الروائي إبراهيم عبدالمجيد: التقليل من الشباب ضد منطق الزمن
"العين الإخبارية" تلتقي الروائي المصري الكبير إبراهيم عبدالمجيد، الذي حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب قبل عدة سنوات
قال الروائي المصري الكبير إبراهيم عبدالمجيد إن بعض أدباء جيل الستينيات في مصر يتعمدون التقليل من شأن الأجيال الجديدة من الأدباء، مؤكداً أن هذا السلوك لن ينتج عنه سوى ذكريات سيئة، فضلاً عن كونه ضد منطق الأشياء وحركة الزمن.
ونفى "عبدالمجيد" ما يردده البعض بأنه كاتب غزير في إنتاجه الأدبي، حيث قدم 19 رواية و6 مجموعات قصصية و10 كتب مقالات عبر 50 عاماً.
وقال الروائي المصري إنه لولا انشغاله في كتابة المقالات منذ وقت مبكر لأن عائدها المادي أسرع، لكانت الروايات والقصص أكثر، فـ"الكتابة هي الوطن وما حوله هو المنفى"، حسب قوله.
"العين الإخبارية" التقت "عبدالمجيد"، الذي حاز جائزة الشيخ زايد للكتاب قبل عدة سنوات، بمناسبة صدور روايته الجديدة "السايكلوب" في تونس، حيث تحدث عن النشر خارج مصر، وسبب اختيار اسم روايته الجديدة في سياق الحوار التالي..
- اعتدنا أن نرى كبار أدباء تونس ينشرون بالقاهرة، لكنها تكاد تكون المرة الأولى التي نرى فيها كاتباً مصرياً كبيراً ينشر في تونس.
بالنسبة لي ليست هناك أي مفارقة، لقد كان نشر روايتي "الصياد واليمام" كاملة عام 1984 في مجلة الكرمل، أيام العظيم محمود درويش، أوسع باب للدخول إلى العالم العربي.
وعام 1990 نشرت رواية "البلدة الأخرى" في دار رياض الريس ببيروت، واحتفلت بها الدنيا كلها في الخارج والداخل، ثم نشرت رواية "برج العذراء" في دار الآداب، وكتاب "مذكرات عبد أمريكي" الذي ترجمته في مؤسسة الأبحاث العربية قبلهما عام 1989، وقبل ذلك كله كنت نشرت أول مجموعة قصص لي عام 1982 في وزارة الثقافة في سوريا.
وعندما كتبت "البلدة الأخرى" التي تروي تجربة غربة مصري في الخليج، كان هناك تخوف عند أكثر من ناشر مصري من نشرها، لكنهم بعد ذلك أقبلوا عليها ونُشرت مرات كثيرة، ولا تزال في مصر هي الأعلى مبيعاً، وقبل أيام صدرت طبعتها الجديدة، وبالتالي أتفاءل دائماً بالنشر خارج القاهرة.
وهذه الأيام شعرت بالحنين لأفعل ذلك، خاصة أنني نشرت روايات جديدة كثيراً في السنوات الماضية بالقاهرة، فلا يوجد ما يمنع أن أسبح في بحر بعيد، خاصة أنه الآن في عصر الإنترنت صار البعيد قريباً.
- ولكنك كاتب شهير تطاردك دور النشر المصرية.
كما أوضحت لك إنه الحنين، وأضيف أنه في الرواية فتاة تونسية جميلة مُتَخيلة يلتقي بها البطل على "فيسبوك"، وتحمله غرائبية الرواية إليها في شارع بورقيبة، ثم يعود، فقلت لنفسي حتى لا تتعب وتبحث التونسية الجميلة كثيراً عن الرواية، أنشرها في بلدها.. أنا حياتي هي ما أكتبه.
- العناوين الغريبة التي تستهدف جذب القراء بغموضها أصبحت موضة.. ما أسباب اختيار "السايكلوب" اسما لروايتك؟
حين أضع العنوان لا أهتم بما حولي، لكن بما تحمله الرواية أو شخصياتها.. أنا مفتون منذ سن مبكر بالأساطير اليونانية، وبالأفلام التي نُفذت عن الأساطير اليونانية.
وفي رواية "قطط العام الفائت" مثلاً هناك الحصان الأسطوري اليوناني المُجنَّح "بيجاسوس"، وهناك أيضاً من أساطير السينما "كينج كونج"، وفي هذه الرواية البطلة التي يقابلها البطل في ميدان العتبة بالقاهرة، ويصبحان عاشقين لها على "فيسبوك" بعنوان السايكلوب، وهي من محبي روايات الرعب.
- إحدى الشخصيات الرئيسية بروايتك الجديدة بطل روايتك "هنا القاهرة" الصادرة منذ 5 سنوات، ألم تخشَ أن يقال إن إبراهيم عبدالمجيد يكرر نفسه؟
لا..
لو كاتب غيري كان يمكن أن يقول إنها جزء ثانٍ مثلاً، لكني أردت رواية لا علاقة لها بالقديمة، على الرغم من أن هناك شخصية قديمة.
القارئ سيعرف أنها شخصية وهمية عادت من العدم، والأزمة عند الكاتب الحقيقي في الرواية "سامح عبدالخالق"، الذي تطارده شخصياته كأنها حقيقة، ويبحث عنهم في الطرقات ويشتاق إليهم ويتعذب، وتحقق له ما يحلم به، وظهرت أمامه إحدى شخصياته التي يحبها ويشتاق إليها، ونسي أنها وهم.
- ما سر حب الأجيال الجديدة من الأدباء لك، على عكس ما يحدث مع أبناء جيل الستينيات؟
أؤمن بأن الزمن يمضي إلى الأمام، وسيأتي كتاب آخرون أردت أم لم ترد، فأي محاولة من كاتب للتقليل من شأن غيره هي عبث، ولا يبقى منها غير الذكرى السيئة.
العالم يمضي إلى الأمام، وما أجمل أن تنسى عمرك والشباب حولك أو معك، لماذا يصر الكاتب أن يكون عجوزاً؟