بعد أزمة الدواء.. هل لجأ اللبنانيون إلى الطب البديل؟
يعاني اللبنانيون منذ سنة 2020 من أزمة انقطاع الأدوية من الصيدليات، وأصبح البحث عن الدواء عادة يومية، رغم قرار وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، برفع الدعم عن الأدوية التي يقل سعرها فقط عن 12 ألف ليرة.
وأبقى وزير الصحة على أسعار أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية وحليب الأطفال واللقاحات والأمراض النفسية والعصبية، لتزيد أسعار معظم الأدوية ما بين 4 و6 أضعاف.
ازداد الكابوس الذي يطغى على حياة اللبنانيين مع تحذير نقابة مستوردي الأدوية في لبنان قبل أيام، من حدوث نقص كارثي محتمل في الأدوية الأساسية، في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة التي تعاني منها البلاد.
وقالت النقابة إن الواردات متوقفة بشكل شبه كامل منذ شهر، لكن كما هو معروف دائماً يبحث اللبناني عن بديل، فهل عاد مع هذه الأزمة إلى طرق أبواب العطارين، والعلاج بواسطة الأعشاب والتركيبات الطبيعية؟
نسبة التداوي بالأعشاب ارتفعت كمال قال عمر حولا، نحو 30%، في محل عطارة "مكة" الذي يديره، عازياً ذلك "ليس لفقدان الأدوية من الصيدليات فحسب بل لارتفاع سعرها كذلك".
وعن أكثر الاعشاب المطلوبة أجاب: "تلك المتعلقة بمعالجة الاكتئاب، فهي على رأس القائمة، كذلك الأعشاب الخاصة بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط والكوليسترول المنتشرة بين اللبنانيين، حيث هناك خلطات خاصة لكل منها"، مشدداً عأن "لا علاقة لنا بأمراض القلب نهائياً والأطفال الصغار جداً".
وعن الأعشاب الوقائية، شرح عمر، الذي درس كما "تغذية علاجية والطب الصيني" أن تلك الأعشاب مهمة جداً للوقاية من الأمراض، خاصة نبات الكلغان والقسط الهندي".
وعن فعالية الأعشاب على صحة الانسان قال: "بالتأكيد تحل مكان الأدوية العادية وأكثر، لكن بعد توفر شرطين، إيمان المريض بهذا العلاج، والمواظبة عليه"، مشدداً أن "الأعشاب لا تظهر مشاكل جانبية عند تناولها على عكس الأدوية الكيميائية".
من جانبه أكد العطار كمال يحيى الشهال، الذي توارث المهنة أباً عن جد، منذ 4 جدود، ولديه 3 فروع في شمالي لبنان، منها في سوق العطارين القديم، أن "هذه المهنة كانت في الأصل ملجأ للناس للتداوي، ولكن اليوم تقدم الطب كثيراً، وأصبح هناك تخصصاً لكل مرض".
وشرح قائلا: "الأعشاب لا تحل مكان الدواء في العديد من الحالات، فلو عانى مريض من ارتفاع كبير في ضغط الدم لا يمكن وصف عشبة له بل هو يحتاج إلى مستشفى، أما ان كان ارتفاع ضغطه بسيطاً يمكنه تناول بعض الأعشاب كالحبق مثلا للمساعدة على تخفيض الضغط". ونصح بمراجعة الطبيب واستشارته.
وعن دور الأعشاب تابع قائلا: "في الغالب هو وقائي ويحتاج إلى فترة طويلة، أي أنها ليست لعلاج الحالات الطارئة بل تعتبر مكملاً غذائياً"، وتابع متسائلا: "ماذا يمكن أن تفعل الأعشاب إذا كان الإنسان على سبيل المثال يعاني من التهاب الزائدة الدودية أو أشد من ذلك؟"، لافتا إلى أن "بعض الأشخاص يخطئون حين يظنون أن الأعشاب تحل مكان الدواء".
وعن الأعشاب المطلوبة اليوم قال: "تلك الخاصة بتقوية المناعة كالحبة السوداء، كذلك العسل الأصلي مفيد جداً للمناعة، وهناك مزيج من الأعشاب كزهر البابونج والخطمي والمليسة نافعة للصدر والسعال، وعكبر النحل للالتهاب".
وعما إن كان يخشى على مهنته من الاندثار قال: "كل شيء في الحياة يتقدم ويتطور ولا بد لنا من مواكبة التقدم العلمي، ولذلك وجهت أولادي إلى المسار العلمي الصحيح للمهنة، لدي ابنه تخرجت في كلية الصيدلة، وابن تخرج في كلية الطب تخصص أمراض الدم".
وختم مشدداً: "بالنسبة للأعشاب لا بد أن يتعامل المريض معها بحذر لأنها قد تكون مناسبة للبعض وضارة في نفس الوقت للبعض الآخر، ووراء غير المتخصصين ما قد يتسبب في الضرر أكثر من النفع".
وعن رأي اللبنانيين بالخيار البديل، رأت فدى الشامي (35 سنة، موظفة في محل لبيع اللابس) أن "الأعشاب تداوى بها أجدادنا وكان لها مفعولاً ايجابياً جداً، لكن بسبب تطور الطب كان من الطبيعي أن نتجه إلى عالم الأدوية لسرعة نتيجتها".
وأضافت: "في ظل الأزمة الاقتصادية وأزمة الدواء التي نعاني منها في لبنان عدنا إلى العلاج البديل لاستخدامات عديدة منها أوجاع المعدة والصدر"، موضحة :"لدينا في طرابلس محلات عطارة بها أكفاء، يقدمون لنا خلطات مميزة نشعر بالاستفادة منها ولو استغرق العلاج وقتاً لظهور النتيجة".
أما شيرين غلايني (32 سنة، ربة منزل، والدة لثلاثة أطفال) فاعتبرت "أن الأزمة التي يمر بها لبنان دفعت البعض إلى اللجوء للأعشاب دون وجود دراسات علمية تثبت فعاليتها لا سيما فيما يتعلق بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط، وفيما إن كان لها عوارض جانبية، إذ يلجأ بعض المرضى لها لعدم توفر الأدوية الأساسية، فكما يقول المثل المريض يتعلق بحبال الهواء".
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز