الطب في زمن كورونا.. استشارات على مواقع التواصل في مصر
شباب يدشنون مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تكون ملاذا لمن يريد الاستشارة الطبية العاجلة أو للاستفسار عن أعراض الفيروس
حرص عدد من الشباب المصري على تقديم الدعم والمساعدة لغيرهم من المواطنين الملتزمين بالبقاء في منازلهم والبعد عن التجمعات، ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا الجديد.
ودشن هؤلاء الشباب من مختلف تخصصاتهم مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تكون ملاذا لمن يريد الاستشارة الطبية العاجلة أو للاستفسار عن أعراض الفيروس، بمشاركة عدد من الأطباء.
ففي محافظة الأقصر، بدأت أسماء أحمد، مدرسة اللغة الإنجليزية، تدشين صفحتها التي حملت اسم "امكث بالبيت واستشر أطباءنا بالأقصر".
وقالت أسماء: "مرضت ابنتي منذ فترة قريبة، واضطررت إلى التعامل معها بمفردي، واللجوء لدواء من المنزل بعد استشارة الصيدلي أسفل المنزل، وذلك بسبب القلق من الذهاب للمستشفيات في الوقت الحالي، نظرا للوضع الذي تمر به البلاد، فشعرت بالمسؤولية تجاه الأمهات الأخريات اللاتي من الممكن أن يتعرضن للموقف نفسه".
وأضافت مؤسسة المجموعة لـ"العين الإخبارية": "دشنت المجموعة ليقدم أي شخص استشارته إلى الطبيب المختص، دون الذهاب للعيادة أو المستشفى خاصة بعد قرارات الحكومة باتخاذ الإجراءات الوقائية والبقاء بالمنزل".
وتضم المجموعة التي وصل عدد أعضائها خلال يومين فقط ما يقارب 19 ألف مشترك، أكثر من 150 طبيبا من تخصصات مختلفة.
وعن كيفية تجميع أعداد كبيرة من الأطباء في مجموعة واحدة، قالت أسماء: "لدي صديقة طبيبة أذن وحنجرة، وبعد عرض الفكرة عليها رحبت جدا، وقامت بإضافة عدد آخر من الأطباء، كما رحب آخرون بالفكرة بعد التواصل معهم وقاموا بإضافة غيرهم، بعد علمهم أنه عمل من أجل الخير".
وأوضحت أسماء أن الأطباء لم يترددوا في تقديم الدعم والمساعدة، والرد على استشارات الأعضاء دون كلل، كما كتبوا أرقام هواتفهم للاستشارات العاجلة والحالات الحرجة.
ونظرا لزيادة عدد الأعضاء، فقد شارك في إدارة الجروب عدد من الفتيات اللاتي تناوبن على مسؤوليته، وهن: شيماء فهيم وشاهندا موسى وسارة حسن.
ولم تكن محافظة الأقصر منفردة في تقديم تلك الخدمة لأهلها، ولكن بادرت باقي المحافظات في تدشين مثل هذا الجروب كالقاهرة والفيوم وسوهاج وأسوان، تسهيلا على المواطنين، وتنفيذا لنصائح منظمة الصحة العالمية بالبقاء في المنزل.
وفي القاهرة، قامت الطبيبة الصيدلانية إسراء فيصل، بتدشين مجموعة "الطب في زمن الكورونا.. خليك في بيتك وإحنا هنساعدك" بمساعدة أشقائها الأطباء أسماء ووفا فيصل، بهدف تقديم المساعدة، مع توفير كل التخصصات.
وقالت إسراء: "لاحظت بعد أزمة فيروس كورونا لجوء أغلبية المواطنين إلى الصيدلية، والسؤال عن أعراض الفيروس، وبعضهم يستشير عن أمراض أخرى لخوفهم من الذهاب إلى العيادات".
وأضافت: "بدأت النقاش مع أشقائي أطباء أسنان أيضا وبعض الأقارب في فكرة المجموعة، لتقديم الدعم والمساعدة، وبدأنا نتحدث مع أطباء أصدقائنا للانضمام في الرد على الاستشارات".
ووجد مؤسسو الجروب تفاعلا كبيرا من الأصدقاء والمحيطين والأعضاء الجدد على تلك المبادرة حتى تجاوز عدد الأعضاء خلال يومين 2000 عضو، بالإضافة إلى العديد من الأطباء في جميع التخصصات.
وفي سوهاج، قامت هيام حليم، حاصلة على ليسانس آداب، بتأسيس مجموعة "امكث بالبيت واستشرنا - تجمع أطباء سوهاج" لتقديم المساعدة للمواطنين.
وقالت: "بسبب الالتزام بالحجر الصحي بالمنزل، قررت تأسيس المجموعة، تسهيلا على من يريد الاستشارة الطبية".
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "تفاعل الأعضاء بشكل كبير مع المجموعة، وتجاوز عددهم خلال يومين 30 ألف عضو، بالإضافة إلى الأطباء الذين تجاوزوا الـ100 طبيب، وكانت استجابتهم سريعة".
تشعر هيام بأنها رغم مكوثها بالمنزل فإنها قدمت خدمة مجتمعية: "الأمر مرهق قليلا ولكن الناس مستفيدة".
وفي بورسعيد، تجمع أطباء بورسعيد لتقديم المساعدة للأهالي من خلال تأسيس مجموعة "خليك بالبيت واستشرنا أطباء بورسعيد".
وقالت دكتورة وئام صبحي أحد مؤسسي الجروب: "الجروب حريص على تقديم المساعدة من الأطباء والرد على كل الاستشارات الطارئة، لعدم النزول والبقاء بالمنزل إلا في حالة عدم الضرورة فقط، وذلك لحالة الطوارئ التي تمر بها المستشفيات، ولأنها ليست أفضل مكان للتواجد فيه إلا للضرورة".
وأضافت "نحن في حالة حرب فلا بد من التعاون والتكاتف ونشر التعليمات اللازمة للوقاية حتى لا تتناثر الشائعات".
وحثت المجموعة التي ضمت أكثر من 70 ألف عضو على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية، وهي غسل اليد بالصابون لمدة 20 ثانية، وعدم التواجد بالأماكن المزدحمة والحفاظ على المسافة بين الآخرين.