوي الحرية والتغيير الواثق البرير عدم توصل وفد جامعة الدول العربية إلى حلول للأزمة السودانية.
وأوضح البرير في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن السودانيين وحدهم قادرون على حل الأزمة الحالية، وأضاف من الصعوبة أن تنجح المبادرات أو الوساطات الإقليمية.
وأشار البرير إلى وجود أبعاد وتقاطعات لا يعلمها وفد جامعة الدول العربية، مشيرا أنه يعول على الشعب السوداني وقوى الثورة للخروج من هذه الأزمة.
في ذات الصعيد قال المحلل السياسي السوداني مصطفى سري، أن الجامعة العربية بعيدة عن الواقع السوداني ولم تتفاعل مع الأوضاع منذ فترة طويلة.
وأضاف سري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الجامعة العربية لم يحدث أن اتخذت قرارا مثل ما فعل الاتحاد الأفريقي في تجميد عضوية السودان .
وقال المحلل السياسي السوداني، إن جامعة الدول العربية كانت بعيدة كل البعد عن مفاوضات وأحداث السودان السابقة، لذلك لا اعتقد ان تنجح الجامعة العربية في الوساطة بين الأطراف السودانية، لأن أوراق السياسة السودانية ليس في يد الجامعة العربية على الإطلاق .
وكان تجمع المهنيين السودانيين، أحد قيادات احتجاجات 2019 التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق عمر البشير، دعا أمس السبت إلى الاستعداد "للعصيان الشامل يومي الأحد والإثنين"، عبر إغلاق الشوارع الرئيسية بالعاصمة الخرطوم.
أجواء الترقب خيمت على السودان عموما منذ تعثر المفاوضات التي قاربت الوصول إلى حل الأزمة السياسية، قبل أن يكشف مصدران من حكومة رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك النقاب عن الدخول في طريق شبه مسدود، بعد رفض الجيش العودة لما قاله إنه "مسار الانتقال الديمقراطي".
وشهد السودان منعطفا في المرحلة الانتقالية بإعلان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبدالفتاح البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء واعتقال قيادات المكون المدني الذي شارك في الحكم أواخر الشهر الماضي.
وجاءت تلك الإجراءات، بحسب البرهان، لتصحيح مسار الثورة السودانية، فيما اعتبرتها قوى الحرية والتغيير، المظلة الرئيسية للمكون المدني، "انقلابا" على الوثيقة الدستورية، وتعهدت بمقاومته عبر الاحتجاجات الشعبية السلمية.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز