إرجاء زيارة ميركل.. صحة بوتفليقة تعود للواجهة
تأجيل الجزائر زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يطرح العديد من التساؤلات حول الرئيس بوتفليقة الذي يتم عامه الثمانين في مارس.
أثار إلغاء زيارة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اللحظة الأخيرة إلى الجزائر، الإثنين، تساؤلات جديدة حول صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، فيما تكهن محللون بدلالات قد تطرحها مدة تأجيل الزيارة أو ظهوره علناً بشكل عام.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان إرجاء زيارة ميركل التي كانت مرتقبة منذ أشهر، بسبب التعذر الموقت لبوتفليقة لاستقبالها، بسبب إصابته بـ"التهاب حاد في الشعب الهوائية".
وتناولت صحف فرنسية في أعدادها الصادرة، الثلاثاء، تأجيل زيارة ميركل، نظراً لأن آخر قائد أوروبي استقبله بوتفليقة في الجزائر كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في 15 يونيو/حزيران 2016.
وقالت صحيفة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية في تقرير عنوانه "من الذهن المتقد إلى التعذر المؤقت"، إن السلطات الجزائرية كانت تأمل أن تسمع من ميركل أيضاً كيف يتمتع بوتفليقة "بذهن متقد" كما قال عنه هولاند.
وكان الرئيس الفرنسي في تعليقه على الزيارة، قال إن "الرئيس بوتفليقة أعطاني انطباعاً بأن لديه قدرة ذهنية عالية حتى أنه من النادر أن يلتقي رئيس دولة لديه هذا الذهن المتقد، هذه القدرة على الحكم".
ورأت الصحيفة الفرنسية، أن "بوتفليقة لم يكن في حالة تسمح له بالتقاء ضيف أجنبي (ميركل) وأكثر من ذلك لم يكن في حالة يظهر بها للعلن".
ويبلغ بوتفليقة عامه الثمانين في 2 مارس/آذار، وأعيد انتخابه رئيساً للمرة الرابعة في أبريل/نيسان 2014، دون أن يتمكن شخصياً من المشاركة في حملته الانتخابية، نتيجة إصابته بجلطة أقعدته على كرسي متحرك وأضعفت قدرته على الكلام.
وقليلاً ما يغادر الرئيس الجزائري إقامته في زرالدة بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية وهناك يستقبل ضيوفه الأجانب.
أما صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، أشارت إلى أنه قبل إعلان إلغاء الزيارة "كل التحضيرات كانت تجري بشكل عادي من تبييض الجدران وإزالة المهملات من الطريق الذي كان يفترض أن تمر منه ميركل"، في إشارة إلى أن مرضه كان مفاجئاً.
دلالات مدة التأجيل
اعتبر المحلل السياسي رشيد قريم، في تصريح لوكالة فرنس برس، أنه "إذا رأينا بوتفليقة في الأيام القادمة فهذا يعني أنه كان يعاني من تعب مفاجئ ولا شيء يدعو للقلق، أما إذا لم يظهر خلال 15 يوماً فهذا يعني أن حالته تعقدت".
وقال قريم، إن "كل شيء يتعلق بالمدة، فإذا لم يظهر بعد أسبوعين فتفسير ذلك أنه نقل إلى الخارج للعلاج".
ورأى المحلل السياسي أنه إذا ظهر الفاعلون الرئيسيون في الجزائر مثل قائد أركان الجيش وزعماء حزبي جبهة التحرير (الحاكم) والتجمع الوطني الديموقراطي (المساند للرئيس)، يتداولون على أخذ الكلمة، "فهذا يعني أنهم يحضرون لما بعد بوتفليقة".
وأقر قريم بأن الجميع "في مرحلة الانتظار وكل ما نقوله مجرد تكهنات".
ومن جهته، أشار المختص في علم الاجتماع ناصر جابي، إلى "ضرورة الانتظار لنرى إن كان الأمر يمس حتى النشاطات العادية التي يفترض أن يقوم بها، ولا يستطيع".
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "لوسوار دالجيري" أن بوتفليقة التقى رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، في أبريل/نيسان 2016 "رغم أنه كان متعباً جداً"، مشيرة إلى أن هذا ما ظهر ذلك في الصورة التي نشرها فالس عبر "تويتر".
وتساءلت الصحيفة الناطقة بالفرنسية إن كان ذلك هو السبب "الذي دفع محيط الرئيس إلى عدم ارتكاب نفس الخطأ وتقديم الرئيس في صورة الرجل المريض".
ومنذ الجلطة التي أصابته في 2013 لا يتوانى معارضو بوتفليقة عن الحديث عن "شغور منصب الرئيس" ويطالبون بتطبيق الدستور لإعلان انتخابات رئاسية مسبقة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg
جزيرة ام اند امز