دون أدوية أو جراحة.. طريقة فعالة للتخلص من جفاف العين المؤلم

إذا شعرتَ باحمرار العينين، أو بوخز وألم عند الرَمش، أو بصعوبة في القراءة، فقد تكون من بين ملايين يعانون من متلازمة جفاف العين.
والمتلازمة حالة شائعة، وقد تؤدي في الحالات الشديدة إلى تلف دائم أو حتى فقدان البصر إذا لم تُعالج.
ويحدث جفاف العين عندما تفشل الغدد في إنتاج ما يكفي من الدموع أو الزيوت التي تحافظ على رطوبة العين، وهي مشكلة تزداد مع التقدم في السن، أو ارتداء العدسات اللاصقة، أو التغيرات الهرمونية لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. كما ساهمت زيادة استخدام الشاشات، ومنتجات التجميل القاسية، وتلوث الهواء، وانخفاض الرطوبة في تضاعف الحالات خلال العقود الأخيرة.
لكن الخبراء يؤكدون أن العلاج لا يتطلب دائما تدخلاً جراحياً، إذ يمكن الوقاية من تلف العين باتباع بعض العادات البسيطة اليومية.
الترطيب أولاً
يقول الدكتور سامر حمادة، جراح العيون واستشاري عيادة لندن للعيون، إن شرب الماء بانتظام هو أول خطوة لتقليل أعراض الجفاف، لأن الترطيب الجيد يساعد الجسم على إنتاج الدموع وتقليل الالتهابات.
ويحذر من الإفراط في تناول القهوة والكحول، لأنهما يسهمان في تجفيف العينين. وينصح بشرب 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميا للحفاظ على التوازن المطلوب.
الغذاء والمكملات
يشير الدكتور حمادة إلى أن تناول الأحماض الدهنية أوميغا-3 وفيتامين "دي" له دور أساسي في الوقاية من جفاف العين.
فقد أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على كميات كافية من أوميغا-3 تقل لديهم احتمالات الإصابة بالمرض بنسبة 17%.
يوصى بتناول الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل والسردين مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا، أو استخدام مصادر نباتية مثل بذور الكتان والجوز، أو مكملات غذائية.
كما يُعد فيتامين "دي" ضروريًا خاصة في البلدان ذات أشعة الشمس المحدودة مثل بريطانيا.
ويضيف حمادة أن مضادات الأكسدة في التوت، والشاي الأخضر، والشكولاتة الداكنة، والخضروات الورقية، والبطاطا الحلوة، تسهم في إبطاء شيخوخة العين وحمايتها من التلف.
قلل وقت الشاشات ونم جيدًا
التحديق الطويل في الشاشات من أبرز أسباب الجفاف، لأن الإنسان يقلّل عدد مرات رمشه أثناء الاستخدام، مما يؤدي إلى تبخر طبقة الدموع بسرعة.
وينصح الخبراء بتقليل سطوع الشاشات، والجلوس على مسافة مناسبة، وأخذ استراحة كل ساعة عبر النظر بعيدًا ورمش العينين 20 مرة متتالية.
كما يُفضل تجنب استخدام الأجهزة قبل النوم، إذ تؤثر الإنارة الزرقاء على إفراز هرمون النوم الميلاتونين، ما يقلل جودة النوم ويزيد من جفاف العين.
اجعل منزلك صديقا لعينيك
ينصح الخبراء بتهيئة بيئة منزلية مريحة للعين، عبر الحفاظ على رطوبة هواء تتراوح بين 40 و60% واستخدام أجهزة ترطيب الهواء خاصة في الشتاء أو في الأماكن المكيّفة. كما يُستحسن فتح النوافذ بانتظام للتهوية الجيدة.
احذر من مستحضرات التجميل
تقول خبيرة البصريات نيكولا ألكسندر-كروس إن الاستخدام الطويل لمستحضرات التجميل حول العينين قد يؤدي إلى انسداد الغدد الدمعية، خصوصًا مع التقدم في العمر أو أثناء انقطاع الطمث.
وتنصح باستبدال مزيلات المكياج التقليدية بمنتجات لطيفة معتمدة من أطباء العيون، وتجنب وضع الكحل داخل خط الماء، واستخدام مسكارات كريمية لا تتقشر.
كما يمكن استعمال كمادات حرارية أو أقنعة عين دافئة للمساعدة على فتح الغدد وتحفيز تدفق الزيوت الطبيعية.
العلاج بالضوء
وفي الحالات المتقدمة من جفاف العين، التي يصاحبها حساسية شديدة للضوء أو دموع مفرطة، يمكن اللجوء إلى العلاج بالضوء النبضي المكثف، وهو إجراء يستخدم نبضات ضوئية موجهة لتذويب الانسدادات وتقليل الالتهاب حول العينين.
ويختتم الخبراء نصائحهم بتأكيد أهمية الوقاية المبكرة، وتقول ألكسندر-كروس: "ابدأ في العناية بعينيك من الآن، حتى لو كنت في العشرينات أو الثلاثينات".
ويضيف حمادة: "لا تنتظر حتى تشتد الأعراض، واجعل العادات الصحية جزءا من روتينك اليومي، فالعين لا تُعوض".