"الاتحاد" أم "الخضر".. ميركل تغرد "خارج الحزب"
قبل ٦ أشهر من الانتخابات، يبدو أن المستشارة أنجيلا ميركل لا ترغب في استمرار الاتحاد المسيحي في حكم ألمانيا.
وتنسحب ميركل المنحدرة من الاتحاد المسيحي (يمين وسط) من الحياة السياسية في سبتمبر المقبل، بعد ١٦ عاما في سدة الحكم في البلاد.
وخلال الفترة الراهنة، تريد ميركل الفوز في المعركة ضد فيروس كورونا بأي ثمن، لكنها ليست متحمسة للحفاظ على حظوظ الاتحاد المسيحي في الحكم بعد رحيلها، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
والاتحاد المسيحي هو التحالف السياسي الأكبر في ألمانيا ويتكون من الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو الحزب الأكبر، والحزب الاجتماعي المسيحي "الحزب الأصغر".
ويتنافس رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي أرمين لاشيت (60) ورئيس الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر (54) علانية على خلافة ميركل على قمة التحالف وفي منصب المستشار.
لكن قيادات الاتحاد المسيحي في حيرة من أمرها منذ أسابيع، ويثيرون تساؤلات حول ما إذا كانت ميركل مهتمًة حقًا بفوز الاتحاد في انتخابات البرلمان المقبلة، أم تفضل أن يخلفها حزب الخضر في الحكم.
بل تطور الأمر لاتهامات صريحة داخل الاتحاد المسيحي لميركل بالعمل "ضد مصلحة التحالف بشكل مباشر".
وفي لقاء تلفزيوني مساء الأحد، انتقدت ميركل على الهواء رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، لاشيت، وقالت إنه "غير مهتم بفرض حالة الطوارئ لمكافحة كورونا"، ما أثار غضب في أروقة الحزب.
وفي تصريحات لبيلد، قال مسؤول بارز في الحزب الديمقراطي المسيحي فضل عدم ذكر اسمه "قبل عامين قالت لي أنجيلا ميركل إن الخروج من الحكومة يمكن أن يكون مفيدًا للاتحاد".
وبصفة عامة، يتهم النقاد ميركل بلعب دور في انهيار الاتحاد المسيحي في الاستطلاعات، لتمسكها بوزراء مثيرين للجدل مثل وزير الصحة ينس سبان (40) ووزير الاقتصاد بيتر التماير (62) بدلاً من استبدالهما، خاصة في ظل اتهامات الفشل التي تلاحق الوزيرين في إدارة أزمة كورونا.
وفي إدارتها للجائحة، تجاهلت ميركل الخبراء المنحدرين من الاتحاد المسيحي، واعتمدت على استشارة خبراء من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنافس.
وفي هذا الإطار، يرى المؤرخ وعضو الاتحاد المسيحي أندرياس رودر، أوجه تشابه فيما يحدث من ميركل مع لاشيت وما حدث مع المرشحة السابقة لخلافتها أنغريت كرامب كارينباور.
وقبل سنوات، وبخت ميركل، وزيرة الدفاع الحالية، علانية، ما أدى لانهيار حياتها السياسية واستقالتها من رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي.
وقال رودر في تصريحات صحفية: "ميركل ركلت لاشيت بقوة يوم الأحد، تمامًا كما فعلت قبل عامين مع كرامب-كارينباور".
وأضاف: "تثير ميركل التساؤل عما إذا كانت ترغب حتى في أن يكون لها خليفة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي".
ويعاني الاتحاد المسيحي تراجعا كبيرا في استطلاعات الرأي وفضائح فساد متتالية بين نوابه، وانتقادات بسوء إدارة أزمة كورونا وحملة التطعيم ضد الفيروس.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز