بالصور.. المرض والخطر يلاحقان المهاجرين إلى أمريكا عبر المكسيك
رحلة قافلة المهاجرين بدأت من سان بيدرو سولا في هندوراس، وبعد أسبوعين من خروجها، لم يكن الطريق سهلا إذ عبرت خطين حدوديين.
بينما كان المسافرون يستريحون على جانبي الطريق قبيل استكمال رحلة الهجرة من هندوراس إلى المكسيك، قرر والتر هيرنانديز، تخفيف عبء الرحلة عن ابنه ديفيد، ولعب شوط كرة القدم.
"كل الأمور كانت بوضع سيئ"، يحكي والتر هيرنانديز، مضيفا: "ابني ديفيد (4 أعوام) يعاني من الكحة ولا يمكنه النوم"، ثم يميل ناحية ابنته جينسيز (عامين) التي خبأت وجهها داخل حضن والدتها، مضيفا: "وابنتي تعاني من الحمى".
بدأت رحلة قافلة المهاجرين من سان بيدرو سولا في هندوراس، وبعد أسبوعين من خروجها، لم يكن الطريق سهلا، إذ عبرت خطين حدوديين، وسارت أكثر من ألف كيلو متر (621 ميلا)، ومرت عبر نقاط التفتيش والمناطق المنكوبة بالكوارث، فضلا عن تعرضها لدرجات الحرارة شديدة الارتفاع وهطول الأمطار الغزيرة.
وخلال الرحلة، طال المسافرون الكثير من الأعباء، خاصة الآباء والأطفال، وأصيبت المجموعة التي وصل عددها إلى نحو 7 آلاف مهاجر في مرحلة ما، وتقلصت الآن إلى نحو 4 آلاف، بحالة من الإنهاك والمرض؛ إذ عانوا من كحة وأدوار برد وجروح وحروق ولدغات الحشرات والتهابات بالعيون.
وطبقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ضمت المجموعة نحو 2300 طفل، ووسائل تنقلهم خلال الرحلة عبارة عن عربات الأطفال أو الحمل على أكتاف آبائهم أو السير على جوانب الطرق.
وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية ، هناك حالة وفاة واحدة على الأقل لرجل سقط من شاحنة بعد وصول المجموعة إلى المكسيك، ومولد طفل واحد، وهي رضيعة ولدت الأربعاء، لسيدة من جواتيمالا.
والخميس، وصل أول أفراد المجموعة إلى بلدة ماتياس روميرو على برزخ تيهوانتيبيك، ورغم أن قلة قليلة من أفراد القافلة لديهم رؤية واضحة عن المسار النهائي، فإن عبور البرزخ سيقودهم إلى ولاية فيراكروز المكسيكية، وهي منطقة دائما كانت بمثابة فخ مميت للمهاجرين.
فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدات، إنه يعتزم إنشاء "مدن خيام" لإيواء المهاجرين من أمريكا الوسطى، الذين يسعون للجوء ويسيرون في قوافل باتجاه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد ترسل ما يصل إلى 15 ألف جندي إلى الحدود مع المكسيك.
لكن ما يزال المهاجرون يحدوهم الأمل في أنهم سيصلون الولايات المتحدة، الدولة التي دائما ما يرونها نموذجا مثاليا للعدالة والفرص، على عكس الفساد والعنف في أوطانهم.
ويقول الآباء الموجودون بالمجموعة إنهم ليس لديهم خيار سوى الهرب مع أطفالهم، لتجنب التجنيد الإجباري والاستغلال الجنسي أو القتل على أيدي العصابات التي تسيطر على مدن أمريكا الوسطى.