«متري».. صاحب العيون الناطقة في استقبال زوار المتحف المصري الكبير

مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، يستعد الزوار لاكتشاف أحد أعظم الروائع الفنية وهي تمثال الكاتب"متري"، في القاعة الرئيسية رقم 1.
ويقول كاتب علم المصريات بسام الشماع للعين الإخبارية: "تمثال "متري" ليس مجرد عمل فني، بل شهادة خالدة على أن المصري القديم كان رائدا في تقديم فن الواقعية غير المجاملة ، حيث لم يسعَ لتجميل الملامح أو تزيين الحقيقة، بل عبّر عنها بصدق وجرأة مذهلة".
ويضيف أن هذه الفلسفة تتجسد بوضوح في العيون الناطقة المطعّمة بالكوارتز، والتي أُبدعت بتفاصيل واقعية دقيقة تصل إلى حد رسم العروق البيضاء الرقيقة، في محاكاة رائعة قد تكون محاولة لإبراز التعب والتفاني في العمل.
لكن، من هو متري؟
لم يكن شخصا عاديا، بل كان حاكما لإحدى المقاطعات، وكاهنًا للمعبود ماعت،ربة الحق والعدالة والقانون، وكاتبا محترما.
جمع متري بين السلطة والمعرفة، وكان يُمثّل النموذج المثالي للوظائف التي نصح بها الآباء المصريون أبناءهم: "كن كاتبًا أو موظف حكومة".
وتعكس مكانته المرموقة في عصر الدولة القديمة مدى تقدير المصريين للعلم والكتابة، لدرجة أن بعض الحكام تمنّوا أن يُبعثوا في الحياة الأخرى ككُتّاب، إذ قيل:
"كلمات الكاتب تعيش للأبد...
يحترمك الناس من أجل كلماتك...
وكفك يبقى ناعما".
وعن خامة تمثال متري، يوضح الشماع أنه "مصنوع من الخشب الملوّن، ويُعد من أبرز الكنوز المعروضة بالمتحف المصري الكبير، وهو محطة لا بد من الوقوف أمامها طويلًا للتأمل في ملامحه، وعيونه، وسرّ خلوده".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUyIA== جزيرة ام اند امز