ميشال عون.. من المنفى إلى أعتاب قصر بعبدا
ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر اللبناني، يقترب من الوصول إلى الكرسي الرئاسي بعد أن ظل منصب الرئيس شاغرا لما يقرب من ثلاث سنوات.
يقترب ميشال عون، رئيس التيار الوطني الحر اللبناني، من دخول قصر بعبدا الرئاسي، بعد أن ظل منصب الرئيس شاغراً لما يقرب من ثلاث سنوات، خاصة بعد حصوله على تأييد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق السني سعد الحريري، الذي كان يعتبره عدوه اللدود، وحصوله أيضاً على تأييد زعيم تنظيم حزب الله حسن نصر الله، وسمير جعجع العدوين الآخرين.
ويضمن تأييد هذه الأطراف حصول عون على الأكثرية النيابية التي تسمح بانتخابه رئيسا للبلاد في الجلسة الـ46 لمجلس النواب المقرر عقدها في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، على الرغم من وجود معارضين له على رأسهم نبيه بري رئيس البرلمان، ورئيس حركة أمل الشيعية، ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.
وميشال عون من مواليد 1932، في أسرة متواضعة في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد اليوم المعقل الرئيسي لحزب الله، ودخل إلى السلك العسكري تطوعاً عام 1955، وتدرج في الترقية إلى أن وصل إلى رتبة عماد مع تعيينه قائداً للجيش في 23 يونيو 1984.
دخل عون في مواجهات عسكرية دامية مع الجيش السوري في لبنان، ثم مع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في أشرس معارك الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر الثمانينيات بهدف السيطرة على المناطق المسيحية، وعرف ذلك الصراع بحرب الإلغاء، غير أن الزعيمين المسيحيين تحولا بعد انتهاء الحرب إلى الرمزين الأبرز لمعارضة الوجود السوري في لبنان.
وعين ميشال رئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت عام 1988 والمنافسة للحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، فأصبح لدى لبنان حكومتان متنافستان، وعين في هذه الفترة وزيراً للدفاع الوطني والإعلام، كما تولى عون مهام عدد من الوزارات الأخرى بجانب رئاسته الحكومة، مع الاحتفاظ برتبته العسكرية في الجيش، بينما لم يتنازل عون عن رئاسة الحكومة الانتقالية رغم التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني، وتنصيب الرئيس إلياس الهراوي رئيسا للبنان.
ونفي العسكري السياسي إلى فرنسا 28 أغسطس 1991 بعد إقصائه من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية لبنانية/سورية مشتركة، لرفضه اتفاق الطائف أغسطس 1989، الذي كان بداية لانتهاء الحرب الأهلية بلبنان وعاد مرة أخرى في 7 مايو 2005 بعد 15 عاماً.
وعاد ميشال إلى الحياة السياسية من جديد بخوض الانتخابات النيابية التي أجريت في 2005، ودخل البرلمان اللبناني بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائباً، وهي أكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب، وتزعم التيار الوطني الحر الذي أسسه أثناء وجوده بالمنفى بباريس.
ووقع ميشال عون على وثيقة تفاهم مع حزب الله في 6 فبراير 2006، حيث برز دعم حزب الله وتيارات سياسية لبنانية الواضح لدمشق بعد اغتيال الحريري عام 2005، ما اعتبر بداية الشرخ في العلاقة مع تيار المستقبل، وشريحة كبيرة من المسلمين السنة.
كما شارك في مؤتمر الدوحة الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة في 21 مايو 2008، وتم بعد توقيع اتفاق الدوحة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل الفئات اللبنانية، وقد نالت كتلته النيابية خمسة وزراء، وهو المرشح الحالي لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية.