شابة بريطانية تؤلف كتابا بإشارات عينيها
نقلت أوستن في كتابها مشاعر الألم والمعاناة الهائلة التي شعرت بها في بداية إصابتها بمرض "متلازمة المنحبس".
تحتفل البريطانية ميا أوستن MIA Austin صاحبة الـ29 عاما بأول كتبها بعد تعرضها لجلطة دماغية أصابتها بشلل تام ما عدا عضلات عينيها منذ أن كانت بعمر الـ 21 ، وحقق كتابها "بطرفة عين" على منصة بيع الكتب «أمازون» نسبة مبيعات هائلة منذ إصداره في فبراير/ شباط الماضي.
كتبت أوستن الكتاب بإشارات من عينيها فقط إلى نوع خاص من الحواسيب القادرة على تحويل الإشارات إلى نصوص، وقصت فيه معاناتها مع مرضها النادر الذي يعرف بـ «متلازمة المنحبس» الذي يفقد فيه الجسم كل قدراته على الحركة والكلام والتواصل مع الآخرين، وتبقى العين وحدها هي وسيلة التعبير عن معاناة المريض، ووسيلة التواصل مع الآخرين.
عانت أوستن قبل أن تكمل عامها 21 من سكتة دماغية نتج عنها شلل كامل بالجسم، وفقدان القدرة على الكلام، مع احتفاظ عقلها بكامل قدراته على الإدراك، والتذكر، والقراءة وغيره.
تروي أوستن في مقدمة الكتاب قصة استيقاظها في صباح يوم بارد بالعام 2009 واستعدادها لممارسة رياضتها الصباحية كالمعتاد ثم شعورها بتوعك بسيط؛ فآثرت البقاء بالمنزل لكنها لم تعلم أن حالتها الصحية سوف تتدهور بعدها على نحو سريع ومفاجئ ولتنقلب حياتها رأساً على عقب بعد تشخيص الأطباء حالتها بأنها سكتة دماغية خلفت إصابة بـ «متلازمة المنحبس»، وهي حالة فريدة من نوعها يكون المريض فيها في حالة استيقاظ، لكنه غير قادر على التواصل مع الآخرين بعد إصابة جسده بالشلل التام ماعدا عضلات العينين.
استهلت أوستن الكتاب ببداية مؤثرة بقولها: "مرحبا بكم في قصتي، وحيث يمكن أن تلج الآن في عقل شخص أصيب بالسكتة الدماغية وأحد ضحاياها".
والدها ريك قال إنه يشعر بالفخر الشديد لابنته "فكتابة كتاب بغمزة العين شيء رائع". وضح أن الأمر استغرق منها حوالي سنة لإنجاز الكتاب، لكنه كان عملًا شاقًا، وكان عليها اختيار حرف فحرف من خلال عينيها.
وقالت والدتها كارول (62 عامًا): "ميا حينما كانت في المستشفى لمدة 14 شهرًا حافظت على نفسيتها من خلال كتابة القصائد والقصص التي جعلتها في حالة تأهب. وتوضح: "أعتقد بأن الفكرة نبعت من هناك".
وقد ساعدت العائلة، بما في ذلك شقيق ميا، سام (32 سنة)، وأختها صوفي (25 سنة)، على استخدام مخطط إملائي لكتابة القصائد والقصص القصيرة في المستشفى.
تضرب ميا مثالا حيا يحتذى على الرغبة في الحياة والإصرار عليها حتى لو كان الجسد عائقا حيال ذلك. وقبل أن تصاب بالجلطة كانت تعمل في وكالة للسفر، وتجمع الأموال للأعمال الخيرية في الإجازات، حيث تحب هذا الجانب، لكنها رغم مرضها، أكملت دورة في علم الجريمة في كلية ويرال متروبوليتان في عام 2017 قبل التسجيل للحصول على دورة في الطب الشرعي مع الجامعة المفتوحة. وهذا العام سوف تبدأ دورة أخرى في مجال العدالة الجنائية.