استراتيجية ميركل إزاء كورونا.. بدأت بإشادة وانتهت بانقسام
بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أظهرت، الإثنين، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا زاد 1018 حالة.
رغم تحسن شعبية أنجيلا ميركل في استطلاعات الرأي والإشادة بالطريقة التي عالجت بها أزمة فيروس كورونا، بدأت انقسامات تظهر حيال الاستراتيجية الحازمة للمستشارة الألمانية لمكافحة (كوفيد-19).
ومنذ أسابيع تدعو المستشارة الألمانية لتخفيف تدريجي لتدابير العزل وتنتقد نفاد صبر الألمان من القيود المفروضة منذ شهر ونصف الشهر وآثارها الاقتصادية.
كما أن النهج المتبع الذي مكن ألمانيا حتى الآن من تسجيل نسبة وفيات أدنى من تلك المسجلة في الدول المجاورة، جعل شعبية ميركل تشهد تحسنا ملحوظا بعد أن كان كثيرون يرون قبل أشهر أنها وصلت إلى نهاية مسيرتها بسبب سياساتها المتعلقة بالهجرة.
وكسب الشريكان في التحالف الحكومي، الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي 10 نقاط خلال شهرين في استطلاعات الرأي، بالحصول على 38% من نوايا الأصوات.
لكن المناخ السياسي يتغير حاليا؛ إذ ظهرت احتجاجات حتى داخل صفوف حزبها، حيث حذر فولفجانج شويبله رئيس مجلس النواب، الشخصية السياسية النافذة، من تمديد القيود على الحقوق الأساسية للمواطنين.
وفي نهاية الأسبوع أعلن لصحيفة "تاجشبيجل": "عندما أسمع بأن حماية الأرواح أولوية فوق أي اعتبار آخر أرى أن هذا الموقف المطلق غير مبرر".
ويعارض أرمين لاشيت المرشح لخلافة ميركل ورئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، بشدة نهج المستشارة منذ أيام، مطالبا بالتسريع في رفع العزل.
وقال لاشيت، لقناة "أي أر دي" التلفزيونية، "بالطبع نتحدث هنا عن حياة أو موت" لكن علينا أيضا "أن نأخذ في الاعتبار" أضرار العزل على الأولاد مثلا" الذين يلازمون منازلهم منذ 6 أسابيع ولم يخرجوا إلى الشارع.
وانتقد أيضا التوقعات شديدة التشاؤم لعلماء الأوبئة التي تصغي ميركل لتوصياتهم، مؤكدا أن "40% من الأسرة في قسم العناية الفائقة شاغرة" في منطقته.
والإثنين كررت صحيفة "بيلد" الأكثر انتشارا في ألمانيا، هذه الانتقادات ودعت المستشارة في مقال إلى "وقف عنادها".
وبدأت المعارضة في ألمانيا التي لم تتحرك حتى الآن، ترفع الصوت وتنتقد، إذ أعلن زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر "نهاية الوحدة الوطنية الكبرى" حول فيروس كورونا المستجد.
وأعرب حزبه عن القلق للآثار الاقتصادية على الشركات المتوسطة والصغيرة وانتقد القيود على حرية الأفراد التي تفرضها السلطات، ودعمت أحزاب أخرى متشددة موقفه.
والسبت في برلين تجمع آلاف الأشخاص المقربين من اليسار المتطرف وأيضا من اليمين للدعوة إلى "المقاومة الديمقراطية" لدولة متسلطة بذريعة العزل.
واعتقلت الشرطة نحو 100 شخص ويتوقع تنظيم مظاهرة جديدة في الأول من مايو/أيار.
وأعلن اليمين المتطرف، الجهة المعارضة الرئيسية في مجلس النواب، موقفه من المسألة.
وقال مسؤول في حزب "البديل من أجل ألمانيا" سيباستيان منزنماير "كان من الممكن تفادي العزل المعمم والآن نجهل كيفية الخروج منه".
وأضاف: "تجب إعادة فتح كل المتاجر، لا بد من استعادة السكان حريتهم!".
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، الإثنين، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا زاد 1018 حالة ليصل إجمالي عدد الإصابات إلى 155193، وهو ما يمثل تراجعا مقارنة بيوم الأحد حيث سجلت 1737 إصابة.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز