لاشيت أم زودر.. من يخلف المستشارة ميركل؟
بمجرد انتخاب أرمين لاشيت، رئيسا جديدا للحزب الديمقراطي المسيحي، سيطر سؤال واحد على برلين: مَن المستشار المقبل خلفا لأنجيلا ميركل؟
لكن الأمر لا يزال معقدا، فلاشيت يحلم بالمنصب وماركوس زودر يترصد، ويانس شبان يطل برأسه، و8 أسابيع صعبة وحاسمة تنتظر البلاد.
وبصفة عامة، انتهت مرحلة الانتظار، وبدأت مرحلة النضال؛ فـ2021 هو عام الانتخابات لأنه يشهد اقتراع عدة ولايات وانتخابات البرلمان الاتحادي في سبتمبر/أيلول المقبل، وخروج أنجيلا ميركل من السلطة.
لذلك، يتعين على الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي النشط في بافاريا "جنوب"، تسمية مرشحهما لمنصب المستشار خلفا لميركل بسرعة، لمنحه الفرصة في طرح رؤيته ووضع هيكل الحملة الانتخابية.
ويشكل الحزب الديمقراطي المسيحي "الحزب الأكبر"، والحزب الاجتماعي المسيحي "الأصغر"، التحالف السياسي الأكبر في ألمانيا، وهو الاتحاد المسيحي "يمين وسط" الذي يقود الانتخابات موحدا منذ عقود.
وبعد فوزه في انتخابات الحزب الديمقراطي المسيحي، بات لزاما على لاشيت أن يدخل في مفاوضات شاقة مع ماركوس زودر، رئيس وزراء إقليم بافاريا والحزب الاجتماعي المسيحي لتحديد مرشح الاتحاد المسيحي لمنصب المستشار.
ووفق مجلة دير شبيجل الألمانية "خاصة"، فإن الاتحاد المسيحي سيعلن على الأرجح اسم مرشحه لمنصب المستشار بعد انتخابات ولايتي بادن فورتمبيرغ وراينلاند بالاتينات، في منتصف مارس/أذار المقبل.
ونظريا، هناك 3 مرشحين لمنصب المستشار داخل الاتحاد المسيحي، هم لاشيت، وزودر، ووزير الصحة الحالي يانس شبان، لكن أداء الأخير الضعيف في انتخابات نائب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، أمس، هز صورته كثيرا، وأضعف حظوظه بشكل كبير.
صراع لاشيت وزودر
من الناحية النظرية، يملك زودر الفرصة الأكبر في حسم المفاوضات مع لاشيت لصالحه، والترشح على منصب المستشار عن الاتحاد المسيحي، لأن استطلاعات الرأي تضع رئيس حكومة بافاريا في وضعية ممتازة، بل تضعه في المرتبة الثانية بعد ميركل بين السياسيين الأكثر شعبية، فيما يؤدي رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي الجديد بشكل سيء في هذه الاستطلاعات.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة، لأن فوز لاشيت برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي أمس، سيحدث صدى كبير في نتائج استطلاعات الرأي في الفترة المقبلة، ويضاعف أرقام شعبيته، وفق دير شبيجل، ما يمكن أن يضعه على أرضية متساوية مع زودر وقت المفاوضات.
وينظر مراقبون إلى لاشيت على أنه "امتداد" لسياسة ميركل، ومنفتح على الأحزاب الأخرى ويملك رؤية تنفيذية للسياسة، أي أنه يحسد الوسط، على خلاف زودر الذي يمثل الجناح المحافظ والمتشدد.
وفي حال نجح لاشيت في ضم منافسيه على منصب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي، النائب نوربرت روتغن، ورئيس الكتلة البرلمانية السابق، فيردرش ميرتس، إلى صفه، سيكون صاحب الفرص الأكبر في الترشح على منصب المستشار، حسب دير شبيجل.
غير أن هناك مشكلة واحدة تتمثل في أن لاشيت سيخضع لعملية تقييم قاسية خلال الـ8 أسابيع المقبلة، فكل ما يقوله أو يفعله سيخضع للفحص والتمحيص، وسيواجه دائما أسئلة من قبيل: هل أفعاله ملائمة لمنصب المستشار؟ هل يتحدث كمستشار؟ هل يمكنه ملء فراغ ميركل؟
كل هذه الأسئلة ستضع ضغوطا كبيرة على لاشيت، إلى حد يمكن القول معه إنه يخوض "معركة حياته" التي يمكن أن تسير على ما يرام، أو تسوء بشكل رهيب كما حدث مع إنغريت كرامب كارنباور، التي كان ينظر إليها كخليفة لميركل، لكن تجربتها انهارت بعد رئاستها للحزب الديمقراطي المسيحي في نهاية 2018.
لذلك، فالأسابيع الـ8 المقبلة فاصلة في مستقبل لاشيت السياسي، لأن عليه أن يقود الحزب الديمقراطي المسيحي في انتخابات الولايات في مارس/أذار المقبل، بل أن نتائجها، إن كانت سلبية، ستكون ضربة قوية لفرصه في المستشارية.
كما أن لاشيت مطالب بالتركيز في ولايته شمال الراين ويستفاليا، وقيادتها لعبور أزمة "كورونا" لأنها الفيصل في مدى ملائمته لقيادة ألمانيا مستقبلا.
وأخيرا، لاشيت مطالب أيضا بأن يظهر وجها تفاوضيا استثنائيا في مواجهة زودر القوي، لحسم ترشحه لمنصب المستشار.
وكان أرمين لاشيت، قد فاز برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي، بعد حصوله على أصوات 521 من مندوبي الحزب، مقابل 466 لمنافسه في جولة الإعادة، فريدرش ميرتس.