صدور رسائل الليدي جوردون عن مصر في ترجمة عربية
إبراهيم عبدالمجيد ترجم الكتاب الذي يعد أحد أهم مصادر دراسة التاريخ الاجتماعي لمصر خلال عصر الخديو إسماعيل.
صدرت في القاهرة عن دار بيت الياسمين للنشر، الترجمة الكاملة لكتاب "رسائل من مصر" للكاتبة البريطانية الليدي دوف جوردون، الذي يعد أحد أهم مصادر دراسة التاريخ الاجتماعي لمصر خلال عصر الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر 31 ديسمبر 1863 حتى 2 مارس 1876.
ومؤلفة الكتاب الكاتبة والمترجمة البريطانية الليدي دوف جوردون جاءت إلى مصر للاستشفاء من مرض السل وسط الطبيعة الجافة، وبدأت خلال رحلتها تكتب رسائلها إلى زوجها وأمها وابنتها حتى وفاتها ودفنها في مصر عام 1935. وسبق أن صدرت للكتاب ترجمتين غير مكتملتين، الأولى في الستينيات وأنجزها أحمد خاكي، والثانية قدمتها دار سطور قبل سنوات قليلة.
وتتضمن الطبعة الجديدة، التي تولى ترجمتها الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، الرسائل الكاملة التي كتبتها الليدي دون اختصار أو حذف وتبلغ 131 رسالة، تم جمعها من أكثر من طبعة إنجليزية.
وتضم الترجمة الجديدة، التي تقع في 500 صفحة، كذلك الرسائل التي تظهر كاملة بما فيها التي لم تنشرها ابنتها في حياتها وبعد وفاتها لكن نشرها حفيدها بعد أكثر من 60 عاما على النشر الأول الأكثر شيوعا.
وكانت ابنتها قد حجبت بعض الرسائل، التي رأت فيها أنها تحتوي على خصوصية أسرية، بينما رأى حفيدها أنه لا عيب في نشرها بعد مضي نحو 150 عاما.
صاحبة الرسائل كاتبة إنجليزية عاشت خلال فترة (1863-1935) وامتدحها جورج مرديث وغيره من كتاب عصرها، وكان بيتها في لندن صالونا أدبيا تذكر لما في مؤلفاتها من فطنة وإنسانية.
ويقول إبراهيم عبدالمجيد، الروائي المصري ومترجم الكتاب: "تشمل الرسائل أعظم مظاهر الحب لمصر والمصريين، هو مصدر تاريخي مهم وقد أبكاني الكتاب أكثر من مرة وأمتعني غاية المتعة، وأنا أرى الحياة البسيطة للمصريين خالية من كل تعصب بين الأديان، حافلة بالتسامح، وأرى الغائب في كثير من كتب التاريخ عن الظلم الذي عاناه الشعب المصري تحت حكم الخديوي المستنير إسماعيل! والمشاعر المتدفقة من الخدم الأطفال والكبار، العبيد والأحرار وتعلقهم الرائع بهذه السيدة العظيمة، التي لقبها المصريون بـ"البشوشة" أو "الشيخة" و"الست" و"نور على نور".
ويخوض إبراهيم عبدالمجيد تجربة الترجمة عن الإنجليزية للمرة الثانية بعد ترجمته التي أنجزها لكتاب "مذكرات عبد أمريكي" لفردريك دوجلاس، وهو كتاب عن الحرب الأهلية الأمريكية في ستينيات القرن الماضي، والدور الحاسم الذي أدته في إنهاء تجارة العبيد، وفي تحريرهم.
وعبدالمجيد روائي مصري بارز نال عدة جوائز عالمية وعربية، أبرزها جائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة الدولة التقديرية في الآداب، ومن أعماله "ثلاثية الإسكندرية، لا أحد ينام في الإسكندرية، وبيت الياسمين، في الصيف السابع والستين، أداجيو والسايكلوب".