زيارة ميركل لتونس.. حقيبة خلافات وإغراءات
خلال زيارة رئيس وزراء تونس لبرلين اختلف الجانبان حول إجراءات مطلوبة من تونس في ملف اللاجئين
وصلت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى تونس، الجمعة، في زيارة تركز على ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وملف اللاجئين، ومكافحة الإرهاب.
وفي ثاني محطة في جولتها بعد مصر التي زارتها أمس الخميس، يتوقع أن تؤكد ميركل مساندة برلين لتونس، التي تعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية نتيجة إنهاكها في اضطرابات سياسية أثرت على السياحة والاستثمار منذ عام 2011.
وشهدت العلاقات بين تونس وألمانيا توترا بعد اعتداء برلين الذي أوقع 12 قتيلا في ديسمبر/ كانون الأول، ونفذه طالب اللجوء التونسي أنيس العامري الذي هرب ثم قتلته الشرطة الإيطالية.
واتهمت برلين تونس بتعطيل ترحيله في 2016، ثم طرح مسؤولون ألمان فكرة فرض عقوبات على الدول غير المتعاونة بشكل كاف في ملف الهجرة ومنها تونس.
في هذا الإطار، زار رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، ألمانيا، وأتاحت زيارته "تهدئة الأمور"، وفق مصدر رسمي تونسي طلب عدم ذكر اسمه.
ومن أبرز نقاط الخلاف بين البلدين الخطة الألمانية بإقامة مراكز لاستقبال اللاجئين أو مخيمات لهم في دول شمال إفريقيا، من بينها تونس، للحد من هجرة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل أوروبا.
ورفضت تونس هذه الخطة، كما لم تستسغ استقبال كافة التونسيين الذين تقول ألمانيا إن طلبات لجوئهم تم رفضها؛ حيث قال الشاهد إنه لا يضمن أنهم تونسيون، فربما كانوا يحملون أوراقا مزورة.
وبشأن مسائل الهجرة، قال سفير ألمانيا في تونس، أندرياس رينيكي، لإذاعة تونس العامة إن الإجراءات "بطيئة جدا ولكنها تحسنت في الفترة الأخيرة وستتحسن أكثر".
وأكدت الرئاسة التونسية أن هذه المسائل "لا تطرح أي مشكلة بين البلدين (...) لمس الكل في أوروبا أن تونس باتت تسيطر بشكل أفضل بكثير على حدودها".
وفي القاهرة، بحثت ميركل مسائل محددة تتعلق بحماية الحدود مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتحدثت عن ليبيا الواقعة بين مصر وتونس والغارقة في الفوضى منذ 2011 والتي تنطلق منها مراكب المهاجرين نحو أوروبا.
وسيطرح الموضوع أيضا خلال المحادثات في تونس.
ولكن زيارة ميركل وهي "غاية في الأهمية"، بحسب السلطات التونسية، ينبغي أن تتيح بشكل خاص تعزيز الشراكة مع أكبر قوة اقتصادية أوروبية، وفق الرئاسة التونسية التي قالت: "نحن نعتمد على مواصلة برلين دعمها للانتقال الديموقراطي".
وقال سفير ألمانيا إن قيمة مشاريع التعاون الجاري تنفيذها في تونس بفضل قروض ميسرة في معظمها تقارب مليار يورو في مجالات الزراعة والطاقة المتجددة.
وفي أعقاب مؤتمر دولي للمستثمرين في نهاية 2016، قال مصدر رسمي تونسي إن "عددا كبيرا من الشركات الألمانية يرغب بالمجيء" إلى تونس.
ويرافق ميركل وفد من رجال الأعمال.
وبالإضافة إلى لقاءاتها مع المسؤولين التونسيين وخطاب في البرلمان، ستلتقي رجال أعمال تونسيين ومسؤول شركة ناشئة.
ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي مع الرئيس الباجي قايد السبسي منتصف النهار.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز