المسماري لـ"العين الإخبارية": أفشلنا جميع خروقات المليشيات للهدنة
المتحدث باسم الجيش الليبي في حديث مع "العين الإخبارية" يؤكد أن المليشيات تواصل الخرق الإعلامي واستفزاز الليبيين بالخطابات العدائية
قال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، الأربعاء، إن قوات بلاده تحارب على جبهتي غرب سرت - شرقي مصراتة على بعد نحو 130 كم، والجبهة الأخرى في محيط طرابلس، ما يفشل كل خروقات المليشيات للهدنة.
وأوضح المسماري في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية" أن العمليات المسلحة مستمرة بشكل يومي، وإن كانت "بصورة خفيفة"، بالرغم من إعلان وقف إطلاق النار منذ يوم 12 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأرجع استمرار العمليات إلى أن المليشيات والجماعات الإرهابية تحاول فرض نفسها بالقوة والمحاولة للحفاظ على مكاسبها.
وتابع أن خرق الهدنة يوميا يأخذ عدة أشكال من بينها الأسلحة الثقيلة "المدفعية والمدفعية الثقيلة"، أو الطائرات المسيرة والرماية العشوائية على المناطق المدنية خلف خطوط القوات المسلحة.
ولفت إلى مواصلة تركيا جلب الإرهابيين متعددي الجنسيات من سوريا، والمعدات والذخائر والخبراء الأتراك إلى مليشيات ليبيا الإرهابية.
وزاد أن المليشيات مستمرة يوميا في خرق آخر وهو الإعلامي، باستفزاز الليبيين بالخطابات العدائية والتحريضية، والتصريحات اللامسئولة من قادة المليشيات ومن الجانب التركي "الرئيس التركي ووزيري خارجيته ودفاعه".
وأبدى المسماري دهشته من التصريحات التركية العدائية حول الأوضاع في ليبيا "كأنها مقاطعة تركية محتلة رفع عليها العلم التركي، وهم في الحقيقة لا يسيطرون على 2% من الأراضي الليبية".
وكشف عن محاولات عديدة يائسة وفاشلة من المليشيات والمجموعات الإرهابية لاستهداف مدينتي الجفرة وسرت لمدة 72 ساعة، بعد تنسيق وتخطيط استمر فترة طويلة، وقد حاولت استهداف القوات قرب الوشكة والجفرة ولكن تم دحر الهجوم.
وأوضح ان المليشيات حاولت أيضا في الوقت نفسه شن هجوم شامل على الهيرة والعزيزية وفي كل محاور طرابلس.
وشدد المسماري على أن القوات المسلحة لا تزال ملتزمة بالهدنة المعلنة وقواعد الاشتباك المعتمدة من القيادة العامة، التي تقضي لعدم استخدام الأسلحة الثقيلة والطيران في المناطق المأهولة بالسكان، وعدم استهداف أي هدف يمثل خطرا على المدنيين، مع الاحتفاظ بالحق الكامل بالرد على هذه الخروقات.
ولمح إلى أن هذا كان السبب في استهداف غرفتي الدفاع الجوي والرئيسية لعدة أهداف بقاعدة معيتيقة العسكرية الجوية وميناء طرابلس البحرية، وهو مخزن تم فيه إنزال معدات عسكرية من دبابات وذخائر، ما أسفر عن مقتل عدد من الأتراك في كل قصف.
الأزمة العسكرية
وأبدى المسماري استغرابه من المجتمع الدولي الذي عادة ما يتعاطى مع أخبار كاذبة تنشرها المجموعات الإرهابية في ليبيا، خصوصا مع الخبرة التي يملكها تنظيم الإخوان الإرهابي في التضليل الإعلامي والتشويش على الرأي العام.
وتابع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضرب بالقرارات الأممية عرض الحائط، موضحا أن مطلوبين دوليين في مجلس الأمن يقاتلون في طرابلس، ضمن صفوف المليشيات ضد الجيش الليبي، وقد سبق تقديم وثائق تثبت هذا الكلام في مؤتمرات الجيش الليبي الصحفية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الأكثر تضررا من هذه الانتهاكات، ورغم ذلك لم يقف ضد أردوغان بعد، وأن الخطوة التي أعلنوا عنها من إقفال البحر ضد سفن التهريب من الصعب تنفيذها على أرض الواقع، لأنها تحتاج إمكانات جبارة وضخمة، والسبب الآخر أن كل ما يريد أردوغان إيصاله إلى ليبيا أوصله.
