المهدي الحاراتي.. وكيل تركيا لنقل "إرهابيي سوريا" إلى ليبيا
مصادر أمنية رفيعة قالت إن الحاراتي يعمل برعاية المخابرات التركية وكان من أوائل الوافدين إلى سوريا للقتال إلى جانب مليشيات طرابلس
يبدو اليوم وجها مألوفا بعد أن تصدرت صوره تقارير إخبارية بوصفه وكيل تركيا لتوفير إرهابيين من سوريا للقتال إلى جانب مليشيات طرابلس للدفاع عن العاصمة الليبية المختطفة من قِبل التنظيم الدولي للإخوان في حصنها الأخير.
هو المهدي الحاراتي الأيرلندي من أصل ليبي الذي عهد إليه نظام أردوغان الإشراف على استقبال عناصر الإرهاب القادمة من الساحة السورية إلى ليبيا للقتال في صفوف مليشيات حكومة فايز السراج غير الدستورية ضد الجيش الوطني الليبي.
- الجيش الليبي: إرهابيون سوريون في صفوف مليشيات طرابلس
- ظهور إرهابيين سوريين موالين لتركيا في طرابلس الليبية
ويعمل الحاراتي، وفق مصادر أمنية ليبية رفيعة، برعاية من المخابرات التركية، حيث كان من أوائل الوافدين إلى سوريا للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة.
وتؤكد المعلومات والتقارير الأمنية للمصادر التي تحدثت لـ"العين الإخبارية" أن الحاراتي قائد ومؤسس كتيبة شهداء طرابلس، أول مليشيا في ليبيا، وهو ما جعله ضمن قائمة الإرهابيين التي أصدرها الرباعي العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين).
وقبل انتقاله إلى الساحة الليبية اتخذ الحاراتي من ريف إدلب مقرا لمجموعته المسلحة المعروفة بلواء الأمة بعد أن دخل إلى شمال سوريا عبر الحدود التركية.
وتتكون بنية اللواء من مقاتلين ليبيين وسوريين وعرب يتمركزون في ريفي إدلب وحلب قرب الحدود مع تركيا، وله امتداد في بعض المدن في حمص وريف دمشق، حسبما أفادت تقارير صحفية سورية في وقت سابق.
وتقول وثيقة لجهاز الأمن الداخلي لنظام القذافي، حصلت عليها "العين الإخبارية"، إن المهدي عبدالحميد المهدي الحاراتي (مواليد 1973) هو "قيادي تكفيري بارز" وشارك مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة وسبق له السفر إلى كل من اليمن والأردن وإيطاليا وأيرلندا.
وصدر أمر بالقبض على الحاراتي في ليبيا بعد أن ورد اسمه في تحقيقات أثبتت علاقاته بقيادات تنظيم الجماعة الليبية المقاتلة فرع تنظيم القاعدة وانضمامه لتنظيم الجهاد، وتم توقيفه في اليمن.
وتولت السلطات اليمنية ترحيل الحاراتي إلى الأردن، وفقا للوثيقة التي أكدت صحتها مصادر بلجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، واستطاع الفرار والهجرة والحصول على اللجوء في أيرلندا ثم حصل على الجنسية.
وبحسب تقارير إعلامية غربية تورط الحاراتي في هجمات مدريد التي وقعت في مارس/آذار 2004 ما يجعله مطلوبا لأجهزة الأمن الإسبانية.
وعاد الحاراتي إلى ليبيا في فبراير/شباط 2011 وبدأ بتشكيل أول مليشيا مسلحة في البلاد قبل تشكيل المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي.
وارتبط الحاراتي بقيادات القاعدة في ليبيا، أبرزهم عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة، فرع تنظيم القاعدة في ليبيا.
واستثمر الحاراتي علاقته ببلحاج لتهريب الإرهابيين من وإلى ليبيا وسوريا عبر المطارات التركية، فرغم أن بلحاج لم يخرج من السجن إلا عام 2009 فإنه سرعان ما أصبح أحد أكبر أثرياء ليبيا بعد السيطرة على مخزون البلاد من الذهب في المصرف المركزي، وفق ما صرح به وزير الداخلية الليبي السابق اللواء صالح رجب لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق.
وفي بداية عام 2014 ظهر الحاراتي كقائد لجماعة الأمة في سوريا ومعه مقاتلون ليبيون يقاتلون تحت راية تنظيم أنصار الشريعة، الذي أعلن فيما بعد مبايعة تنظيم داعش، واستطاع الحاراتي إقامة العديد من مراكز التدريب للتنظيمات المتطرفة في العديد من المدن الليبية في الشرق والوسط شاركت في نشر الإرهاب في جميع أنحاء البلاد، وتم تسفير بعضهم إلى سوريا.
وبعد تراجع قدرات المليشيات الإرهابية في طرابلس وتزايد سيطرة الجيش الليبي، اتفق قادة المليشيات مع الحاراتي بحسب -مصدر أمني رفيع- على أن يمد المليشيات بالمرتزقة السوريين، قبل وقت طويل من إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان عن إرسال قواته إلى ليبيا.
واتهم الجيش الليبي الحاراتي بإرسال إرهابييه إلى ليبيا صراحة من خلال الكتيبة 128 مشاة، التي أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي العثور على بطاقة تعريف لإرهابي سوري ينتمي لما يعرف بـ"جبهة ثوار سوريا" أثناء تمشيط مواقع المليشيات الإرهابية المحررة في العاصمة الليبية طرابلس.
ونشرت الكتيبة بطاقة تعريف الإرهابي السوري، ويدعى ياسين أبوعبيدة، وهو تابع لـ"جبهة ثوار سوريا" الإرهابية ويحمل الرقم العسكري 37.
ومع إعلان الرئيس التركي أردوغان إرسال قواته إلى ليبيا نشط الحاراتي علاقاته لاستجلاب المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وهو ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة، حيث ورد اسم الحاراتي كصاحب دور محوري في إمداد المليشيات في طرابلس بعناصر إرهابية من الجبهة السورية، بلغ عددهم نحو ألفي مسلح.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA==
جزيرة ام اند امز