الصداع النصفي.. هل ينذر بخطر كورونا؟
تغيير الأوضاع بعد الوباء أدى إلى قلة الحركة والنشاط، واضطراب النوم وانخفاض ترطيب الجسم، وجميعها من العوامل التي تزيد من قوة الصداع.
منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، يعاني كثير من الناس من الإصابة بالصداع النصفي الذي أصبح يصيبهم بصورة أكثر تكرارا، لدرجة أن البعض يشك لوهلة في أنه مصاب بـ"كوفيد-19"؛ إذ إن الصداع الشديد من أبرز أعراضه.
وقالت الدكتورة راشيل كولمان، مديرة برنامج صداع الضغط المنخفض في كلية طب إيكان بماونت سيناي في نيويورك، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "الوضع الحالي كاف جدا لإصابة الناس بالصداع النصفي، حيث ينتابهم القلق ومن ثم يصابون أكثر بالصداع النصفي".
وأوضحت الدكتورة ميرل دايموند، عضو مجلس إدارة مؤسسة الصداع الوطنية والرئيس والعضو المنتدب في عيادة دايموند للصداع في شيكاغو: "نعمل الآن من المنزل وعادة يكون من الصعب التحكم في العمل ووضع حدود له، وهذا التغيير يحفز الإصابة بالصداع النصفي، لدى مرضى الصداع النصفي أنظمة عصبية حساسة للغاية لا تحب التغيير".
وأضافت أن تغيير الأوضاع بعد الوباء أدت إلى قلة الحركة والنشاط، واضطراب النوم وانخفاض ترطيب الجسم، وتعد جميعها من العوامل التي تزيد من قوة الصداع النصفي.
وفيما يتعلق بالفرق بين الصداع النصفي وصداع "كوفيد-19"، يقول الأطباء إن المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي منذ فترة طويلة يعرفون الفرق جيدا، لكن بالنسبة للأشخاص المستجدين في عالم ألم الرأس عليهم أن يعرفوا أن صداع كورونا المستجد يوصف بأنه شديد جدا، لدرجة تجعلك تشعر وكأن أحدهم يمسك برأسك ويضغط عليها بيديه ويزداد الصداع سوءا عند السعال أو ارتفاع الحرارة.
وفسرت دايموند هذا الشعور بأنه استجابة من جهاز المناعة ضد الفيروس، إذ يطلق موادا كيميائية تعرف باسم "السيتوكينات" وهي مواد تسبب الالتهابات التي عادة ما تكون على هيئة ألم في الدماغ.
أما الصداع النصفي فيحدث بشكل مختلف، إذ يصاحبه ألم نابض يتراوح من متوسط إلى شديد، ويمكن أن يصاحبه حساسية للضوء أو الضوضاء والقيء.
وبالنسبة لمعظم مرضى الصداع النصفي يستمر الألم 8 إلى 12 ساعة أو 14 ساعة، وبعد اختفاء الصداع تظهر لديهم ضبابية معرفية أو خمول أو سرعة انفعال أو غثيان أو حساسية للضوء، وربما يتطلب الأمر عدة أيام للتعافي تماما من الصداع النصفي.
وبالرغم من أن الصداع النصفي وصداع التوتر والصداع العنقودي هي الأشكال الأكثر شيوعا لألم الرأس، إلا أن هناك مئات الأنواع الفرعية المختلفة من الصداع مثل صداع الضغط والصداع الهرموني وصداع الكافيين والصداع المرتبط بألم البطن، وصداع الجيوب الأنفية وصداع السعال وغيرها.
ويوجد نوعان من الصداع الحاد والخطير أحدهما بسبب التهاب السحايا، إذ تتورم أو تلتهب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، والآخر بسبب التهاب الدماغ الذي ينجم عن عدوى فيروسية مع تصلب الرقبة والحمى.
وفي الحالات المصابة بـ"كوفيد-19"، يصاب بالصداع الشديد، الأشخاص الذين يعانون من حالات متقدمة جدا من الفيروس، إذ يؤثر على الرئة ويتسبب لديهم في مضاعفات عصبية معقدة وخطيرة.
ويوصى الأطباء، الأشخاص الذين يعانون من صداع مستمر مزعج أو صداع نصفي بضرورة استشارة الطبيب لتلقي المساعدة اللازمة.
كما توجد بعض الأمور الوقائية التي يمكنك اتباعها لتجنب الصداع بأنواعه ومنها شرب كميات كافية من السوائل والماء، والحرص على التحرك والتنفس العميق على الأقل مرة كل ساعة، فضلا عن ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء وتناول وجبات صحية، وعدم إنهاك الذات في العمل.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg
جزيرة ام اند امز