ونبه إلى أن أردوغان لا يتحدى فقط الإرادة الدولية في هذا الجانب، بل يتحدى الليبيين أيضا، لأنه يضرب الاستقلال، مذكرا بقول ملك ليبيا السابق إدريس السنوسي: "من السهل الحصول على الاستقلال ومن الصعب المحافظة عليه".
كما يهدد أدوغان أمن أوروبا والمغرب العربي والملاحة في المتوسط، ويطمع في خيرات ليبيا من النفط والغاز والذهب واليورانيوم والمياه.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يسعى إلى إيجاد حل سياسي في حين أن الأزمة في الحقيقة أمنية بامتياز بين الشعب الليبي ويمثله القوات المسلحة والمجموعات الإرهابية التي ترعاها تركيا وقطر وتلعب بالوكالة نيابة عن دول أخرى وكل المبعوثين الأمميين لم يعطوا التوصيف الحقيقي للأزمة في ليبيا.
فشل المبعوثين الأمميين
ويرى المسماري أن سبب فشل المبعوثين الأمميين السابقين عدم وضوح التكليف من الأمم المتحدة وتكليفهم بحل الأزمة السياسية الليبية، في حين أن الأزمة أمنية بامتياز، والجيش يحارب الإرهاب والمليشيات الإجرامية.
وأوضح أن توصيف الحالة يفترض أن يأتي في كتاب تكليفه من الأمم المتحدة باعتبار الأزمة أمنية، واجتماع ترهونة الأخير دليل على ذلك، حيث اجتمع 5 آلاف شخص من كل مدن ومناطق ليبيا.
وأشار المسماري إلى أن زيارة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الأخيرة إلى باريس وبرلين شهدت متغيرا جديدا؛ وهو أنها كانت زيارة رسمية.
ونوه بأن المناقشات مع القائد العام كانت لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخرجات مؤتمر برلين، مثل حل المليشيات وتوحيد المؤسسة العسكرية، وأن محاربة الإرهاب بعيدة عن أي قرار لوقف إطلاق النار.
الاتحاد الأفريقي
وأكد المسماري أن الجيش الليبي يقر ملاحظة الاتحاد الأفريقي حول عدم مشاركته عام 2011 مع القوات الأجنبية لفرض حظر جوي بليبيا.
وبين أن الاتحاد يرى نفسه خارج الأزمة الليبية من بدايتها، غير أن الشعور الأخوي والقاري بما يحدث في ليبيا، هو ما دفع الاتحاد نحو التقارب وفتح الملف الليبي.
وتابع أن الاتحاد الأفريقي طالب بمشاركة مندوب أفريقي في مهمة المندوب الأممي إلى ليبيا.
ونوه بأن أي مبعوث سيكون عليه أن يحترم قرارات 5 آلاف قيادة ليبية اجتمعوا في ترهونة.
وأشار إلى أن مبعوث الاتحاد الأفريقي لو تبنى فكرة الحوار في ليبيا سيقتنع قناعة كاملة بخطورة قضية الإرهاب في ليبيا.
وأبدى المسماري استعداد الجيش الليبي للتعاون مع الاتحاد الأفريقي للدخول من الباب الصحيح إلى ليبيا، مشددا على ضرورة احترام الصيغ التوافقية مع دول الجوار.
واستطاع الجيش الليبي في ضربة موجعة تحرير مدينة سرت في ساعات قليلة، وهي الخط الأمامي الأول للمليشيات ومعقل تنظيم داعش السابق، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي قبل إعلان الهدنة التي انطلقت في الـ12 من الشهر نفسه.
وتستمر المليشيات في خرق الهدنة المعلنة منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي، وتمكن الجيش الليبي من صد جميع الاختراقات وحقق تقدمات في غالبية المحاور، وسيطر على مناطق متقدمة في كل من الساعدية والهيرة وحور الرملة، وغيرها، كما استطاع الأحد تحرير منطقة العزيزية.
كما أسقط الجيش الليبي أكثر من 11 طائرة تركية مسيرة في أقل من 72 ساعة، وقضى على عدد من المرتزقة السوريين، ومن جنسيات أفريقية وألقى القبض على آخرين، وبلغ إجمالي الجنود الأتراك الذين استهدفهم الجيش 26 شخصا.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMi44NyA= جزيرة ام اند امز