حزب ميركل يسعى لإعادة الفخر "المفقود" بالعلم الألماني
الحزب الحاكم نشر ملصقات الدعاية الخاصة بالانتخابات التشريعية وعليها العلم الألماني الذي يتحاشى الكثيرون رفعه إلا في مناسبات نادرة
يسعى الحزب الحاكم في ألمانيا لإعادة الهيبة والشعبية إلى علم الدولة الذي يتحاشى الألمان رفعه إلا في مناسبات قليلة.
فقد قدم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل ملصقاته للانتخابات التشريعية القادمة المقررة سبتمبر/أيلول المقبل وهي تحمل ألوان العلم الألماني بدلا من لون الحزب في إشارة إلى الشعارات الوطنية، وفق ما نشره موقع إذاعة "دويتش فيله" الخميس.
وعرض الحزب ملصقاته وشعاراته الانتخابية التي تحمل جرعة من الوطنية بهدف قطع الطريق على اليمين الشعبوي المتشدد خلال الانتخابات.
واليمين الشعبوي مقصود به في أوروبا التيار الذي يرفع شعارات تحمل معنى "ألمانيا أولا"، ويطالب بالحد من دخول المهاجرين إليها.
وسحب هذا التيار بعضا من رصيد ميركل بسبب سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها في عامي 2015 و2016 أمام اللاجئين، وأدت لتدفق مليون لاجئ إلى البلاد؛ ما تسبب في أعباء اقتصادية وأمنية أثارت استياء الكثير من الألمان.
ولمعالجة الموقف اتجه الحزب الحاكم إلى الحد من دخول اللاجئين إلى البلاد بتشديد قوانين الدخول والإقامة، وتسهيل إجراءات المراقبة والترحيل؛ لاستعادة شعبيته وقطع الطريق أمام القضية الأبرز التي ينافسه فيها تيار اليمين المتشدد.
وظهرت ألوان العلم الألماني، الأسود والأصفر والأحمر، على كل ملصقات حملة الحزب محل اللون البرتقالي الذي يعرف به الحزب تقليديا.
ولهذه الخطوة رمزيتها في بلد لا يزال قسم من سكانه يهاب الرموز الوطنية بسبب ماضيه النازي، ولا ينشر العلم الألماني إلا في مناسبات قليلة معظمها رياضي.
وكتب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي على موقعه الإلكتروني أن الحملة تسترشد بموقف "وطني مستنير، منفتح ومعاصر"، وأنه أوصى بطبع 300 ألف من هذه الملصقات.
وقال الأمين العام للحزب بيتر تاوبر في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية هذا الأسبوع إن الحملة ستكون "أكثر وطنية" من سابقاتها.
"نعيش مرحلة تتميز بتعزيز الشعبوية اليمينية ولا نريد أن نترك لهم (موضوع) الوطنية".
وتسعى أنجيلا ميركل لولاية رابعة، ويتصدر حزبها استطلاعات الرأي قبل 100 يوم من الانتخابات.
واختارت ميركل شعارا لحملتها "من أجل ألمانيا يطيب فيها العيش".
وبحسب توبر فإن رسالة ميركل تجسد "الثقة في فترة مضطربة" بعد اختيار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، وصعود الشعبويين.
وكرّس الحزب ملصقا لموضوع العائلة وجعل الأمن في رأس مواضيع حملته، خاصة مع التهديدات الإرهابية التي تضرب أوروبا في الأشهر الأخيرة.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز