لعل أهم تلك المبادئ هي عدم التدخل في الشأن الخليجي الداخلي والتشديد على ذلك حسبما أظهره بريد هيلاري عام 2011.
حينما يجتمع المال والفكر الفاسد في يد جماعات وحكومات وأحزاب تولد حينها الفوضى من رحم التخريب لتفسد كل شيء تضع يدها عليه، إلا أن العفن لابد وأن تفوح رائحته النتنة لتدلل على مكان وجوده، فالفساد في اللغة هو التحلل والتعفن، فيقال فسد الشيء أي بطل وأصبح غير صالح، أما بالنسبة للدول فإن معجم أوكسفورد يعرّف الفساد بأنه انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة.
هذا بالضبط يصف ما كشف مؤخراً مع تسريبات بريد هيلاري كلينتون، فمخططات إدارة أوباما وخاصة في زمن هيلاري بدأت مع ظهور ما سموه هم وقطر بالربيع العربي، وحينها كان نهجهم دعم الجماعات الإسلامية على اعتبار أنهم يعتقدون أنها منظمة، فتفاوتت ما بين دعم جماعة تابعة لملالي إيران في البحرين مع جماعات الإخوان المسلمين التي تسببت بظهور مرتزقة وميليشيات إرهابية في سوريا وليبيا واليمن والصومال. والأغرب هو ما كان يتداول بشأن تواصل مكتب هيلاري مع العديد من الشباب لتحريضهم وجعلهم فتيل شعلة الإرهاب والفتن في المنطقة العربية.
ولكن أثبت الوقت أن هذه المخططات التخريبية كان مصير أغلبها الفشل، كما رُميت بعض الدول في مستنقع تحاول الخروج منه وإن خرجت لن تشفى من الأسقام التي أصابت جسدها الهزيل إلا بعد أعوام طوال، وسيحدث ذلك إن صححت مسارها وعرفت صديقها من عدوها، ظهرت في المقابل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بثقل أعظم فكان لهما الدور الكبير في التصدي لحملات إضعاف العالم العربي من قبل المحاولات التركية والإيرانية ويد النظام القطري الذي تعزز أكبر في المنطقة خلال عام ٢٠١١ وما بعده بقليل، ولكن سرعان ما تبخرت الأحلام على يد شعوب عربية كشفت نواياهم ودول محورية باقتصاديات صلبة وقوة عسكرية لا يستهان بها وشعوب خليجية ثقتها قوية جداً بقادتهم وبمبادئ دولهم.
ولعل أهم تلك المبادئ هي عدم التدخل في الشأن الخليجي الداخلي والتشديد على ذلك حسبما أظهره بريد هيلاري عام 2011، الذي حمل رداً واضحاً وحاسماً من قبل عادل الجبير وزير الشؤون الخارجية السعودية في الوقت الحالي، وسفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن في ذلك الحين، حينما طلبت توضيحات بشأن دخول "درع الجزيرة" إلى البحرين، ورد الجبير بأن قوات "درع الجزيرة" أصبحت بالفعل فوق الجسر الرابط بين السعودية والبحرين.
ولن ننسى أبداً تلك الساعات الطويلة من التغطيات الإعلامية وشبكات المراسلين الموزعين في كل مكان وخبراء الرأي والمحللين الذين استقطبتهم قطر عبر قناتها الجزيرة، خلال فترة "الربيع العربي" للعب على عواطف الشعوب وتأجيجها بحجة كرامة الإنسان وحقوقه، بيْد أن أنها كانت حجر نرد في لعبة كبيرة برعاية أمريكية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة