أفول نجم عائلة أوباما.. من الزعامة إلى الهامشية

تشهد العائلة الأكثر شهرة في الحزب الديمقراطي الأمريكي، تراجعًا سياسيًا وثقافيًا غير مسبوق، بعد أن سيطرت على المشهد لأكثر من عقد.
فلم تعد شائعات "الغرف المنفصلة" التي تُسخَر منها في أروقة واشنطن، سوى دليلٍ هامشي على تراجُعهم، بينما يكمن السبب الجوهري في انحسار تأثيرهم إلى أدنى مستوياته تاريخيًا.
فبعد محاولات متكررة لخلق ضجيج إعلامي حول علاقتهم الزوجية، بات واضحًا أن العائلة فقدت بريقها كقوةٍ قادرة على صياغة الرأي العام أو توجيه الحزب الديمقراطي، الذي لم يعد ينظر إليها إلا كظلٍّ باهت لمجدٍ مضى.
وبحسب استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" في مارس/آذار الماضي، اختار 4 في المائة فقط من الديمقراطيين باراك أوباما كـ"زعيم أيديولوجي" للحزب، مما يعكس تراجعًا حادًا في نفوذه حتى داخل قاعدته التقليدية.
هذا التراجع جاء بالتزامن مع إصدار كتاب "المعركة: داخل أعنف معركة على البيت الأبيض" للصحفيَيْن جوناثان ألين وآمي بارنز، الذي يُحمِّل أوباما مسؤولية إضعاف الحزب عبر سياسات "أحادية" و"انقسامية".
إرث أوباما المُتنازَع عليه: من البناء إلى الهدم
ويكشف الكتاب، أن قرار أوباما تأسيس منظمة "التنظيم من أجل العمل" في 2012 لتنظيم الحملات خارج إطار الحزب الديمقراطي، أدى إلى صراع على التمويل والنفوذ، مما أفقده تماسكه.
ونقل عن مصدر في الحزب لم يذكر اسمه: "أوباما دمّر الحزب... لقد تركَه أضعف مما وجده".
كما يشير إلى أن الولاية الرئاسية الثانية لأوباما (2013-2017) مهّدت لصعود ترامب، بسبب إهمال تحذيرات اليسار من مخاطر التهميش الاقتصادي للطبقة العاملة.
كامالا هاريس: الإهانة الأخيرة
بلغ التدهور ذروته مع تجاهل الحزب لمعارضة أوباما، ترشيح كامالا هاريس، خلفًا لبايدن. وفقًا للكتاب،
وعبّرت هاريس عن انزعاجها من "الرفض المتأخر" لأوباما، ووصفت المكالمة التي أجراها مع ميشيل لدعمها بأنها "مُفتعلة"، حيث استغرق التفاوض على نصها خمسة أيام لخلق انطباع بالدعم "العفوي".
بل أن هاريس، سخرت من طريقة اتصالهما معًا، في إشارة غير مباشرة إلى شائعات "الغرف المنفصلة" التي طاردت العائلة لسنوات.
ميشيل أوباما: بودكاست وأزمات شخصية
أما ميشيل، فتواجه هي الأخرى أزمة هوية. فبودكاستها الجديد "آي إم أو" مع شقيقها "كريغ"، الذي وُصف بأنه "مفتقد للكاريزما"، يحتل المرتبة الرابعة والثلاثين على قائمة أفضل برامج "سبوتيفاي"..
وتعليقاتها الأخيرة في البودكاست حول الزواج من "رجل غير مستقر ماليًا"، أثارت تساؤلات عن رسالة مبطنة لباراك، خاصة مع تكرر حديثها عن "التحديات الزوجية".
كما أن ظهورها بتسريحة شعر "مراهقية" عزز الانطباع بأنها تمر بأزمة منتصف عمر غير تقليدية.
هوليوود تبتعد... ونتفليكس تندم
حتى في عالم الترفيه، لم تسلم العائلة من الانتكاسات. فصفقة نتفليكس المليونية مع أوباما (2018) تواجه فشلًا ذريعًا، حيث اعترف الرئيس التنفيذي تيد ساراندوس لموقع سيمافور بأن مشاريعهم "ليست تجارية"، في إشارة إلى ضعف الإقبال على أعمال مثل برنامج ميشيل الواقعي "ذا ليتر ديترز" عن مواعدة كبار السن.
كما بدأ نجوم هوليوود — مثل جورج كلوني — يبتعدون عن الارتباط بهم، وفقًا لكتاب يروي كيف انفجر كلوني غضبًا لاتهامه بأنه "دمية في يد أوباما".
المشهد الأكثر دلالة على الأفول كان ظهور باراك مؤخرًا في حديقة واشنطن خلال احتفالات "أشجار الكرز"، حيث بدا وكأنه يحاول استعادة الأضواء عبر التقاط صور مع عائلات عشوائية. هذه الصورة تختزل تحوّله من "رمز التغيير" إلى "شخصية هامشية" تائهة في المشهد السياسي.
وكما علق أحد المحللين في واشنطن بوست: "عندما تُصبح صفقة نتفليكس أفضل ما في سيرتك الذاتية، فأنت تعيش على أمجاد الماضي".