رسالة بثلاث لغات من شيخ الأزهر: الإساءة للنبي ليست حرية
فضيلة الدكتور أحمد الطيب قال: "نبينا أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ لجنابه الأعظم ليست حريةَ رأيٍ، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف".
ندد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بواقعة إعادة مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في رسالة بثلاث لغات (العربية- الإنجليزية- الفرنسية) نشرها، الخميس، عبر صفحته الرسمية بـ "فيسبوك".
وكتب الإمام الطيب: "نبينا صلى الله عليه وسلم أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ لجنابه الأعظم ليست حريةَ رأيٍ، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير ذلك بدعوى حماية حرية التعبير هو فهمٌ قاصرٌ للفرق بين الحق الإنساني في الحرية والجريمة في حق الإنسانية باسم حماية الحريات".
كان مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، أعلن رفضه الكامل واستنكاره الشديد لإعادة مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وحذر المرصد، في بيان، من أن الإصرار على جريمة إعادة نشر هذه الرسوم المسيئة، يرسخ لخطاب الكراهية ويؤجج المشاعر بين أتباع الأديان، ويقف حائط صد نحو خلق بيئة صحية يعيش فيها الجميع على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم، ويعد استفزازا غير مبرر لمشاعر ما يقارب الملياري مسلم حول العالم، كما أنه كفيل بأن يعرقل جهودا عالمية قادتها كبرى المؤسسات الدينية على طريق الحوار بين الأديان، بلغت ذروتها بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين أكبر رمزين دينيين في العالم، خلال فبراير العام الماضي.
وطالب مرصد الأزهر، المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم في التعدي على مقدسات المسلمين ورموزهم، وأن الازدواجية في التعامل مع أتباع الأديان وسياسة الكيل بمكيالين وغض الطرف عن جرائم اليمين المتطرف لن تقدم للإنسانية إلا مزيدا من الكراهية والتطرف والإرهاب.
وكررت صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، فعلتها الشنيعة التي جعلتها هدفا لهجوم أوقع قتلى وجرحى من هيئتها التحريرية قبل نحو خمس سنوات.
نشرت الصحيفة الهزلية مرة أخرى، رسوم الكاريكاتير المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي كانت قد أشعلت العالم عام 2015، باحتجاجات غاضبة وإدانات شاجبة.
ومنذ عام 2006 أصبحت "شارلي إيبدو" هدفا لتهديدات، بعد أن أعادت نشر 12 رسما مسيئا للرسول الكريم، على غرار صحف أوروبية أخرى.
وفي يناير/كانون الثاني عام 2015، استهدف هجوم إرهابي "شارلي إيبدو" ما أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم أبرز محرري الصحيفة الساخرة.