استمرت لعقود.. ميسي ينهي صراعات البرازيل والأرجنتين في كأس العالم
صراعات طويلة عاشتها جماهير كرة القدم في البرازيل والأرجنتين، على خلفية المنافسة على زعيم اللعبة في قارة أمريكا الجنوبية.
منتخب البرازيل يبقى هو الأكثر حصولا على كأس العالم برصيد 5 ألقاب، وقد بات عرشه مهددا بعد فوز منتخب الأرجنتين الذي رفع رصيده لـ3 ألقاب، لكن ليونيل ميسي، أسطورة "التانجو"، لعب دورا في تهدئة حدة تلك المنافسة.
منتخب الأرجنتين حقق لقبه الثالث في كأس العالم، الأحد، عقب الفوز على فرنسا بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 3-3.
اللقب كان خاصا لميسي، حيث حصد كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، بعد 4 محاولات فاشلة، ليعيد اللقب إلى بيونس آيرس بعد غياب استمر 36 عاما، منذ أن حققه الأسطورة دييجو مارادونا عام 1986.
مارادونا وبيليه.. وبينهما ميسي
ولم يوجه الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تهنئة للأرجنتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل اتحادات أخرى عديدة، لكن بعض أساطير البرازيل احتفوا بإنجاز ليونيل ميسي ورفاقه، وعلى رأسهم بيليه.
وكان بيليه محور صراع طويل بين مشجعي المنتخبين، إذ اعتبره البرازيليون أفضل لاعب في التاريخ، بينما انحاز الأرجنتينيون لدييجو مارادونا، ودخل الأسطورتان في معارك كلامية قبل صلح بينهما في النهاية قبل وفاة مارادونا، وانضم ميسي إلى المقارنات بينهما.
أساطير البرازيل تهنئ الأرجنتين من أجل ميسي
وقال بيليه، الفائز بكأس العالم 3 مرات، والذي يخضع للعلاج حاليا من السرطان، عبر الإنترنت: "فاز ميسي بكأس العالم لأول مرة كما تستحق مسيرته، يا لها من هدية رؤية هذا المشهد لمستقبل رياضتنا، تهانينا للأرجنتين! بالتأكيد دييجو (مارادونا) يبتسم الآن".
ووجه رونالدو، بطل العالم مرتين مع البرازيل، تهنئة خاصة إلى ميسي، رغم أنه قال سابقا إنه لن يكون سعيدا اذا فازت الأرجنتين باللقب.
وكتب رونالدو عبر "تويتر": "كرة القدم من هذا النوع تنحي جانبا أي تنافس، شاهدت الكثير من البرازيليين والأشخاص حول العالم يدعمون ميسي في هذا النهائي المثير، إنه وداع يليق بهذا العبقري، أوجه التهنئة لميسي".
كما نال ميسي تهنئة من صديقه البرازيلي المقرب، نيمار دا سيلفا، زميله في باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد التتويج باللقب.
صراع البرازيل والأرجنتين
في المقابل، كان حارس البرازيل السابق جوليو سيزار واضحا في موقفه، وقال قبل النهائي: "أنا برازيلي لذا يجب أن أشجع فرنسا، أحب ميسي، لكن يوجد تنافس كبير بين البرازيل والأرجنتين، إذا وصلت البرازيل للنهائي لم نكن لنحظى بدعم الأرجنتينيين، لن أكون منافقا".
وسخر مشجعون للبرازيل عبر الإنترنت من هزيمة الأرجنتين الصادمة من السعودية في أولى مبارياتها في قطر، بينما انتشر فيديو للاعبي الأرجنتين في غرفة الملابس يهتفون "برازيل. ماذا حدث؟" عقب هزيمة "راقصي السامبا" من كرواتيا.
وتوترت العلاقة مؤخرا بشكل أكبر عقب خسارة البرازيل على أرضها من الأرجنتين في نهائي كأس كوبا أمريكا العام الماضي.
شوارع البرازيل تحتفل بالأرجنتين
لكن حتى في ريو دي جانيرو، لم يخجل برازيليون من التعبير عن حبهم لميسي، ونشر اتحاد أمريكا الجنوبية (الكونميبول) فيديو من داخل حي بالمدينة البرازيلية يظهر شغفا بالكرة الأرجنتينية، إذ تنتشر صور ميسي ومارادونا على الجدران وألوان علم الأرجنتين.
وأجرى رئيس البرازيل، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، استطلاعا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لمعرفة أي المنتخبين سيشجع البرازيليون قبل يومين من النهائي، فكانت النسبة 57.3 في المئة لصالح الأرجنتين، مقابل 42.7 في المئة لفرنسا.
وبعد المباراة كتب لولا في تغريدة أرفقها بعلم الأرجنتين: "سعيد بفوز جارتنا، مباراة عظيمة من ميسي الذي استحق الكثير، ودي ماريا أيضا، تهانينا للاعبين والطاقم ولصديقي ألبرتو فرنانديز (رئيس الأرجنتين)".
وكالت صحف برازيلية المديح لميسي ومنتخبه عقب التتويج، فوصفت (جلوبو سبورت) قائد الأرجنتين بأنه "عملاق"، بينما قالت (لانسي): "الكأس تربح ميسي العبقري".