«صانعة الملوك».. كيف ستؤثر ميلوني على توازن القوى بالبرلمان الأوروبي؟
مع إدلاء الإيطاليين بأصواتهم يوم السبت، في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، أصبحت إيطاليا أول لاعب رئيسي يشارك في الاستحقاق الدستوري
مع إدلاء الإيطاليين بأصواتهم يوم السبت، في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، أصبحت إيطاليا أول لاعب رئيسي يشارك في الاستحقاق الدستوري، الأمر الذي قد يمنح الزعيمة اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني، دور صانع الملوك.
ومن المتوقع أن تحقق أحزاب اليمين المتطرف مكاسب في الانتخابات، حيث تتوجه معظم الدول، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، صاحبتا الثقل في الاتحاد الأوروبي، إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد، في انتخابات قد تظهر نتائجها في وقت متأخر من مساء اليوم نفسه.
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، إنه رغم أن الانتخابات التي يلقي اليمين المتطرف بثقله حيالها، قد يمنح أحزابه ربع المقاعد فيها، إلا أنه لا يزال من المتوقع أن يظهر التيار الوسطي كقوة رئيسية في برلمان الاتحاد الأوروبي.
وتساءلت الصحيفة البريطانية: ماذا لو توحدت قوى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وميلوني رغم تباعد خطوطهما؟
أولويات إيطالية
ونشرت ميلوني، التي تم انتخابها على أساس برنامج يركز إلى حد كبير على الهجرة، رسالة فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت قالت فيها إن أولوياتها هي «الدفاع عن حدود أوروبا ضد الهجرة غير الشرعية (و) حماية الاقتصاد الحقيقي والوظائف».
ومن الممكن أن تلعب إيطاليا، التي ستشغل 76 مقعدا من أصل 720 مقعدا في البرلمان الجديد، دورا حاسما في تحديد توازن القوى في الكتلة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب «إخوان إيطاليا» الذي تتزعمه ميلوني قد يحصل على 27% من الأصوات - ارتفاعًا من 6.4% فقط في انتخابات الاتحاد الأوروبي لعام 2019 – ما يعني أنه يمكن لرئيس الوزراء الإيطالي أن يقرر المصير السياسي لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وما إذا كانت ستفوز أم لا.
يأتي ذلك فيما ستحسم بعد التصويت مسألة ما إذا كان حزب الشعب الأوروبي الذي تتزعمه فون دير لاين سيوافق على العمل مع اليمين المتطرف؛ فقد أشارت فون دير لاين إلى أنها مستعدة لتعاون حزب الشعب الأوروبي مع المشرعين اليمينيين المتطرفين، بشرط تأييدهم للاتحاد الأوروبي.
وقد استبعدت رئيس المفوضية الأوروبية صراحة العمل مع زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان، التي يتصدر حزبها التجمع الوطني أيضا استطلاعات الرأي في السباق نحو الاتحاد الأوروبي، أو مع حزب البديل من أجل ألمانيا، بشأن هذه القضية. ويعارض حزب فيدس الشعبوي الحاكم في المجر مساعدة كييف، حيث يعتبر رئيس الوزراء فيكتور أوربان على نطاق واسع الزعيم الأكثر تأييدا لروسيا في الاتحاد الأوروبي.
لكن يبدو أن فون دير لاين أكثر ارتياحًا بشأن العمل مع ميلوني وبعض زملائها الأعضاء في مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، فقالت: «لقد عملت بشكل جيد للغاية مع جيورجيا ميلوني، وهي مؤيدة لأوروبا بشكل واضح».
ومما يسلط الضوء على الدور المحوري الذي قد تلعبه ميلوني في ترتيب السلطة في الكتلة، فقد تم التودد إلى الزعيمة الإيطالية من قبل لوبان، التي تهدف إلى تشكيل مجموعة يمينية كبرى في البرلمان، ولكن أيضًا من يمين الوسط فون دير لاين.
مخاوف أوروبية
وهدد الاشتراكيون والليبراليون والخضر، الذين يشعرون بالقلق من أن ميلوني قد تطالب بتخفيف إجراءات المناخ في الاتحاد الأوروبي مقابل دعم رئيس المفوضية الأوروبية، بمعارضة إعادة تعيين فون دير لاين إذا عقدت أي صفقات مع اليمين المتطرف.
وتوجهت سلوفاكيا أيضا إلى صناديق الاقتراع يوم السبت، في أعقاب محاولة اغتيال الشهر الماضي لرئيس الوزراء روبرت فيكو. ويبدو أن حزب «سمير-إس دي» اليساري الشعبوي الذي يتزعمه فيكو، والذي يعارض إرسال أسلحة من الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، قد حصل على الدعم بعد الحادث.
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز