هو ليس بإنسان وليس بروبوت.. "مصري" يتجول في أمعاء البشر عن بعد
منذ أيام، فاز الباحث المصري محمد عبدالعزيز، بجائزة مبتكرون العالمية، وهو دون الـ35 عاما، بابتكار روبوت يساعد الأطباء في العمليات الجراحية.
وقال محمد لـ"العين الإخبارية" إن الروبوت ليس إنسانا آليا بما تعنيه الكلمة، وإنما جهاز طبي متقدم، يساعد الأطباء في العلميات الجراحية، وتكمن مساعدته في تشخيص بعض الأورام.
وتخصص محمد في دراسة الهندسة، وتخرج في الكلية عام 2014، وعكف على التعرف عن كثب على عالم الروبوتات الطبية: "الروبوت مكون من قطعتين، أو عنصرين، الأول يتحكم به الأطباء عن بعد، والثاني يقوم بمباشرة العملية أو تنفيذ المطلوب منه، وجاري العمل على تطوير الأمر".
ويساعد الروبوت الذي ابتكره الباحث المصري، على توفير عنصر أمان كبير للأطباء، ويحميهم من تعرضهم لمشكلات متعلقة بالجهاز الهضمي، نتيجة الأشعة والصبغات الموجودة في العمليات: "على سبيل المثال يضطر الأطباء لارتداء ملابس للوقاية من بعض الأشعة، هذا الروبوت يتجاوز ذلك الأمر من خلال قيامه ببعض المهام بنفسه".
والشاب المصري، يشارك في مرحلة ما بعد الدكتوراه، بمركو هاملين للجراحة، في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، ويساعد الروبوت الذي قام بابتكاره في عمليات القلب والسكتات والعيوب الخلقية والجلطات، بدقة عالية، ودون مشكلات تذكر.
والجائزة التي حصل عليها الباحث المصري، رفقة آخرين، تنظمها مؤسسة إم آي تي الأمريكية. وفيما يتعلق ببراءة الاختراع، أوضح عبدالعزيز أنه لا يتدخل في الأمر، كون الجامعة هي المالك الحصري لبراءة الاختراع، وهي من تتولى الأمر.
وقال الشاب خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إن أمراض القلب يتم التعامل معها إما بعمليات القلب المفتوح، أو بالتدخلات في الأوعية الدموية، ويتم علاج المشكلة، ويستغرق الأطباء وقتا في ذلك الأمر، باستخدام الأشعة السينية: "والأطباء يستخدمون صبغة اليود لتوضيح الشرايين، وهي تؤثر على عملية الكلى، وبالتالي تطول فترة العملية والتعقيدات تزيد، وهي أمور قد تظهر أمراضا للأطباء على المدى البعيد، ولذلك كانت فكرة الروبوت".
وكانت الصعوبات التي واجهها الشاب، استخدام الروبوت داخل جهاز الرنين المغناطيسي، لأن المعادن قد تسبب مشكلات كبيرة داخل الجهاز، ولذلك تم تصميم مواتير تعمل عن طريق الهواء المضغوط.
وأضاف خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إن الروبوت بإمكانه في المستقبل اتخاذ قرارات بنفسه، لكنه لا يصبح بديلا عنهم في التدخلات التي من المفترض ألا يتدخل فيها.
وأنهى حديثه قائلا: "مزايا الجراحات الروبوتوية أنها توفر حماية للجراحين، وستقلل التعقيدات، وسيكون تأثيره هائلا للمرضى والجراحين، وستساعد على تقليل تفاوت درجات مهارة الجراحين".