"تو إر إز هيومان".. وثائقي يرصد أخطاء وكوارث أطباء أمريكا
الفيلم الوثائقي "تور إر إز هيومان" To Err is Human يتتبع الأسباب التي تقف وراء وقوع الطواقم الطبية في شرك الإهمال والخطأ
أن تخطأ وتتعلم وتحاول تصحيح ما قمت به لهو أمر طبيعي لا يعيش إنسان دون المرور به، إلا أن بعض المهن قد تجعل من الخطأ الصغير حداً فاصلا بين الحياة والموت، ليكون ثمنه صحة إنسان أو أرواح بريئة.
وتذكر إحصاءات اللجنة المشتركة لاعتماد ومصادقة العديد من أنظمة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، أن الأطباء الجراحين أجروا عمليات على المريض الخطأ، أو في المكان الخطأ، 95 مرة عام 2017، ولكم أن تتخيلوا النتائج.
وتنقل صحيفة "التايم" تقرير أصدره مركز Coverys، يؤكد أن 30٪ من الأخطاء الطبية هي أخطاء في التشخيص، تؤدي بالتالي لخطأ في العلاج قد يقود لمضاعفات خطيرة تصل للموت.
"To Err is Human"، فيلم وثائقي جديد، يرصد أخطاء الأطباء، والكوارث التي قد تحدث إثر إهمال تفصيل بسيط، كما يسلط الضوء على بيئة المجتمع الطبي التي ساعدت تلك الأخطاء على الاستمرار.
الأسباب
يتتبع الفيلم الأسباب التي تقف وراء وقوع الطواقم الطبية في شرك الإهمال والخطأ، بداية من الطبيعة البشرية، وإصابة الأطباء أو الممرضين بالإرهاق، وضعف التواصل بين العاملين في المستشفيات، إلى رفض بعض المشافي الخضوع للمساءلة عن الأخطاء.
بعض الدراسات التي يقدمها تؤكد أن 69٪ من العدوى المكتسبة في المستشيفات يمكن منعها، وأن غسل اليدين يقلل من انتقال العدوى بنسبة كبيرة، إلا أن كثيرا من الموظفين يهملون ذلك.
كما أن التواصل الفعال بين الطاقم الطبي ونقل معلومات المريص بدقة؛ أمر بالغ الأهمية عند تغيير دوريات المناوبة، ومع ذلك كثير من المعلومات لا يتم نقلها، أو يُساء فهمها.
ويذكر الطبيب دون بيرويك، أن المجتمع الطبي يقع على عاتقه تفاقم الأخطاء الطبي، فقد صُمم بشكل لا يساعد على الاعتراف بالأخطاء، وبالتالي تصحيحها ومنعها، ويقول في الفيلم: "لقد قمنا بإنشاء النظام بشكل خاطئ، لقد تدربنا على ذلك، لا تتحدث عن أخطائك أمام المريض، إنها مسؤولية".
خطآن طبيان دمرا العائلة
يتتبع الفيلم قصة أسرة من مدينة بويسي في الولاية الأمريكية أيداهو، ويكشف كيف دمر خطآن طبيان العائلة، أولهما ساهم في تطور شلل دماغي لأحد الأفراد، والثاني تأخُّر في تشخيص إصابة ابنها بالسرطان، مما أدى لوفاته.
وتشرح الأم سو شيريدان كيف أصيب ابنها الأول "كال" باليرقان، إلا أن الأطباء لم يأخذوا إصابته على محمل الجد، بما أن أطفال كُثر يصابون به عند الولادة.
ولاحقا اكتشتف الوالدان أن لديه مستويات عالية من مركب كيميائي أصفر يدعى البيليروبين، تسبب بإحداث تلف وشلل دماغي لـ"كال".
وعند اكتشاف إصابة ابنها بالسرطان، وتأخر الأطباء بتشخيصه، أصيبت "سو" بخيبة أمل كبيرة، ولم يقدم لهم المستشفى أي تفسير عما إن كان الأمر خطأً طبياً أم لا، وتصف حالهم بقولها: "غادرنا المستشفى بكومة من الوثائق، بلا أي تفسير".
الفيلم من إنتاج 3759 Films و Tall Tale Productions، ويتوفر للمشاهدين على أمازون وآيتونز.