كلوديا شينباوم.. هل تلطف عالمة المناخ أجواء المكسيك؟
في كل ركن من أركان العاصمة المكسيكية تقريبا، هناك كلمة واحدة تهيمن على الأسوار ، "مورينا"، وفي خلفيتها تبرز صورة امرأة تدخل التاريخ.
وبجوار شعار "مورينا" وهو الحزب الحاكم، اعتاد المكسيكيون خلال فترة الحملة الانتخابية، رؤية عبارة "Es Claudia" - "إنها كلوديا" - أو "Claudia Presidenta" - "الرئيس كلوديا".
كانت تلك الشعارات تشير إلى كلوديا شينباوم، البالغة من العمر 61 عاما، عمدة مدينة مكسيكو السابقة، والتي أعلن الحزب الحاكم، اليوم الإثنين، فوزها، في الانتخابات الرئاسية "بفارق كبير" بعد إغلاق صناديق الاقتراع أمس الأحد، وفق نتائج أولية، وهو ما سيجعلها أول رئيسة للبلاد.
وكانت مؤسسة بارامتريا لاستطلاعات الرأي، قد توقعت حصول شينباوم على 56 بالمئة من الأصوات وذلك وفقا لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع، وحصول مرشحة المعارضة زوتشيتل جالفيز على 30 بالمئة.
ومن شأن فوز شينباوم بالرئاسة أن يمثل خطوة كبيرة للمكسيك وهي دولة معروفة بثقافتها الذكورية. في حين ستبدأ الفائزة فترة ولاية مدتها ست سنوات، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
فمن هي كلوديا شينباوم؟
وتقول وسائل إعلام مكسيكية إن كلوديا كانت تتمتع بشعبية كبيرة مثل حزبها كان "مورينا" الذي كان يشغل مع حزبين متحالفين، أغلبية المقاعد في مجلس النواب ومجلس الشيوخ في المكسيك. وهو أيضا حزب الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي حافظ على معدلات تأييد أعلى كثيراً من 50%، على الرغم من العديد من الخلافات طوال فترة ولايته.
كانت كلوديا شينباوم، قبل الانتخابات، شخصية عامة تتنقل بين ما يعتبره الناس هناك شخصيتين مختلفتين. فمن ناحية، فهي عالمة فيزياء بارعة تتمتع بخبرة في العلوم البيئية وتشتهر بالواقعية.
ومن ناحية أخرى، فهي ناشطة يسارية منذ فترة طويلة، وحليفة وثيقة ومناصرة للوبيز أوبرادور - وهو شخصية مثيرة للجدل في البلاد، وفق تقرير طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو".
امرأة بـ"شخصيتين"
بيْد أن السؤال المطروح هنا هو: أي من شخصيتي شينباوم ستهيمن؟
يعتقد البعض أنها ستكون أنجيلا ميركل في المكسيك - عالمة من خلال التدريب والتي ستعطي الأولوية للكفاءة على الأيديولوجية من أجل مصلحة الأمة.
فيما يرى آخرون أنها مجرد "دمية" في يد لوبيز أوبرادور، الذي سيتبع خطاه اليسارية، ويزيد من برامج الرعاية الاجتماعية ويحارب المحكمة العليا في البلاد. حيث كانت قد وعدت بالاستمرارية، قائلة إنها ستواصل البناء على "التقدم" الذي حققه الرئيس المنتهية ولايته.
أو أنها ستقع في مكان بينهما. وفق الصحيفة التي لفتت إلى أن كيفية تحقيق هذا التوازن، والطريقة التي توفق بها بين هذه الجوانب من حياتها، لن تحدد مستقبل المكسيك فحسب، بل أي نوع من الرئيس ستكون عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع الولايات المتحدة ورئيسها.
وبعبارة أخرى، فإن أي من كلوديا - أو الاثنين معا - ستصبح رئيسة سيكون لها تأثير كبير على المشهد السياسي الأمريكي في وقت تعتبر فيه الهجرة وتهريب المخدرات والتجارة من أهم القضايا بالنسبة للسياسيين الأمريكيين.
وفي هذا الصدد، تقول الصحيفة إن وجود رئيس مكسيكي عازم على الدفاع عن السيادة المكسيكية ودول أخرى في أمريكا اللاتينية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أزمة الحدود الأمريكية خلال دورة الانتخابات الرئاسية.
لكن العواقب بالنسبة للولايات المتحدة تتجاوز الهجرة. ويمكن لشينباوم الأكثر إيديولوجية ويسارية أن تتبنى بسهولة منظورا قوميا بشأن سياسة المخدرات والتجارة.
ويمكنها أيضا أن تسعى للحصول على شروط أكثر فائدة للمكسيك في مفاوضات اتفاقية الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا (USMCA) العام المقبل.
أو قد تكون غير راغبة في التعاون مع السلطات الأمريكية للتحقيق في تجارة المخدرات المتزايدة للفنتانيل.
ومن ناحية أخرى، تستطيع شينباوم الأكثر واقعية أن تتوصل إلى حلول وسط عند مناقشة التجارة، وتتفق على أرضية وسطية للتحقيق في الكارتلات بدعم من الولايات المتحدة دون المخاطرة بسيادة المكسيك.
وهذا يعني أن الولايات المتحدة يجب أن يكون لديها اهتمام كبير بمعرفة أي جانب من شخصية شينباوم سيحكم تفاعلاتها مع واشنطن.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز