الدبلوماسية السعودية تنجح في توحيد مواقف العرب والمسلمين في قضاياهم التي اختلفوا عليها في السنوات الماضية
نجحت قمم مكة العربية والخليجية والإسلامية في لفت أنظار العالم إلى المملكة العربية السعودية، والتضامن معها ضد التهديدات الإيرانية، هذا إلى جانب نجاح الدبلوماسية السعودية في توحيد مواقف العرب والمسلمين في قضاياهم التي اختلفوا عليها في السنوات الماضية؛ حيث كان الاتفاق والإجماع في قمم مكة حول وحدتهم وأمنهم ومواجهة الأخطار المحيطة بهم، والوقوف صفا واحدا ضد كل من يحاول العبث بأمن وسيادة الدول العربية والإسلامية.
القمة الخليجية وحدت الخليجيين وأكدت أهمية وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، ودعت إيران للتحلي بالحكمة والابتعاد عن الأعمال العدائية وزعزعة الأمن والاستقرار، كما أكدت أهمية التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة وتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك، وجددت تأييدها لاستراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه إيران
وقد وضح النجاح منذ مراحل تنظيم هذه القمم، بداية من استقبال الضيوف من قادة الدول العربية والخليجية والإسلامية في مطار جدة، وإطلاعهم في معرض حقائق في دقائق على الأسلحة الإيرانية التي استهدفت بها مليشيا الحوثي مدن المملكة العربية السعودية، والتي توضحت للعالم أنها إيرانية الصنع وأداة تعبر عن دعم الملالي الحوثيين لاستهداف أمن المملكة.
وأكدت القمة أيضاً أهمية وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، ودعت إيران للتحلي بالحكمة والابتعاد عن الأعمال العدائية وزعزعة الأمن والاستقرار، كما شددت على أهمية التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة وتعزيز التعاون الخليجي الأمريكي المشترك، وجددت تأييدها لاستراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه إيران.
لقد أكد جميع المشاركين في القمة العربية على الموقف الداعم والمساند للمملكة العربية السعودية والإمارات ضد التهديدات الإيرانية، وشددوا على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وما عزز من هذا الموقف هو تصريح أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية حول خطر مليشيا الحوثي، قائلا في كلمته إن هذه المليشيا أخذت الشعب اليمني رهينة، وأنها تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في تهديدها للقدرات الاقتصادية.
وقد دعا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لاتخاذ موقف حاسم من عمليات التصعيد الإيرانية في المنطقة ودعمها للإرهاب عبر أربعة عقود وتهديدها للأمن والاستقرار، وهذا عمل ترفضه الأعراف والمواثيق الدولية، وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للقرارات والأعراف الدولية.
مصر في القمة العربية جددت تأكيدها على لسان فخامة الرئيس السيسي أهمية أمن الخليج، وكونه جزءا لا يتجزأ من أمن مصر، وأكد أنه لا يمكن أن تتسامح الدول العربية مع أي طرف إقليمي يهدد دولا عربية شقيقة أو يمارس نفوذه عبر مليشيات طائفية، ولم تقتصر الإدانة على الجمهورية المصرية؛ إذ أدان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الهجمات التي تعرضت لها السعودية والإمارات ودعا لتضامن عربي كامل كما أكد أن لبنان لن يتخلى عن عروبته.
قمم مكة ناجحة، وتضمنت رسائل قوية من قادة الدول العربية والخليجية والإسلامية، وأكدت أن السلام هو السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة