ماذا يفعل مايكل جاكسون في مؤتمر ميونخ للأمن؟

تمر مواكب القادة ومعها الضجة والأضواء، أمام مقر انعقاد مؤتمر ميونخ للأمن، لكن شاهدا صامتا لم يخفت صيته هنا، يقف في الجهة المقابلة مباشرة يراقب المشهد.

هذا الشاهد الصامت هو مغني البوب الشهير مايكل جاكسون الذي رحل عن العالم في يونيو/حزيران ٢٠٠٩، لكن نصبا تذكاريا ذا قصة غريبة. ينتصب مباشرة أمام بوابة فندق بيرنشهوف، حيث تجري فعاليات مؤتمر ميونخ، وكأن الفن يراقب السياسة. 

• زيلينسكي يحشد حلفاءه.. تحذير وتحفيز و«ميونخ» الأمل الأخير
• أوروبا وأوكرانيا وغزة.. شولتز يضبط الأولويات بثاني أيام «ميونخ» (فيديو)

 ومنذ وفاة مايكل جاكسون في يونيو/حزيران 2009، يحيي محبوه في ميونخ الألمانية، ذكراه على قاعدة تمثال قديم يعود لملحن عصر النهضة أورلاندو دي لاسو أمام فندق بيرنشهوف بوسط المدينة. 

النصب التذكاري بسيط للغاية ويرقى إلى كونه جهدا شعبيا لا حكوميا، حيث تنتشر صور مايكل جاكسون على الجوانب الأربعة لتمثال دي لاسو، وسط شموع ورسائل. 

لكن قصة هذا الجهد الشعبي مرت بمحطات محرجة في الـ15 عاما الماضية، أولاً في عام 2015، عندما كانت هناك مجموعتان من المعجبين تتنازعان حول من هو المسؤول عن النصب، ووصل الخلاف للشرطة، ومجلس المدينة.

وبسبب هذه «الدراما السطحية»، قررت السلطة المحلية تنظيف التمثال وحظر تكريم مايكل جاكسون على قاعدته في عام 2016.

وجرى تنظيف الموقع بالكامل في عام 2020 من قبل السلطات المحلية.

ولكن يبدو أنه منذ انتهاء قيود فيروس كورونا، عاد محبو جاكسون إلى تمثال دي لاسو وقاموا بتغطية التمثال بالملصقات والأشياء مرة أخرى التي تحص ملك البوب الراحل، وهو ما سمحت به السلطات المحلية.

ومؤخرا، اتصل أحد المارة بالشرطة في منتصف الليل تقريبًا للإبلاغ عن امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا كانت تقوم بإزالة النصب التذكاري بقوة.

وألقت الشرطة القبض على المرأة وقيمت الأضرار بمبلغ 100 يورو. ومن غير المعروف ما إذا كانت المرأة من المعجبين بأحد الفرق الموسيقية الكارهة لجاكسون أم لا؟. 

واليوم، أمام مقر انعقاد مؤتمر ميونخ للأمن، لا يزال المحبون يترددون على فى النصب التذكاري لجاكسون، الذي فرض الأخير كحاضر صامت للمؤتمر، يراقب البوابة، وكأنه يذكر العالم بدور الفن في مراقبة السياسة. 

وعندما تفقدت "العين الإخبارية" النصب التذكاري، كان أحد سكان ميونخ، ويدعى ماتيوس مولر، يتفقد الصور بشغف واهتمام واضحين، وقال في كلمات مقتضبة "المدينة تحب جاكسون". 

وعلاقة جاكسون بسكان ميونخ تبدو قوية للغاية على ما يبدو، إذ زار المدينة ٦ مرات بواقع ٥ مرات للعمل، والأخيرة كانت في ١٩٩٨ وكانت رحلة عائلية خاصة. وفي ميونخ، أجرى جاكسون ٦ حفلات غنائية في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات. 

وفي آخر رحلاته للمدينة في التسعينيات أقام جاكسون في فندق بيرنشهوف مرتين، وكان المعجبون يتجمعون أمام الفندق من أجل رؤيته أو الحصول على توقيع منه.