معرض «مينا للغذاء والزراعة».. ضوء على عودة التعافي إلى بنغازي الليبية

تستعيد مدينة بنغازي، شرق ليبيا، دورها البارز كمركز اقتصادي هام وسط عملية طموحة للتحوّل والتعافي، بعد سنواتٍ من عدم الاستقرار والمعاناة مع الإرهاب.

وفي هذا الإطار، تستضيف المدينة معرض «مينا للغذاء والزراعة» الذي انطلق قبل أيام وتستمر فعالياته حتى 26 سبتمبر/ أيلول الجاري، بمشاركة محلية ودولية، من مصر وتونس وإيطاليا وتركيا.

• «مايكروسوفت» تنشئ مركز تطوير في أبوظبي.. الأول من نوعه بالوطن العربي
• معرض باريس للسيارات 2024.. كل ما تود معرفته عن أبرز الطرازات المشاركة
  

وينظم المعرض في أجواء من التفاؤل باستعادة بنغازي دورها كمركز اقتصادي وثقافي أساسي في ليبيا، بمجهودات مشتركة بين الحكومة المكلفة من مجلس النواب، ويرأسها أسامة حماد والجيش الليبي.

محاور المعرض

معرض "مينا للغذاء والزراعة"، الذي يُقام برعاية معرض بنغازي الدولي، والهيئة العامة للمعارض، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة، يتمحور حول الابتكارات والاتجاهات الحديثة في صناعة الأغذية والزراعة، وتعزيز المنتج الليبي، وزيادة التنافسية محليا ودوليا.

وإلى جانب الأنشطة التجارية والصناعية، يتضمّن فعاليات علمية وجلسات نقاشية حول تطوير الصادرات الليبية وجودة المنتجات، بالإضافة إلى مسابقات دولية؛ مثل "شيف مينا" التي تشهد مشاركة واسعة من دول عربية.

وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أوضح المهدي البهلول، مدير المعرض، أنه يركّز على الصناعات الغذائية والزراعة في ليبيا، ولا يقتصر فقط على عرض المنتجات، ويتضمن أنشطة متنوّعة، مثل الجلسات العلمية التي تناقش تنمية صادرات ليبيا، ورفع مستوى الجودة، والحصول على شهادات الـ"آيزو" للصناعات الغذائية.

هذه الجلسات "تتم بمشاركة مؤسسات علمية متخصّصة؛ ما يعزز من قيمة المعرض كمحفل علمي وتجاري، ويعزز تنافسية المنتج الليبي في الأسواق العالمية، بجانب أن المعرض يتضمّن مسابقة دولية تعرَف باسم "شيف مينا" مخصصة لفن الطبخ، وتقام تحت إشراف اتحاد ماستر الشيف العرب، وتهدف لإظهار مهارات الطهو، ما يضيف بُعدا ثقافيا للمعرض"، حسب البهلول.

"إكسبو ليبيا"

كما سلّط مدير معرض "مينا للغذاء والزراعة" الضوء على افتتاح أرض معارض "إكسبو ليبيا" كجزء من الحدث، والذي تعد الأولى من نوعها في البلاد، وتضم قاعات للمؤتمرات والاجتماعات، بالإضافة إلى سلسلة مطاعم.

ويقول البهلول إن الفعاليات تشمل منتدى علميا يمتد على مدار أيام المعرض، يركّز على تطوير جودة المنتج المحلي، ومناقشة معوقات التصدير بمشاركة خبراء، واستكشاف سبل تنمية القطاع الزراعي في ليبيا باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك بمساهمة شركات محلية ودولية.

كما كشف البهلول عن خطط لإقامة سلسلة أخرى من معارض "مينا" في المستقبل، مضيفا: "إننا نعمل على توفير منصة شاملة تجمع بين المهنيين ورواد الصناعة، لتحفيز الابتكار وتعزيز التعاون والتبادل التجاري، وكذلك تعزيز معايير الجودة في إطار تجربة فريدة للعارضين والزوار".

تعزيز الأمن والاستقرار

وفي أثناء جولتها في المعرض، التقت "العين الإخبارية" سراج الكرشيني، وهو مترجم ليبي متخصص في اللغة الإيطالية، الذي أعرب عن إعجابه بالحضور الكبير والأجواء المبهجة في المعرض.

وأبدى الكرشيني أمله في تنظيم المزيد من هذه الفعاليات بشكل دوري في بنغازي، مشيرا إلى أن مثل هذه المعارض تسهم في تحسين صورة البلاد على المستوى الدولي، وتشجّع على القدوم إليها واستكشافها والاستثمار فيها.

ويلفت إلى أن "المعارض تعطي سمعة ممتازة للبلاد، وهي دلالة قوية على عودة الأمن والاستقرار إلى بنغازي".

وأشادت هبة عبدالمنعم، مديرة التسويق في إحدى الشركات المشاركة في المعرض، في حديثها لـ "العين الإخبارية"، بأهمية المعرض كفعالية جديدة ومميزة في بنغازي، قائلة إن الإقبال على المعرض كبير ومشجع، والمعرض يمثّل صورة حقيقية لعودة الأمن والاستقرار في بنغازي، وهو ما جذب الزوار من الخارج للزيارة والمشاركة.

وفي هذا السياق، نوّهت بأن وجود شركات عربية وأجنبية في المعرض، دافع قوي لمزيد من العمل على تعزيز الاستثمار ودفع عجلة الاقتصاد في بنغازي وليبيا بشكل عام، مشيرة إلى أن مثل هذه الفعاليات تفتح آفاقا أوسع لتطوير القطاع الاقتصادي والتجاري.

وعانى شرق ليبيا إرهاب المليشيات المسلحة خلال الفترة من 2011-2014، والتي انتهى وجودها بعد معارك "عملية الكرامة" التي شنها الجيش الوطني الليبي ضد هذه المليشيات، بداية من 2014، واستمرت لسنوات.

رسالة للعالم

وتلعب المعارض الاقتصادية والتجارية دورا أساسيا في التطوير الاقتصادي وتنمية الموارد المالية والبشرية، وهي أدوات لبرامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والأمني.

وعن هذا الجانب، تحدث الصحفي الليبي الصديق علي، لـ"العين الإخبارية"، قائلا إن إقامة هذه المعارض في بنغازي "ترسل رسالة واضحة للعالم بأن المدينة أصبحت آمنة ونابضة بالحياة، وتخطو بثبات نحو مستقبل زاهر، رغم ما مرت به من أزمات وحروب".

وفي تقديره، فإن "معرض مينا للغذاء والزراعة" يبرز الإمكانيات الاقتصادية الكبيرة التي تملكها بنغازي، وقدرتها على أن تكون مركزا لجذب الاستثمارات والتجارة، فضلا عن كونها بوابة اقتصادية تربط أفريقيا بمنطقة البحر الأبيض المتوسط؛ ما يعزز دورها كمحور اقتصادي استراتيجي في المنطقة.