اقتصاد
"ميتا" فقدت أكثر من نصف قيمتها خلال عام.. هل ضلت الطريق؟
سجلت أسهم شركة ميتا خسائر تقدر بـ13.4% الأسبوع الماضي، لتقترب من أدنى مستوى لها سجلته أثناء جائحة كوفيد19.
ومنيت أسهم شركة ميتا، الشركة الأم لمنصة فيسبوك وإنستجرام، انخفاضها لتغلق بخسائر جعلتها تصل عند 146.29 دولار أمس، وهو أدنى مستوى لها منذ مارس/ آذار 2020، بعد أن سجلت مستويات أدنى من ذلك لفترة وجيزة قبل أن تستعيد بعض عافيتها.
الهبوط الكبير
فقدت ميتا 61% من قيمتها على مدار الـ 12 شهرًا الماضية، فيما يعد الانخفاض الأكبر لأسهم شركة من شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد أن وصلت للمرتبة الخامسة بين الشركات الأميركية الكبرى في نادي الشركات بقيمة التريليون دولار لفترة وجيزة العام الماضي، وفقًا لبيانات موقع Market Watch، إذ انضمت إلى شركات التكنولوجيا الـ 4 الكبرى: أبل ومايكروسوفت وألفابيت وأمازون.
ولكن ما لبثت أسهم ميتا أن تراجعت بشكل كبير هذا العام، بسبب مخاوف من الديناميكيات التنافسية في السوق، والقلق بشأن عائدات الإعلانات.
خسارة أكثر من 500 مليار دولار
بهذا خسرت ميتا قيمتها السوقية البالغة تريليون دولار بأكثر من النصف، ما سمح للعديد من الشركات بالقفز أمامها والتفوق عليها.
ومنذ أن غيرت الشركة اسمها رسميًا إلى ميتا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كانت أخبار الشركة كلها سيئة تقريبًا.
فقد أدى تحديث خصوصية نظام التشغيل iOS من أبل، إلى زيادة صعوبة استهداف الشركة للإعلانات، كما أن طغيان شعبية الشركة المنافسة تيك توك على وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى جذب المستخدمين والمعلنين بعيدًا عن فيسبوك.
كذلك كان للتباطؤ الاقتصادي أثره في تراجع العديد من الشركات عن إنفاقها على التسويق عبر الإنترنت.
كانت منصة ميتا قد كشفت لأول مرة عن البيانات المالية لقسم Reality Labs التابع لها في تقرير أرباحها للربع الرابع من عام 2021، في فبراير/ شباط هذا العام، بحسب CNBC.
أبلغ قسم Reality Labs عن خسائر كبيرة ومتزايدة كلفت الشركة أكثر من 10 مليارات دولار في عام 2021 وحده، وكان صافي الخسائر الخاصة بالقسم في الفترة بين عامي 2019 إلى 2021 أكثر من 21.3 مليار دولار مقابل إيرادات بلغت نحو 4 مليارات.
وتتماشى خسائر 2021 مع توقعات زوكربيرج العام الماضي، ومن المرجح أن تزداد الخسائر هذا العام، مما يضع عبئًا على الربحية الإجمالية لشركة ميتا.
فقد كان من المتوقع أن تحقق الشركة أرباحًا بأكثر من 56 مليار دولار للعام الماضي بأكمله، لولا قسمها المتعلق بأبحاث الميتافيرس Reality Labs.
مارك زوكربيرج يضل الطريق
وتعليقا على هذا يقول أحد الخبراء في جامعة هارفارد، والرئيس التنفيذي السابق لشركة التكنولوجيا الطبية Medtronic، بيل جورج، إن مارك زوكربيرج "يواصل إخراج" فيسبوك عن مسارها، "لقد ضل طريقه"، على حد وصفه.
وقال جورج لقناة CNBC Make It، "أعتقد أن فيسبوك لن تؤدي بشكل جيد مع بقاء زوكربيرج في موقعه".
يشير جورج إلى أن الرؤساء الذين يغفلون عن معتقداتهم وقيمهم وأهدافهم بسبب المال أو الشهرة أو السلطة، لا بد وأن تبوء مسيرتهم بالفشل.
وبعد عقود من بحثه عن أسباب انهيار الشركات الكبيرة، يقول جورج إنه يرى أوجه تشابه كثيرة مع زوكربيرج وميتا اليوم.
وشبه جورج زوكربيرج بالقائد السيئ الذي لا يتحمل مسؤولية قراراته ويلقي باللوم على الآخرين، على سبيل المثال خسرت ميتا في فبراير/ شباط أكثر من 232 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو ما يمثل أكبر انخفاض ليوم واحد لأي سهم أميركي في التاريخ.
عندها ألقى زوكربيرج ومسؤولوه التنفيذيون باللوم على عدة عوامل، بما في ذلك تغييرات خصوصية نظام تشغيل أبل التي جعلت من الصعب استهداف الإعلانات لمستخدمي الهواتف الذكية، بالإضافة إلى زيادة المنافسة من الشركات مثل تيك توك.
ربما لعبت هذه العوامل دورًا، ولكن لا يمكن إغفال الإنفاق الضخم على البحث والتطوير في عالم الميتافيرس كعامل مؤثر كبير أيضًا.