الإهمال الطبي يهدد حياة أسيرين فلسطينيين في سجون الاحتلال
الإهمال الطبي مقصلة الاحتلال الإسرائيلي للانتقام من الأسرى الفلسطينيين والتنكيل بهم في السجون.
عبرت هيئات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى عن مخاوفها من تهديد الإهمال الطبي لحياة أسيرين فلسطينيين مريضين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة خطورة الوضع الصحي للأسير سامي عاهد عبدالله أبو دياك المصاب بورم سرطاني.
وقالت المفوضية الفلسطينية في بيان، إن أبو دياك "يعيش تحت مقصلة الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد"، مشيرة إلى نقله مرتين يوم أمس الإثنين إلى عيادة سجن الرملة، ثم إلى مستشفى آساف هاروفيه.
وقال نشأت الوحيدي الناطق باسم المفوضية وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية: إن نقل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية الأسير سامي أبو دياك مرتين في اليوم نفسه، يزيد من معاناة الأسير والأوجاع التي تصاحبه، إضافة لآلام مرض السرطان والأمراض الأخرى، خاصة إذا ما تم نقله بسيارة البوسطة الحديدية التي تهد جسد الأسير المريض إلى أبعد الحدود".
وأبو دياك –من سكان سيلة الظهر في قضاء جنين- من مواليد عام 1983 معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 17 / 7 / 2002 ويقضي حكما بالسجن بالمؤبد.
وكانت أجريت له عملية جراحية في سبتمبر 2015 بمستشفى سوروكا الإسرائيلي تم خلالها استئصال 70 سم من الأمعاء، وتعرض لخطأ طبي بعد العملية ليتلوث مكانها بشكل كبير، ما أدى لإصابته بالفشل الكلوي والرئوي ومضاعفات خطيرة في بقية أعضاء جسده.
ويخضع أبو دياك حاليا تحت أجهزة التنفس الصناعي وتأثير المخدر منذ أكثر من 30 يوما، وفق مفوضية الأسرى.
وقال الوحيدي: "إن جسد الأسير سامي أبو دياك لم يعد يحتمل العلاج الكيماوي، وكانت اللجنة الطبية الإسرائيلية سابقا قد حددت جلسة خاصة في 13 فبراير الماضي، للنظر في طلب هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالإفراج المبكر لكن لم تعقد حتى الآن".
من ناحية أخرى، أشارت المفوضية إلى الأسير بسام أمين محمد السايح المعتقل في عيادة سجن الرملة الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر 2015، والذي يعاني من سرطانين في الدم والعظم إلى جانب التضخم في الكبد والماء على الرئتين وضعف كبير في عضلات القلب، وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير في الأيام الماضية.
وناشد الوحيدي الأمم المتحدة ومنظمة الصحية العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان والمجلس الدولي لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي، وجميع المنظمات الدولية والإنسانية، لإنقاذ حياة الأسيرين السايح وأبو دياك الذي انتشرت في جسده الكتل السرطانية ويتم نقله وتعذيبه بواسطة سيارة البوسطة الحديدية البغيضة، حيث بات أيضا يعاني من هبوط نسبة الدم والالتهابات الحادة.
ووفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية)، فإن الأسير أبو دياك يعد من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، وتعرض خلال السنوات الأخيرة إلى سياسة القتل الطبي المتعمد والإهمال الصحي الممنهج، وعدم تقديم أي علاجات حقيقية من شأنها وقف الكارثة الطبية التي مورست بحقه.
وأضافت أن أبو دياك هو واحد من بين 15 أسيرا يقبعون بشكل دائم في معتقل "عيادة الرملة"؛ علما أن نحو 700 أسير يعانون من أمراض خطيرة وهم بحاجة لرعاية صحية حثيثة.
وحمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسير أبو دياك، في ظل تعنتها ورفضها الإفراج عنه، رغم ما وصل له من وضع صحي حرج للغاية.