إطلاق بوابة إلكترونية للسياحة العلاجية بأبوظبي
منصة رقمية تتيح للراغبين في زيارة أبوظبي الاستفادة من خدماتها الصحية عبر باقة خدمية متكاملة، بدءا من اللحظة التي يقررون فيها الزيارة.
أطلقت دائرة الصحة ودائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي بدولة الإمارات، الأحد، البوابة الإلكترونية للسياحة العلاجية، التي توفر منصة رقمية تتيح للراغبين في زيارة الإمارة الاستفادة من خدماتها الصحية، عبر باقة من الخدمات والمنتجات المتكاملة التي يحتاجون إليها، بدءا من اللحظة التي يقررون فيها الزيارة وحتى تعافيهم ومغادرتهم لها.
حضر حفل الإطلاق الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، ومحمد حمد الهاملي وكيل دائرة الصحة، وسيف سعيد غباش وكيل دائرة الثقافة والسياحة.
وتضم البوابة قائمة بالمنشآت الصحية المدرجة ضمن شبكة السياحة العلاجية، والتي يبلغ عددها 40 مزوداً للرعاية الصحية والمستوفة للشروط، وفق برنامج "جودة" التابع لدائرة الصحة أبوظبي، إضافة إلى أكثر من 287 باقة علاجية لأكثر من 173 طبيبا في الإمارة.
وتمنح البوابة لمستخدميها أيضاً إمكانية الحصول على باقات التأمين المخصصة للسياحة العلاجية، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، إلى جانب توفيرها باقة واسعة من الخدمات التي يحتاج إليها السائح العلاجي، بدءاً من التواصل المباشر مع مقدمي الرعاية الصحية وإصدار التأشيرات وحجز المواعيد والفنادق والمواصلات وأي نشاطات ترفيهية أخرى.
مرحلة جديدة
وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة-أبوظبي، إن القطاع الصحي يقف على أعتاب مرحلة جديدة من مسيرته نحو العالمية، مع إطلاق بوابة السياحة العلاجية، الذي يأتي كجزء من خطة دائرة الصحة-أبوظبي طويلة الأمد، لتعزيز مكانة الإمارة كوجهة للسياحة العلاجية على خارطة التنافسية العالمية.
وأوضح أن هذا الإنجاز لم يأت بمحض الصدفة، بل كان نتاجاً لمسيرة طويلة من العطاء والعمل الدؤوب في مختلف القطاعات ذات الصلة، ففي القطاع الصحي استطاعت دائرة الصحة-أبوظبي منذ إطلاقها برنامج "جودة" أن تمضي قدماً في تحسين مخرجات القطاع، بما يتماشى مع رؤية الدائرة القائمة على جعل "أبوظبي مجتمع معافى" وتعزيز رفاه وسعادة أفراد المجتمع، من خلال ضمان توفير خدمات صحية تتمتع بأعلى مستويات الجودة.
وأوضح أن البرنامج أسهم في توفير وسيلة فعالة لقياس جودة المخرجات الصحية، وضمان تحقيقها لأعلى المستويات، في أجواء تنافسية إيجابية شجعت المنشآت الصحية على اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها تحسين تجربة المريض والخدمات المقدمة إليه.
وأكد حرص دائرة الصحة على الاستعانة بنتائج ومؤشرات برنامج "جودة" في تحديد أهلية المنشآت للانضمام إلى شبكة السياحة العلاجية، في خطوة أسهمت في ضمان ضم الشبكة للمنشآت الصحية القادرة على تقديم خدمات تخصصية عالية الجودة تتفرد بها إمارة أبوظبي عن غيرها، كالعمليات الصعبة للقلب والشرايين وزراعة الأعضاء، ومشاكل الإنجاب، وعمليات المفاصل، وإجراء الفحوصات العامة والتشخيص والعمليات الجراحية التجميلية والاختيارية.
وقال الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة-أبوظبي، إن "القطاع الصحي في الإمارة يضم حاليا 60 مستشفى وقرابة 1000 مركز طبي و700 عيادة وأكثر من 800 صيدلية، إضافة إلى 11 مستشفى قيد الإنشاء، وتتطلع الإمارة إلى استقطاب قرابة 3500 طبيب و12 ألف ممرض وممرضة بحلول عام 2025".
