روسيا تضع ميركل في "منفى داخلي"
خرجت ميركل لتدافع عن سياستها تجاه روسيا، لكن دفاعها كان هشا وسقط سريعا في 3 جبهات.
وعلى مدار أشهر، رفضت ميركل بشكل قاطع الاعتراف بخطأ سياستها تجاه روسيا، وتمسكت بأنها كانت صحيحة في إطار الظرف الزمني الذي صنعت فيه.
وتعليقا على تبني عقوبات ضعيفة ضد روسيا بعد ضم القرم في 2014 والاعتماد على الغاز الروسي، قالت ميركل إن هذه الخطوات كانت "صحيحة من منظور ذلك الوقت"، وإنها "لا ترى" أنها بحاجة إلى الاعتذار.
قبل أن تعود وتقول في تصريحات لمجلة دير شبيجل قبل أيام "حرب بوتين لم تكن مفاجأة لي، في عامي الأخير كمستشارة (2021) حاولت التأثير على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لكن لم أعد أتمتع بالقوة"، في إشارة إلى إعلانها التقاعد ودخول حكومتها عامها الأخير.
وتابعت: "كان الشعور واضحا تماما: أني انتهيت على مستوى السلطة السياسية"، مضيفة "بالنسبة لبوتين، لا شيء يؤخذ في الاعتبار سوى القوة".
لكن دفاع ميركل عن سياستها وعامها الأخير في السلطة، لم يحظ بقبول وسقط سريعا في 3 جبهات.
السقوط
أولها هو جبهة الأحزاب السياسية، إذ قال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر (شريك في الحكومة) بيجان جير سراي لصحيفة بيلد الألمانية، إن ميركل وحزبها الاتحاد المسيحي "مسؤولان عن أخطاء جسيمة في السياسة الروسية".
واعتبر أن ميركل "أساءت تماما تقدير سياسات بوتين وروسيا، وبالتالي اتخذت قرارات بالغة الأهمية على حساب ألمانيا وأوروبا".
سراي قال بوضوح إن "علينا أن ندفع ثمن سياسة الطاقة الكارثية التي انتهجتها ميركل وما يرتبط بها من اعتماد على روسيا لفترة طويلة قادمة"، على حد زعمه.
في الجبهة الثانية كييف، حيث قال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن تصريحات ميركل "مذهلة للغاية".
وتابع: "منذ متى كانت مستشارة؟ لسنوات متعددة.. بوتين لم يصل للسلطة فقط في 2021".
وأشار إلى أنه "كان ينبغي على ميركل أن تعترف منذ سنوات بأن بوتين كان راغبا في الحرب، ثم العمل على إيقافه".
وتساءل بودولاك قائلا: "لماذا تقول اليوم إنها في نهاية فترة المستشارة أدركت أن بوتين يفهم القوة فقط؟"، مضيفا "ألم يكن هذا واضحا؟".
وفي هذا الصدد، أشار إلى "هجوم روسيا على جورجيا في عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، والتحول المنهجي لروسيا إلى ديكتاتورية"، وجميع هذه الأحداث خلال حكم ميركل، حسب قوله.
وبالنسبة له، تعتبر تصريحات ميركل مجرد "أعذار رخيصة"، وفق ما نقلته تقارير ألمانية.
ومضى قائلا "لماذا لم تذكر قبل الحرب أنه يجب إيقاف روسيا كإجراء وقائي؟"، مضيفا "كان بإمكان ميركل إيقاف العلاقات مع روسيا في مجال الغاز وإغلاق قنوات الدعاية الروسية في ألمانيا".
كما يرى أغلبية الشعب الألماني (الجبهة الثالثة) أن سياسة ميركل تجاه روسيا خطأ.
إذ كشفت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة إنسا لقياس اتجاهات الرأي العام أن 60٪ من الألمان يعتقدون أن سياسة ميركل في الاعتماد على الغاز الروسي خاطئة.
مجلة دير شبيجل تحدثت عن تحول ميركل من المستشارة "الأم" الأكبر شعبية في البلاد، إلى رئيسة حكومة سابقة منعزلة.
وكتبت المجلة:"أصبحت ميركل أكثر وحدة من أي وقت مضى في الساحة السياسية.. مكتبها في برلين هو مكان للمنفى.. المنفى الألماني لأنجيلا ميركل".
aXA6IDE4LjIyNS45NS45OCA= جزيرة ام اند امز