خبيران لـ"العين الإخبارية": "غاز المتوسط" سبب عداء أردوغان لمصر
موقف أردوغان تجاه النظام المصري أحد أسبابه الرئيسية هو نجاحه في إحباط مخطط أنقرة لبسط نفوذها في الشرق الأوسط وعلى غاز البحر المتوسط.
ربط خبيران مصريان الموقف العدائي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه مصر، وبين المكاسب الكبيرة التي حققتها القاهرة مؤخراً فيما يتعلق باكتشافات الغاز في منطقة شرق البحر المتوسط، وهو ما قوبل بامتعاض تركي لافت.
- مصر ترد بقوة على أكاذيب أردوغان.. رسالة احتجاج للأمم المتحدة
- خبيران: هجوم أردوغان على مصر تنفيذ لأجندة الإخوان
وفي خطاب قدمته بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، للجمعية العامة، الأربعاء، اتهمت القاهرة تركيا بـ"احتضان تنظيم الإخوان الإرهابي، وعناصره وتوفير الدعم السياسي والمنصات الإعلامية لهم بهدف الترويج لأفكارهم التخريبية في مصر والمنطقة بأسرها"، وأشار الخطاب المصري إلى "الدور المشبوه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دعم الإرهاب في المنطقة".
وقال خبيران لـ"العين الإخبارية" إن "موقف أردوغان تجاه النظام المصري، أحد أسبابه الرئيسية هو نجاح القاهرة في إحباط مخطط أنقرة لبسط نفوذها في الشرق الأوسط، ومشروعها الإقليمي للاستحواذ على المناطق الاقتصادية شرق البحر المتوسط".
وأظهرت أعمال التنقيب في منطقة شرق المتوسط، خلال السنوات الماضية، العثور على احتياطات ضخمة للغاز، بينها حقل "ظٌهر" المصري، ونتج عن تلك الاكتشافات تعاون وثيق بين مصر واليونان وقبرص، فيما أثار قلق تركيا، التي تحتل الشطر الشمالي من قبرص منذ عام 1974.
وعلى مدار الأشهر الماضية، طفا ذلك النزاع للسطح، متضمنا تهديدات ومناوشات عسكرية، خاصة بعدما أرسلت تركيا السفينة "فاتح" في مايو/أيار الماضي للتنقيب في مياه المنطقة الاقتصادية القبرصية، تبعها السفينة "يافوز"، في 20 يونيو/حزيران، قبالة سواحل قبرص.
يقول العقيد حاتم صابر، الخبير في مجال مكافحة الإرهاب الدولي؛ لـ"العين الإخبارية": "إن الشعب المصري بعزله تنظيم الإخوان من الحكم عام 2013، أطاح بأحلام أردوغان في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، والذي كان يسعى من خلاله لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لبلاده".
وأضاف، أن اتفاقية "تعيين الحدود البحرية بين مصر وقبرص عام 2013، في ضوء قواعد القانون الدولي، أزعجت تركيا كثيرا، وبطبيعة الحال أضرت مخططها الاقتصادي، الأمر الذي دفعها لتصعيد إجراءاتها العدائية بهدف إسقاط النظام المصري، أول على الأقل إيقاف مشاريعه التنموية".
ولفت صابر إلى أن "تركيا ترغب في تقويض المساعي المصرية لأن تكون مركزاً إقليميا للطاقة، وإذا ما حققت هدفها هذا، أو على الأقل مشاركة المكاسب المصرية، لا مانع في استعادة العلاقات الجيدة مع القاهرة بالطبع".
ويشير الخبير الأمني في ذلك إلى تغريدة نشرتها أمس صحفية تركية تدعى "إسراء"، على موقع "تويتر"، مفادها "إذا أراد الرئيس السيسي أن تتوقف المظاهرات في مصر عليه الجلوس للحوار حول غاز المتوسط".
وتداولت التغريدة على نطاق إعلامي واسع، رغم قيام الصحفية بحذفها لاحقا، وقال الإعلامي المصري عمرو أديب، إن "الصحفية أحرجت أردوغان"، مضيفا "النظام التركى يريد أن يفرط الرئيس السيسى في كل شيء مقابل البقاء في الحكم 100 سنة، والتفريط في قوت المصريين وأن تصبح مصر مركزا للطاقة".
في السياق ذاته، يرى الباحث والخبير في الشؤون التركية، مصطفى صلاح، أن "هناك العديد من الملفات الخارجية والداخلية الحاكمة فيما يتعلق بموقف تركيا من النظام السياسي المصري، الذي بات أكثر استقراراً في مواجهة الضغوط الإقليمية، خاصة من جانب تركيا".
وأشار صلاح في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "التصادم المصري-التركي فيما يتعلق بغاز المتوسط أبرز الأمثلة على ذلك، فتركيا ترى في تهديد استقرار النظام المصري مصلحة لها، فيما يتعلق بمشروعها الإقليمي للاستحواذ على مناطق اقتصادية في شرق البحر المتوسط، وبما ينعكس على الأوضاع الاقتصادية المتردية في تركيا".
وأضاف "اتخذت السياسة المصرية مبادرات لمواجهة نفوذ تركيا المتزايد عن طريق شراكات سياسية واقتصادية مع عدة دول، ومنها منتدى القاهرة للطاقة المشكل من 7 دول، ليس من بينها تركيا، ما أغضبها بالطبع".
وشدد الخبير على أن "أردوغان يرى في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحاجز الأول أمام سياساته في المنطقة، بمواجهته للتيارات الإسلامية التي تدعمها أنقرة ماليا وإعلاميا".
وتحتضن تركيا المئات من قادة وأنصار تنظيم الإخوان الإرهابي منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، فيما تدار علاقات البلدين على مستوى "قائم بالأعمال"، منذ استدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس/آب 2013، احتجاجاً على تصريحات تركية معادية، وأبلغت تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته أن سفيرها في القاهرة "شخص غير مرغوب فيه".