رسالة الإمارات بالدورة الـ73 للأمم المتحدة.. نشر التسامح ودحر الإرهاب
الإمارات شاركت في كل الساحات لدحر الإرهاب عسكريا وثقافيا.. وتمسكت برسالة نشر قيم التسامح والتعايش السلمي.
في منتصف شهر سبتمبر/أيلول الجاري كان مسؤول أممي يزور أبوظبي حاملا إشادة الأمم المتحدة بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح.
وخلال لقاء جمعه بالشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، أشاد فلاديمير إيفانوفيتش فورونكوف، وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بما حققته دولة الإمارات من إنجازات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وثمّن سياستها الحكيمة لنشر مبادئ التعايش السلمي ونشر قيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخر.
- لجنة الخبراء باليمن.. إدانات عربية وتواطؤ قطري إيراني
- الجبير: مقاطعة قطر لا مفر منها والسلام يتحقق بردع إيران
واستمع المسؤول الأممي أيضا لموقف الإمارات الذي شدد على الحاجة إلى تضافر الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب والتطرف وتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة وتجفيف مصادر ومنابع تمويله المختلفة.
رسالة الإمارات عكست موقفا راسخا ترجمه نهج وممارسة على مختلف الساحات، بداية من المشاركة الفاعلة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، أو ضد تنظيم القاعدة والحوثيين في اليمن، وموقفها المناهض لجماعة الإخوان الإرهابية والدول الداعمة لها.
وفيما يلقي وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد كلمته أمام اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، تلتزم أبوظبي بأولويات؛ أبرزها دعم الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، ومواجهة تهديدات الإرهاب والتطرف والنهوض بالسلام والدبلوماسية وتعزيز جهود الوقاية وتخفيف المعاناة الإنسانية عبر تقديم المعونات الإنسانية والمساعدات الإنمائية.
على الجبهة.. ضد داعش
في 22 سبتمبر/أيلول عام 2014 شاركت الإمارات في الغارات الجوية الأولى للتحالف الدولي ضد داعش في سوريا، كما وفرت قاعدة لوجستية لقوات أسترالية عاملة ضمن قوات التحالف.
وشاركت قائدة مقاتلة إماراتية في عمليات قصف مواقع تنظيم داعش في سوريا، بحسب ما أفاد مصدر إمارتي لوكالة الأنباء الفرنسية حينها، حيث أكد المصدر أن الرائد الطيار مريم المنصوري "لم تحلق بالطائرة وحسب، بل إنها كانت قائدة التشكيل الجوي" الذي قصف مواقع داعش.
وفي فبراير/شباط 2016، أبدت الإمارات استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش أن "أي حملة حقيقية" ضد التنظيم "يجب أن تشمل قوة برية".
كما دعمت الإمارات جهود التحالف الدولي في تدريب وتسليح قوات سورية من أجل التصدي للتنظيم الهمجي شمالي سوريا، حتى أعلن النصر على التنظيم في أوائل العام الجاري.
جحيم على إرهاب القاعدة والحوثيين في اليمن
من مخابئ عناصر القاعدة إلى أوكار انقلابيي الحوثي، تواصل مقاتلات دولة الإمارات العاملة ضمن التحالف العربي سحق الإرهاب في اليمن منذ إطلاق عملية "عاصفة الحزم" في مارس/آذار قبل 3 سنوات، وحتى عملية "السيف الحاسم" ومعارك تحرير الحديدة.
وقاد التحالف العربي عملية عسكرية واسعة في 25 مارس عام 2015 لدعم الشرعية في اليمن، وإنقاذ البلاد التي سعت إيران للهيمنة عليها عبر وكلائها الحوثيين ضمن خطتها التوسعية في الشرق الأوسط.
لكن اليمن المنكوب بالحوثيين لم يجد إلا في قوات التحالف العربي سندا له في معركته ضد التنظيمات الإرهابية الأخرى وعلى رأسها القاعدة، وقادت الإمارات سلسلة عمليات نوعية ضد عناصر التنظيم الإرهابي أبرزها "الرمح الذهبي" و"الفيصل" و"السيف الحاسم".
وتمكن طيران قوات التحالف من دك معاقل تنظيم القاعدة في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، ضمن عملية "السيف الحاسم" ضد الإرهاب، في عملية دشنها التحالف لانتشال البلاد من أزماته.
وبات تنظيم القاعدة الإرهابي في بؤرة اهتمام التحالف بعد النجاحات التي حققها ضد مليشيات الحوثي على مختلف الجبهات.
وتمكنت قوات الشرعية اليمنية، بإسناد جوي لمقاتلات التحالف من تحرير "وادي المسيني" بحضرموت، من التنظيم الإرهابي، وذلك ضمن عملية "الفيصل"، التي تنفذها قوات النخبة الحضرمية التابعة للقوات الشرعية، وبدعم من القوات الإماراتية.
وحررت قوات النخبة الحضرمية الوادي بالكامل من عناصر تنظيم القاعدة، الأمر الذي كبد التنظيم عشرات القتلى، في عملية هجومية كان للقوة الجوية للتحالف فيها دور فاعل، وتحديدا في تدمير مواقع التنظيم، مع دخول القوات الأرضيّة التي أظهرت مدى جاهزيتها القتالية في مكافحة الإرهاب.
وكان التحالف العربي قد أطلق عملية عسكرية لإنقاذ باب المندب (جنوب غرب اليمن) أحد أهم الممرات البحرية الدولية من الإرهاب الإيراني، واستعادة السيطرة على المضيق الحيوي أواخر عام 2016 وبدايات عام 2017.
الإرهاب القطري عاريا
ومثّل قرار دولة الإمارات قطع العلاقات مع قطر، في خطوة مشتركة اتخذتها أيضا السعودية ومصر والبحرين، دليلا على وعي قيادة الإمارات بضرورة تعرية الإرهاب ومنصاته والدول الإقليمية التي توفر له ملاذات آمنة ومصادر للتمويل.
وخلال الشهور التالية على قرار المقاطعة، الذي صدر في يونيو/حزيران عام 2017، تراكمت الأدلة على تورط قطر في دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا والصومال وغيرها من الساحات الإقليمية.
كما انكشفت العلاقات بين قوى الشر في الإقليم وبات معسكر الإرهاب متمترسا خلف شعارات الكراهية الصادرة من طهران وأنقرة والدوحة.