فضل شهر شعبان.. بوابتك إلى رمضان وفيه تُرفع الأعمال
تحتفل معظم بلدان العالم الإسلامي، الجمعة، بغرة شعبان، حيث يستحب المسلمون الصيام للتطهر من الذنوب والاستعداد لرمضان، وبسبب فضل شهر شعبان الفضيل.
من فضل شهر شعبان التأهب لشهر رمضان بالصلاة والدعاء وصلة الأرحام وغيرها من الأفعال الصالحة، والتطهر من المعاصي ودخول شهر رمضان خاليا من الذنوب.
فضل شهر شعبان
يستحب في شهر شعبان كثرة الصيام كي يهيئ الإنسان نفسه لصيام شهر رمضان، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فقد روى الإمامان الترمذي والنسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال:
"قُلتُ: يا رسول الله، لمْ أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم مِنْ شعْبان. قال: ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ".
فضل صيام شهر شعبان من صحيح السنة
كما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- قالت:
"ما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان". رواه البخاري ومسلم.
فضل ليلة النصف من شعبان
تعد ليلة النصف من شعبان أحد أكثر الأيام التي يستحب فيها إكثار العبادة؛ لأنها ليلة تستجاب فيها الدعوات، وفيها تم تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى البيت الحرام إكرامًا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث كان هذا الحدث أمنية لدى الرسول وكان يقلب وجهه في السماء يرجو أن يجعل الله أمنيته حقيقة، فمن الله عليه بتحقيقها في شهر شعبان.
وليلة النصف من شعبان لها منزلة كبيرة، وقال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم:
"يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن".
لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بالبراءة؟
يطلق على ليلة النصف من شعبان عدة أسماء منها ليلة البراءة أو الغفران أو القدر، حيث يكثُر فيها الخير والرزق، ويغفر الله فيها الذنوب لعباده التائبين. فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
"فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسه إلى السماء، فقال: (يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله!)، فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلبٍ، وهو اسم قبيلة". رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.كما ورد عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا، ألا كذا..؟ حتى يطلع الفجر" رواه ابن ماجه.
رفع الأعمال في شهر شعبان
من فضل شهر شعبان أنه ترفع فيه الأعمال، والمقصود بالأعمال هي أعمال السنة كاملة، لذلك يجب على المسلم في هذا الشهر الاجتهاد حتى تكون خاتمة أعماله حسنة، لأن حسن الخواتيم من الأمور التي على المسلم الإلحاح في طلبها من الله عز وجل، ففي الأدعية المأثورة (اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقائك).
ويقول العلماء إن الحكمة من كثرة الصيام في شعبان أن الأعمال تُرفع فيه إلى الله عز وجل، حيث إن أعمال الليل ترفع بعد صلاة الفجر وأعمال النهار ترفع بعد صلاة العصر، وأعمال الأسبوع ترفع يومي الاثنين والخميس، وأعمال السنة ترفع في شعبان.
فضل شعبان والاستعداد لرمضان
يعتبر شهر شعبان مقدمة لشهر رمضان الكريم، لهذا يجب التهيئة له. كما يُستحب الإكثار من الصيام والتقرب إلى الله عز وجل لتهيئة القلوب وترويض النفوس لاستقبال شهر رمضان المبارك وطاعة الله عز وجل.
من فضائل شهر شعبان المعظم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من صيام شهر شعبان، وذلك لفضله العظيم، ومن فضل شهر شعبان كما يلي:
- ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل.
- تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة الشريفة في مكة المكرمة.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد تغير القبلة ويدعو الله عز وجل بذلك حتى أرضاه الله وأنزل عليه الوحي بتغير القبلة. فقد قال الله تعالى:
"قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".
هذا ما يوافق قول السيدة عائشة له: "ما أرى ربك إلاّ يسارع فى هواك" رواه البخارى.
شهر شعبان في القرآن
لم يرد شهر شعبان في القرآن الكريم قط، بينما ورد في بعض الأحاديث النبوية، وقد ورد عن مدير الفتوى بدار
الإفتاء أن هناك آية كريم نزلت في شهر شعبان، وهي الآية 56 من سورة الأحزاب:
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًًا".
ماذا قال رسول الله عن شهر شعبان؟
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث عن فضل شهر شعبان والذي يوضح فضل الصيام في شعبان:
فقد روى أسامة بن زيد أنه قال: "قلت: يا رسول الله: لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائمٌ".
لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم
وردت بعض الرويات عن سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم، حيث يقال أنه تم تسميته في عصر قبل الإسلام نسبة إلى تشعب القبائل العربية ورغبتها في الحرب بعد منع الحرب في شهر رجب، والتي كانت محرمة عليهم في هذا الوقت.
بينما وردت بعض الأحاديث من السنة النبوية عن سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم: فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام".
بماذا نعت شهر شعبان
يقال عن شهر شعبان أنه شهر القُراء، وذلك لأن السلف كانوا يتفرغون لقراءة القرآن في شهر شعبان. كما ورد عن
أبو بكر البلخي رحمه الله: "شهر رجب شهر الزع، وشهر شعبان شهر سقي الزع، وشهر رمضان شهر حصاد الزع".
عن أي يوم من شعبان تقول الملائكة إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعائه؟
يقال عن صيام يوم الخميس في شهر شعبان "أن السماوات تتزين في كل خميس من شعبان، فتقول الملائكة: إلهنا، اغفر لصائمه، وأجب دعاءه".
كما ورد حديث آخر عن صيام شهر شعبان وهو:
"من صام يومي الإثنين والخميس من شعبان، قضى الله له عشرين حاجةً من حوائج الدّنيا، وعشرين حاجةً من حوائج الآخرة".
يعتبر شهر شعبان منحة إيمانية، على كل مسلم أن يغتنم أيامها ولياليها في التقرب إلى الله بالطاعات في شتى أنواعها المختلفة، صيام وقيام وصدقات وقراءة قران وصلة أرحام واستغفار ودعاء، فهو بمثابة فترة تدريبية للروح والبدن، وجعلها مستعدة لاستقبال شهر رمضان.