وسيط الإرهاب.. الشافعي "ثعبان" قطر يعود لموريتانيا
الشافعي وسيط الدوحة الأبرز مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم داعش والقاعدة في جنوب الصحراء
كشفت مصادر إعلامية، الأحد، عودة "مفاوض القاعدة" ورجل قطر الموريتاني مصطفى الشافعي، إلى البلاد بعد 10 سنوات من النفي.
ويعتبر الشافعي، وسيط الدوحة الأبرز مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة في جنوبي الصحراء، التقرير التالي يستعرض السجل الأسود لوسيط الإرهاب.
هو موريتاني الأصل ولد في النيجر، ويلقب برجل أسرار أفريقيا، لعمله مستشارا مع عدة زعماء أفارقة، وهو أيضاً رجل أعمال ودبلوماسي وصديق للرؤساء والمعارضين على السواء.
ظل الشافعي مقيماً لعدة سنوات في "واجادوجو" عاصمة بوركينافاسو، ثم غادر البلاد بعد الإطاحة بالرئيس البوركيني بليز كمباوري إلى ساحل العاج التي يحكمها حاليا الحسن وتارا، أقرب شخص له بعد "كمباوري".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2011، أصدر النائب العام في نواكشوط مذكرة اعتقال دولية ضد الشافعي و3 موريتانيين آخرين أعضاء بارزين في تنظيم القاعدة الإرهابي بمنطقة غرب أفريقيا، في اتهامات بتمويل الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية"، وفقاً لما نقلته مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
رجل قطر
ويعرف عن الموريتاني ولد الشافعي علاقته الحميمية بقطر، حيث كان في طليعة مستقبلي أميرها تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الرواندية كيغالي، فيما كشفت صور متداولة مصافحة حميمية بين الرجلين.
واتهم تقرير للنيابة الموريتانية، منذ سنوات، ولد الإمام الشافعي بتمويل الإرهاب والتخابر لصالح الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، وبتوفير الدعم المالي واللوجستي لها لضرب أمن واستقرار البلاد.
واعتبر مراقبون أن صور مصافحة تميم والموريتاني "ولد الشافعي"، الذي لا يحمل أي صفة رسمية في رواندا، فضحت التدخلات التخريبية القطرية ليس ضد موريتانيا فحسب، بل في المنطقة بشكل شامل بدعمها للحركات الإرهابية والمليشيات الخارجة على القانون في الساحل.
"مفاوض القاعدة"
وتورط الموريتاني، المصطفى الإمام الشافعي، في صفقة التبادل بين الجماعات الإرهابية ودولة مالي، عاد بموجبها أكثر من 200 إرهابي مسلح مجددا إلى نشاطهم، ودفع فدية بـ10 ملايين يورو لتلك الجماعات الإرهابية.
وانتشرت في السنوات الأخيرة، صور للشافعي مع عناصر إرهابية بارزة في تنظيم القاعدة، حيث كان يعمل معهم، حتى إنه توسّط في عملية الإفراج عن رهائن إسبان عام 2010، بعدما وقعوا في أيدي زعيم تنظيم القاعدة مختار بلمختار.
وبحسب تقارير فرنسية، فإن ولد الشافعي، الذي يوصف بـ"رجل قطر في المنطقة،" أرشد مفاوضي دولة مالي إلى القيادي بإحدى تلك الحركات الناشطة في المنطقة يدعى "الشريف ولد الطاهر" ليقوم بمهمة التواصل المباشر مع قيادة الجماعة الإرهابية لتجربته السابقة في صفقات مماثلة مع تلك الحركات.
وتعتبر "وساطة" رجل قطر بالمنطقة، في صفقة تحرير هذا العدد الكبير من الإرهابيين، دليل إدانة لتورط الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل والتي تصل أحيانا حد إمدادهم مباشرة بالمال والسلاح، وفق بعض المصادر.
واعتبر ساسة ومحللون موريتانيون أن صفقة الإفراج عن الإرهابيين تمثل مكافأة للمنظمات المتطرفة وتصرفا "خطيرا" من شأنه تشجيع الإرهابيين على ارتكاب المزيد من عمليات الاختطاف.