فوضى المليشيات في الغرب.. إحباط تهريب قرابة خمس احتياطي ليبيا من الذهب
في ظل سيطرة المليشيات المسلحة على الغرب الليبي، باتت مخارج المنطقة الغربية التي تطل منها على العالم الخارجي، بوابة لتهريب الثروات الليبية.
ففي سيناريو لتكرار عمليات تهريب الذهب الليبي إلى الخارج بكميات «ضخمة»، حاول ليبي تهريب 100 كيلوغرام من الذهب، و1.5 مليون يورو من مطار مصراتة، قبل أن تحبط الأجهزة الأمنية جريمته.
وبحسب بيان صادر عن جهاز الأمن الداخلي، فإن أعضاء الجهاز بمطار مصراتة الدولي تمكنوا من إحباط محاولة تهريب كمية من الذهب والعملة الأجنبية خلال تأدية مهامهم في تفتيش حقائب المسافرين المتجهين إلى تركيا، على متن شركة سما المتوسط.
وبعد التفتيش الدقيق جرى ضبط كمية من الذهب تزن 100 كغم و800 غرام، بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره 1.5 مليون يورو، موزعة على 4 حقائب، الذهب في 3 منها، والمال في الرابعة، بحسب البيان، الذي أكد توقيف المسؤولين عن هذه الحقائب، وإخطار النيابة العامة التي منحت الإذن لمأموري الضبط القضائي بمباشرة الاستدلال في الواقعة.
وشركة «سماء المتوسط» للطيران هي شركة ليبية مساهمة يتمثل نشاطها في مجال النقل الجوي للركاب والبضائع، ذات مسؤولية محدودة، تأسست طبقا لأحكام القانون التجاري الليبي رقم 23 لسنة 2010 بشأن النشاط التجاري واللوائح والقرارات الصادرة بمقتضاه ومسجلة في السجل التجاري طرابلس.
وقانونا، لا يُسمح بعمليات الاتجار بالذهب وتصديره سوى عبر مصرف ليبيا المركزي، عن طريق شركات مرخصة ووفق شروط محددة، بحسب بيان سابق في قضية مشابهة للنيابة الليبية.
سيناريو متكرر
وتتكرر في ليبيا عمليات تهريب الذهب للخارج بكميات ضخمة منذ انتشار الفوضى الأمنية في البلاد عام 2011، وبشكل خاص بعد تحكم المليشيات المسلحة متعددة الولاءات المحلية والأجنبية في غرب ليبيا والعاصمة والكثير من المؤسسات.
ففي الشهر الماضي، كشفت مصلحة الجمارك عن إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من الذهب، مؤكدة ضبط ليبي كان يحمل حوالي 20 كغم من الذهب الخالص، بالإضافة إلى حوالي 100 ألف يورو.
أشهر هذه العمليات وأكبرها، محاولة تهريب 26 ألف كغم (26 طنا) من الذهب في ديسمبر/كانون الأول 2023، بما قدرت قيمته حينها بنحو 1,8 مليار دولار، من مطار مصراتة الدولي، ووصل الأمر إلى توقيف حركة الطيران داخل المطار بسبب صراعات بين الأجهزة الأمنية حول تهريب الذهب عبر المطار إلى إثر انسحاب جهاز "الأمن الداخلي" منه بسبب محاولة مليشيات مسلحة تهريب الذهب بالقوة إلى الخارج.
واتخذ النائب العام بعدها قرارا بحبس مدير عام مصلحة الجمارك ومدير مكتب التصدير المؤقت للذهب في المطار ومسؤولين آخرين في دائرة مطار مصراتة الدولي في مايو/أيار 2024؛ حيث كشفت القضية حجم الفساد داخل بعض الأجهزة التي تتخذ صفة رسمية في غرب البلاد، وشارك بعض مسؤوليها في الجريمة.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الليبية «وال» في مارس/آذار 2024، بلغ احتياطي ليبيا من الذهب 116.6 طن، ما يُظهر ضخامة الكمية التي كان يُخطط لتهريبها (26 طنا)؛ أي ما يزيد حجمه على خُمس الاحتياطي.
وأغرت الفوضى الأمنية في الغرب ومناطق في الجنوب العصابات الأجنبية للقدوم إلى ليبيا للتنقيب عن الذهب؛ حيث تم في ديسمبر/كانون الأول 2023 ضبط عصابة تضم أشخاصا من الصين وتشاد والنيجر تنقب عن الذهب في جنوب البلاد.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA=
جزيرة ام اند امز