المغربية "مي نعيمة البدوية".. هوس المشاهدات يقود للسجن أحيانا (فيديو)
تصاعدت وتيرة الانتقادات الموجهة إلى يوتيوبرز مغربية مشهورة تمنت الإصابة بالسرطان لمن يسجلون "عدم إعجاب" لفيديوهاتها، وذلك رغم اعتذارها.
وأثارت اليوتيوبرز "مي نعيمة البدوية"، قبل أيام، الجدل عقب دعائها على منتقديها بالسرطان، في بث مباشر على موقع يوتيوب رفقة زوجها.
هذه اليوتيوبرز، وهي امرأة بدوية، اختارت على غرار المئات مشاركة تفاصيل حياتها الخاصة وروتينها اليومي على موقع يوتيوب، إلا أنها دائمة الوقوع في الانتقادات بسبب المحتوى الذي تقدمه.
وفي آخر لايف لها، ظهرت "مي نعيمة" رفقة زوجها، داعية الناس إلى متابعة قناتها والإعجاب بمنشوراتها، إلا أنها اختتمت حديثها بالدعاء بالسرطان على كُل من وضع "عدم إعجاب" على أحد فيديوهاتها.
وقالت مي نعيمة: "من ترك لي "لايك" أتمنى له أن يكون من أهل الجنة، ومن وضع لي "ديسلايك" فليصبه مرض السرطان في أصبعه".
وانهمرت التعليقات المنتقدة للسلوك الذي أبدته المرأة، خاصة بعد أن ذلك تزامن مع اليوم الوطني لمحاربة السرطان.
اعتذار سريع
وبعد انتشار مقطع الفيديو، سارعت المرأة إلى تسجيل فيديو جديد، تظهر فيه هذه المرة بالإضافة إلى زوجها، رفقة فتاة أخرى.
وقدم الثلاثة اعتذارهم عن المحتوى الذي أثار الانتقادات، إلا أنها تشبثت بكلامها، موضحة أنه لم يكن "استهزاء بمرضى السرطان"، بل كان موجهاً للأشخاص الذين يوجهون إليها رسائل غير لائقة.
واسترسلت في تعداد مواقفها مع العديد من مرضى السرطان من محيطها وكيف ساعدتهم على تلقي العلاج.
اعتذار اليوتيوبرز المغربية، لم يخل من نبرة شدة وانتقاد للأشخاص الرافضين للمحتوى الخاص بها، وأيضاً لمنتقدي كلامها السابق خلال اللايف، متهمة إياهم بمُعاداتها ومحاولة إغلاق قناتها.
انتقادات واسعة
تصريحات "مي نعيمة"، أثارت موجة انتقادات ورفض واسعين، بدءا من تعليقات متابعي اللايف موضوع الجدل، وصولا إلى مشاهير وصحفيين استنكروا ما وصفوه بـ"التسيب" الذي يشهده المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي.
كوثر براني، الممثلة المغربية، علقت على تصرف هذه المرأة عبر خاصية "ستوري" في موقع أنستقرام، مُعبرة عن صدمتها لما قامت به هذه اليوتيوبرز.
وتحدثت براني عما وصفته بـ "مرض وهوس الفيسبوك واليوتيوب"، وذلك في إشارة منها إلى تهافت الكثيرين على تحقيق المشاهدات ولو على حساب القيم العامة للمجتمع والإنسانية.
وطالبت كوثر البراني من إدارة اليوتيوب التدخل لمنع وقوع مثل هذه الأمور، من خلال حذف مثل هذه الفيديوهات المسيئة أو إغلاق قناة أصحابها.
رضوان الرمضاني الإعلامي، ومدير الأخبار بإذاعة "ميد راديو" المغربية، عبر عن رفضه لهذا السلوك بطريقة كوميدية، إذ نشر عبر حسابه بموقع أنستقرام منشوراً يقول فيه إن "الحل الذي بقي هو حملة تلقيح ضد وباء الطاعون الافتراضي".
وقال الرمضاني: "لم ننته بعد من محتوى أخبار غرف النوم والمراحيض والعادة الشهرية، حتى وجدنا بعض السباب والدعاء السيئ منتشراً بكثرة".
وأضاف قائلاً: "يلزمنا لقاح بوزفايز بإبرة غليظة جداً"، وذلك في استعارة منه لاسم لقاح فايزر، وربطه إياه بعبارة الـ Buzz.
الفنان والكوميدي المغربي، محمد باسو، دعا السلطات إلى التدخل لتقنين عملية صناعة المحتوى على موقع يوتيوب. وأردف قائلاً: "هذه الأمور لا تبعث على الفرح".
بالإضافة إلى الانتقادات الكبيرة التي واجهتها اليوتيوبرز المغربية بسبب كلامها، تقدمت جمعية حقوقية تُدعى المنظمة الوطنية الاجتماعية الحرة بشكوى إلى الجهات القضائية المختصة.
وطالبت الجمعية بالتحقيق مع اليوتيوبرز "مي نعيمة" بتهمة السب والقذف والتشهير باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
جدل متجدد
وليست المرة الأولى التي تتعرض فيها "أمي نعيمة" للانتقادات، بل سبق أن أودعت السجن بسبب شريط فيديو تقول فيه إن فيروس كورونا غير موجود، داعية الناس إلى عدم الالتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية.
وسجنت المرأة لثلاثة أشهر نافذة، بعد إدانتها بتهمة "نشر محتويات زائفة بواسطة الأنظمة المعلوماتية والامتناع عن تنفيذ أشغال أمرت بها السلطة العامة".
وفي المرحلة الابتدائية للملف، قضت المحكمة على المرأة الخمسينية بالسجن عاماً كاملاً، قبل أن يتم تخفيف العقوبة إلى ثلاثة أشهر في المرحلة الاستئنافية.