وأشار إلى أن البوابة الإلكترونية تمكن جميع الراغبين في زيارة إمارة أبوظبي والاستفادة من خدماتها الصحية من أن يحظوا بتجربة علاجية متكاملة تخلو من أي مصاعب، من خلال باقة من الخدمات والمنتجات التي يوفرها مزودو الخدمة المسجلين ضمن شبكة السياحة العلاجية من مختلف القطاعات.
وأكد أن أبوظبي تمكنت خلال الأعوام الماضية من استقطاب وتشجيع المزيد من الاستثمارات في القطاع الصحي، من خلال توفير البنى التحتية المتقدمة وتقديم تسهيلات ومحفزات استثمارية استثنائية، جعلت من الإمارة أرضاً خصبة للاستثمار في القطاع الصحي وتعزيز إمكاناته، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة من خلال تحديد التخصصات والمواقع التي تحتاج إلى مزيد من الاستثمارات، عبر خطة الطاقة الاستيعابية التي أطلقتها الدائرة مؤخرا، نتج عن ذلك جذب نخبة من الأسماء العالمية المرموقة في قطاع الرعاية الصحية.
السياحة العلاجية
من جهته، قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي: "يأتي إطلاق البوابة الإلكترونية للسياحة العلاجية استكمالاً لجهودنا في الترويج لإمارة أبوظبي كوجهة أولى ومفضلة للسياحة العلاجية عالمياً، مع ما نشهده من نمو ملحوظ في أعداد المسافرين عالمياً من أجل الصحة والاستشفاء، والتي أصبحت من أهم الأنماط السياحية للعوائد الاقتصادية التي يحققها قطاع صناعة السياحة، كما أنها قابلة للنمو والتطوير".
وأكد المبارك مواصلة دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي العمل على الترويج للسياحة العلاجية في الإمارة، بما تتمتع به العاصمة من العديد من المزايا التي تشجع المرضى الوافدين على القدوم إليها لتلقي العلاج، فإلى جانب قدراتها الاستشفائية فهي تعتمد على معالمها السياحية ومواقع الجذب، إلى جانب استحداث مصادر جديدة لاستقطاب المزيد من السياح.
وأشار إلى أن "قطاع الاستشفاء في أبوظبي شهد خلال السنوات الماضية نقلة نوعية على صعيد البنى التحتية والإمكانيات والتجهيزات وقدرات الأطباء، مما مكن من تحقيق هذه الخطوة لاستقطاب المزيد من المرضى من مختلف دول العالم".
بدوره، قال العميد سعيد راكان الراشدي، المدير العام لشؤون الأجانب والمنافذ بالإنابة بالهيئة الاتحادية للهوية والجنسية: "نحتفي اليوم بتتويج الجهود الكبيرة التي بذلناها معا بروح الفريق الواحد لتعزيز مكانة أبوظبي على خارطة السياحة العلاجية، ونحن سعداء بدورنا في تطوير نظام تأشيرات السياحة العلاجية التي تعتمد على آلية محددة تم وضعها بالتعاون مع دائرة الصحة-أبوظبي، حيث تمنح الصلاحية لإصدار التأشيرات السياحية للمنشآت الصحية المشاركة ضمن شبكة السياحة العلاجية وتتبنى أعلى معايير برنامج (جودة)، لضمان تمتع المرضى من خارج الدولة برحلة علاج ميسرة في المنشآت الصحية المرموقة في أبوظبي".
تأمين صحي متكامل
من جانبه، قال مايكل بيتزر، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للضمان الصحي-ضمان: "إطلاق البوابة الإلكترونية للسياحة العلاجية في أبوظبي يسهم في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة عالمية للسياحية العلاجية، ونحن في (ضمان) نسعى باستمرار إلى تقديم الدعم لمنظومة الرعاية الصحية في أبوظبي وفق أعلى المعايير وأفضل الممارسات العالمية، عبر توفير مجموعة الحلول وبرامج التأمين الصحي المتكاملة والمبتكرة".
وقال توني دوجلاس الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران: "بصفتنا الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة يحدونا الفخر أن نكون جزءاً من منظومة السياحة العلاجية في أبوظبي، حيث يسعدنا أن نقوم بتقديم خدمة الممرض على متن الطائرة، المخصصة لضيوفنا الذين تستلزم حالاتهم الحصول على المساعدة الطبية خلال أسفارهم، لضمان توفير رحلة سلسة لهم خالية من أي منغصات".
وأوضح أنه أصبح بإمكان المسافرين بغرض الاستشفاء طلب خدماتنا الطبية على متن الطائرة، ليحظى المسافرون بتجربة سياحة علاجية متكاملة تبدأ قبل وصولهم لأبوظبي.
وتستند أبوظبي في مساعيها لتعزيز مكانتها كوجهة مرموقة للسياحة العلاجية عبر البنية التحتية المتقدمة التي تحظى بها، وجودة الرعاية الصحية التي توفرها منشآتها، فضلاً عن محفظتها السياحية الواسعة التي تمكنها من تقديم تجربة سياحية متكاملة لزوارها.
وكانت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي وقعت مذكرة تفاهم مع منظمة السياحة العلاجية، لاستضافة المؤتمر العالمي للسياحة العلاجية في أبوظبي بمشاركة 100 دولة، وتنص المذكرة على إنشاء مكتب إقليمي للمنظمة في أبوظبي، لتعزيز السياحة العلاجية في الإمارة، والترويج لها في العالم والمنطقة، إضافة إلى نقل المؤتمر السنوي العالمي للسياحة العلاجية إلى أبوظبي.
شروط للانضمام للشبكة
وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة أسماء المناعي، مديرة دائرة جودة الرعاية الصحية بدائرة الصحة-أبوظبي، خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش إطلاق البوابة الإلكترونية للسياحة العلاجية: "انضمام المنشآت الصحية إلى شبكة السياحة العلاجية يعتمد بصورة أساسية على أداء هذه المنشآت وفقاً لمؤشر أبوظبي لجودة خدمات الرعاية الصحية (جودة.. معايير التفوق في خدمات الرعاية الصحية)، الذي أطلقته الدائرة عام 2014، ولذلك سيقتصر انضمام مذودي الخدمة إلى الشبكة للمزودين المتواجدين في إمارة أبوظبي، والتي تخضع لرقابة الدائرة".
وأشارت إلى أن وثيقة "رؤية أبوظبي 2030"، التي صدرت عام 2009، كانت واحدة من أهم ركائز الدراسة المتعلقة بها في شأن القطاع الصحي هو السياحة العلاجية، موضحة أن الدراسات التي أجريت منذ 9 سنوات كانت تتوجه إلى تطوير منظومة السياحة العلاجية في الإمارة، والعمل على إيجاد الآليات والوسائل المناسبة مع الشركاء لدعم وتعزيز هذه المنظومة.
وأعلنت أنه مع بداية العام المقبل سيتم التوجه إلى المرضى في جميع أنحاء العالم لتعريفهم بمزايا وسهولة الحصول على الرعاية الصحية في أبوظبي.
وقالت: "جاهزية الخدمات الصحية التي تقدم للسياح محكومة ببرنامج (جودة)، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة من حيث الشمولية والفعالية ويغطي 4 مقاييس أساسية هي (السلامة، الفعالية، تجربة المريض، ومدة الانتظار)".
وشددت على أن أي منشأه مشاركة في الشبكة لا بد أن تستوفي المعايير لتقديم خدمات السياحة العلاجية، موضحة أن من الشروط أن يكون مزودا لخدمة الطاقة الاستيعابية لاستقطاب المزيد من المرضى.
فيما أوضح سلطان الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع السياحة في دائرة السياحة-أبوظبي، أن الإمارة لها مميزات عديدة تعمل على تنشيط السياحة العلاجية لما تمتلكه من بنية تحتية وشبكة طرق ومواصلات هي الأحدث في العالم.
وأضاف: "هناك أيضا العديد من المنشآت الطبية المتميزة بما فيها مستشفيات عالمية، فضلا عن التسهيلات التي تقدمها الإمارة المتعلقة بالتأشيرة السياحية ومرونتها وكذلك سهولة الحجز والحصول على الخدمات كافة ضمن منظومة متكاملة".
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز