تعاون مع ذراع أردوغان.. أزمة خليفة ميركل تتعمق
تفاقمت أزمة تعاون ولاية يقودها أرمين لاشيت، المرشح لحكم ألمانيا، مع اتحاد "ديتيب" التركي المتطرف، وباتت تعرف إعلاميا بـ"فضيحة ديتيب".
وخلال الـ24 ساعة الماضية، تزايدت الانتقادات للاشيت، خليفة أنجيلا ميركل على رأس الاتحاد المسيحي في الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/ أيلول المقبل، حتى داخل تكتله السياسي، في وقت لجأ فيه المرشح للمستشارية للهروب من المواجهة.
ويتعلق الأمر بتوقيع حكومة شمال الراين ويستفاليا، التي يترأسها لاشيت حتى اليوم، اتفاقا مثيرا للجدل مع 6 منظمات إسلامية بينها الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، للإشراف على التعليم الديني في مدارس أكبر ولاية ألمانية، والمشاركة في تطوير الكتب المدرسية.
وما إن كشفت تقارير صحفية هذا الاتفاق، حتى ثارت ضجة وانتقادات في أحزاب منافسة، ووصفت صحيفة بيلد الألمانية الاتفاق بأنه "تسهيل لمهمة ذراع أردوغان في اختراق المدارس الألمانية.
وانضم النائب البرلماني البارز عن الاتحاد المسيحي، كريستوف دي فريس، إلى قائمة منتقدي لاشيت المتزايدة، إذ قال في تصريحات نشرتها "بيلد" اليوم: "التعليم الديني في المدارس أفضل من مساجد الفناء الخلفي، لكن نحتاج إلى شركاء موثوقين ومستقلين يؤمنون بالدستور والتسامح".
وتابع "ديتيب تجسد النقيض لكل هذه القيم"، مضيفا "لا يجب أن نبرم أي اتفاقات مع مثل هذه المنظمات التي تروج لمعاداة السامية والتطرف".
فيما قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، كارستن لينمان لصحيفة "فيسفالن بلات": "لا أستطيع أن أفهم" قرار لاشيت بالتعاون مع ديتيب في ولاية شمال الراين وستفاليا، مضيفا أن "محتوى التعليم الديني لن يكون موثوقا به في وجود ديتيب".
فيما فضل لاشيت ودائرته الضيقة الهروب من المواجهة، إذ رفض مكتبه تلقي أي أسئلة حول الاتفاق مع ديتيب أمس، ومنع الصحفيين من السؤال في هذا الاتجاه خلال مؤتمر صحفي، كما رفض مكتب لاشيت الرد على أسئلة مكتوبة وصلت إلى بريده حول هذا الأمر، وفق بيلد.
أما فيما قال خبير الاندماج والإسلام السياسي، أحمد منصور في تصريحات صحفية إن "السياسيين يروجون للتعاون مع ديتيب على أنه حوار، هذا ليس حوارا.. إنه إضفاء شرعية على هياكل غير ديمقراطية".
وتابع "ديتيب والمنظمات المماثلة لها، ليس لها مكان في نظام المدارس الألمانية، أو في العمل الاندماجي"، مضيفا "هذه مؤسسة دينية ذات قيم إشكالية للغاية، من معاداة السامية إلى رهاب المثلية وكراهية النساء".
ويعد اتحاد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على ٩٠٠ مسجد في عموم البلاد بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص في الأراضي الألمانية.
ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك.
وذكر المركز في تقرير صدر عام 2018 "ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التي تخضع لإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.
وجاء في وثيقة للبرلمان الألماني تعود إلى فبراير/شباط 2019، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها: "تقوم تنظيمات أتيب وديتيب والرؤية الوطنية الخاضعة بالكامل لمؤسسة الشؤون الدينية التركية في أنقرة "ديانات"، بالتجسس على المعارضين الأتراك والأكراد المقيمين في ألمانيا".
يذكر أن أرمين لاشيت، حاكم ولاية شمال الراين ويستفاليا، هو مرشح "الاتحاد المسيحي" الحاكم، لخلافة أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا بعد الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز