أحداث سياسية متواترة تشهدها المنطقة، دفعت خبراء إلى رسم مسار يرنو إلى حل الصراعات في الشرق الأوسط.
مسار استشرافي حملته الجلسة الثانية من فعاليات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الذي انطلق اليوم الإثنين، بنسخته العاشرة، بمشاركة نخبة من صناع الفكر والسياسات حول العالم.
نائب الرئيس لشؤون السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن بريان كاتوليس، قال إن الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد بلدات إسرائيلية، في السابع من الشهر الماضي، وما خلَّفه من تداعيات "مثّل لحظة فارقة على مسار النزاع، وعلى الصعيد الإقليمي ككل".
ورأى كاتوليس، أن الهجوم الذي أدى إلى حرب إسرائيلية على قطاع غزة ما زالت متواصلة حتى اليوم، "لم يأتِ مصادفة، بل كان مقصودا لأنه أتى بعد التطورات الحاصلة على مسار التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول الفاعلة في المنطقة، كما أنه أعقب الإعلان عن إنشاء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، بحسب رأيه.
نظام أكثر كفاءة
أما مدير الأبحاث في مؤسسة سيتا للبحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية كيليتش بوجرا كانات، فدعا إلى العمل على إنشاء نظام أكثر كفاءة في الأمم المتحدة لحل النزاعات في الشرق الأوسط، وفي غيرها من مناطق العالم،
وقال "لإحداث تقدم حقيقي في الشرق الأوسط يجب أن تسعى القوى العالمية العظمى على اجتراح سياسات جديدة تجاه المنطقة وقضاياها".
من جهته، طالب مدير منتدى الجامعة الأمريكية في القاهرة بهجت القرني بضرورة وجود "سياسات جديدة لإدارة النزاعات القديمة في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن هذا يتطلب التفكير في البدائل الممكنة، وليس فقط في تشخيص النزاعات القائمة".
فيما قالت لينا الخطيب مديرة معهد الشرق الأوسط في جامعة لندن: " إننا نرى شرقا أوسطا جديدا آخذ في الظهور، ولهذا يتعين على المجتمع الدولي أن يتعاطى بجدية أكبر مع هذه المنطقة وصراعاتها الممتدة".
بدوره، اعتبر عبدالعزيز الغشيان من جامعة لانكستر، أنه من بين الطرق الممكنة لمعالجة المعضلات الإقليمية: إيجاد قاعدة للعمل المشترك من أجل التنسيق والاتفاق حول الاتجاه الذي يتعين أن تمضي إليه المنطقة.
ويعقد ملتقى أبوظبي الاستراتيجي على مدار يومين، يبحث خلالها جملة من الملفات والقضايا الشائكة حول العالم.
وفي الجلسة الافتتاحية للملتقى، أكد أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية وجود منتديات حوارية مثل ملتقى أبوظبي الاستراتيجي تجمع الخبراء وتبحث كيفية تجاوز الأزمات الراهنة، وتسعى لوضع مسار أكثر إيجابية للمُضي قُدُمَاً.
واستعرض قرقاش الأولويات الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتعامل مع التحديات في المنطقة والعالم.
وفي هذا الصدد، أشار إلى أن الركيزة الرئيسة في السياسة الخارجية الإماراتية تتمثل في جهود الدولة بالعمل على أجندة من الاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة، والأدوات التي تمتلكها لخفض التصعيد والشراكات وبناء الجسور والدبلوماسية والتركيز على الآفاق الجيواقتصادية.
وقال إن التصعيد منذ هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر /تشرين الأول الماضي، والأزمة التي تلت ذلك أديّا إلى إدخال المنطقة في فترة أخرى من العنف والفوضى.
منوّها إلى أن دولة الإمارات التي تُعَدّ الممثل العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي حاولت ولا تزال المساعدة في التخفيف من حدة المعاناة الحتمية في مثل هذه الأحداث المأساوية.
وأضاف " لا شيء يُمكن أن يُبرّر الهجمات التي تستهدف المدنيين". معبرا في الوقت نفسه عن قلق عميق إزاء الرد العسكري غير المسبوق من جانب الحكومة والجيش الإسرائيليين، مؤكدا أنه لا يُمكن تبرير الهجمات غير المُتناسبة على المدنيين وأن كلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يحتاج ويستحقّ الاستقرار والازدهار.