ميركل تنتقد سيطرة أردوغان على سياسات "المركزي التركي"
قالت ميركل خلال مؤتمر صحفي في برلين عندما سئلت عن الوضع الاقتصادي في تركيا "يجب بذل كل شيء لضمان بنك مركزي مستقل".
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الإثنين، إنه على تركيا أن تضمن استقلالية بنكها المركزي.
وحسب رويترز، قالت ميركل خلال مؤتمر صحفي في برلين، عندما سئلت عن الوضع الاقتصادي في تركيا، "يجب بذل كل شيء لضمان بنك مركزي مستقل في تركيا".
ولم تتوقف الليرة التركية عن الانحدار في سعر الصرف، منذ تولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقاليد الحكم في تركيا، بفعل السياسات الاقتصادية المرتبكة، وتعامله مع صانعي السياسات النقدية، وعززت توجهات أردوغان نحو أسعار الفائدة الاعتقاد بأن البنك المركزي غير مستقل.
وكثف أردوغان من تدخلاته في سياسات البنك المركزي التركي، خلال العامين الماضي والجاري، إذ مارس ضغوطات على رفض قرار رفع أسعار الفائدة.
ومنذ 5 سنوات من التدخل (2013 - 2018)، فقدت الليرة التركية ما يقرب من 236% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، وفق أرقام البنك المركزي التركي.
وبلغ سعر صرف الليرة التركية نحو 1.92 ليرة لكل دولار في 2013، وبدأت تعاملات العام الجاري 2018، عند 3.75 ليرة لكل دولار مطلع 2018.
ومنذ يونيو حزيران الماضي، حيث كان موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، تسارعت وتيرة الهبوط، من 3.81 ليرة لكل دولار في نهاية يونيو 2018.
بينما في ختام تعاملات الجمعة الماضية، استقر هبوط الليرة عن 6.41 ليرة لكل دولار، لتفتح تعاملات اليوم الإثنين، عند 7.2 ليرة لكل دولار واحد. لتفقد الليرة التركية منذ مطلع 2018 وحتى الآن ما نسبته 92% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي.
وفي الوقت الذي يرى فيه المحللون الاقتصاديون أن سياسات أردوغان الديكتاتورية وسياساته الفاشلة، هي السبب في انهيار الليرة التركية، يزعم الرئيس التركي أردوغان أن كل ما يجري في بلاده من انهيار اقتصادي مؤامرة مدبرة.
لكن الحقيقة التي يتجاهلها أردوغان ويحاول إنكارها، أكدتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عندما قالت "يجب بذل كل شيء لضمان بنك مركزي تركي مستقل"، وحددت بذلك السبب الحقيقي الذي يمثل عامل ضغط هائل على الليرة وهو خفض أسعار الفائدة على الليرة، وهو ما لا يؤمن به الرئيس التركي والذي لا يزال يتمسك بموقفه المعارض لرفع أسعار الفائدة رغم الهبوط الحاد في قيمة العملة المحلية الليرة، زاعما أن أسعار الفائدة أداة استغلال تجعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أشد فقرا.
رغم كل التحذيرات، فأردوغان يعيش حالة من المكابرة والعناد ستكبد تركيا المزيد من الخسائر، والأرقام تؤكد ذلك، فقد بلغ حجم الديون الخارجية في تركيا بنهاية الربع الأول من العام الجاري نحو 467 مليار دولار تشكل نحو 53% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يؤكد أن حجم الديون الخارجية بلغ مرحلة الخطر.
كما بلغ عجز الميزان التجاري في نهاية النصف الأول من العام الجاري 2018 نحو 5.5 مليار دولار، حيث بلغ حجم الصادرات التركية نحو 13 مليار دولار بينما بلغ حجم الصادرات التركية نحو 18.5 مليار دولار.
وتنكشف البنوك التركية على ديون للبنوك الفرنسية بما يعادل 38.4 مليار دولار، في حين تنكشف على البنوك الإسبانية بما يعادل 82.3 مليار دولار، كما تبلغ مديونية البنوك التركية للبنوك الألمانية نحو 17.1 مليار دولار، وتبلغ مديونية البنوك التركية للبنوك الإيطالية نحو 16.9مليار دولار.