المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاجتماعية لـ"العين الإخبارية": "الحرقة" مأساة إنسانية (حوار)
قال رمضان بن عمر المتحدث الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية) المكلف بملف الهجرة إن الهجرة غير النظامية والتي يطلق عليها "الحرقة" في تونس تسببت في مأساة إنسانية.
وأكد في مقابلة مع "العين الإخبارية" أنه تم تسجيل أكثر من 570 ضحية ومفقود على السواحل التونسية، موضحا أن هذا الرقم يمثل نصف المفقودين والضحايا في البحر الأبيض المتوسط الأوسط وثلث الضحايا في كل البحر الأبيض المتوسط، وإلى نص الحوار:
ما الأسباب التي تجعل التونسيين يستخدمون قوارب الموت للسفر نحو إيطاليا؟
فقدان الأمل في مستقبل جيد هو أبرز العوامل التي تجعل التونسيين يختارون البحر للوصول للضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.
كما أن المناخ العام خلق حالة من انعدام الثقة والإحباط الجماعي إزاء المسار السياسي في البلاد.
كما أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس جعل الفئات الاكثر فقرا والفئات التي تضررت من تداعيات كورونا تختار البحر كوسيلة للوصول نحو بر الأمان حسب اعتقادهم.
ما أبرز الإحصائيات التي أصدرها المنتدى في تقريره الأخير بخصوص الهجرة غير النظامية؟
يقع الاعتماد في إحصائيات المنتدى على بلاغات وزارة الداخلية التونسية، إضافة لأرقام تصدرها هياكل عديدة مثل المفوضية السامية للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ووزارات الداخلية في الدول الأوروبية والوكالة الأوروبية لمراقبة السواحل.
وتبقى هذه الأرقام المقدمة تقريبية وتحتاج إلى تحيين متواصل حسب الأرقام الصادرة عن الهياكل الرسمية والمدنية والتي قد تصدر في تقارير لاحقة لكنها تقدم قراءة للتطور والتغيير في ديناميكيات الهجرة غير النظامية.
وقد سجل المنتدى في تقريره الجديد وصول أكثر من 13500 مهاجر غير نظامي تونسي إلى السواحل الإيطالية منذ بداية سنة 2022، من بينهم أكثر من 2600 قاصر وحوالي 640 إمرأة مع تقديرات بمهاجرة أكثر من 500 عائلة.
كما سجل المنتدى منع السلطات التونسية لأكثر من 23500 مهاجر غير نظامي من الوصول إلى السواحل الإيطالية من خلال إحباط أكثر من 1800 عملية اجتياز منذ بداية السنة الحالية.
كما سجل المنتدى أن 45% من بين المهاجرين غير النظاميين حاملين للجنسية التونسية في مقابل 55% من غير التونسيين.
هل المراقبة الأمنية هي الحل للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية؟
طبعا لا، لأن تونس تعتمد بالأساس على المقاربة الامنية في منع عمليات الهجرة وهو حل خاطئ لأن تونس نجحت في منع العديد من الوصول للحدود الايطالية لكنها لم تحل دون ارتفاع عدد الواصلين إلى إيطاليا وعدد حالات الغرق على طول السواحل التونسية التي تحولت إلى مآتم للعديد من العائلات دون أي تفاعل رسمي وصمت سياسي واضح تجاه هذه الأزمة.
إذن ما الحلول لمواجهة "الحرقة" وما اقتراحات المنتدى؟
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية يدعو لوضع خطة وطنية للبحث والإنقاذ على طول السواحل التونسية بهدف التقليل من عدد المفقودين والضحايا.
كما يطالب المنتدى بوضع إطار قانوني خاص بالمفقودين في البحر ووقف عمليات الترحيل القسري فورا وإيقاف مسارات التعاون غير العادلة مع دول الاتحاد الأوروبي وفتح مجالات الهجرة النظامية.
كما أن الدولة يجب أن تطلق خطة عملية واسعة لتسوية وضعية المهاجرين غير النظاميين المتواجدين على الأراضي التونسية بما يمكن من حمايتهم من شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.
"الحرقة" ليست عبر البحر فقط بل هناك بعض التونسيين يتوجهون لصربيا ثم يدخلون الاتحاد الأوروبي، هل لديكم إحصائيات عن معاناة هؤلاء؟
تشهد تونس هجرة غير نظامية بشكل تصاعدي عبر صربيا وهي خط جديد، حيث أحصينا فيه وصول 5763 مجتازا إليها منذ شهر يناير الماضي حتى شهر أغسطس.
وهناك شبكات متعددة الجنسيات تنظم رحلات جويّة تنطلق من تونس إلى تركيا ومنها إلى صربيا مع توفير كل الضمانات ويمكن دفع المبلغ المالي المتفق عليه في أي بلد أجنبي".
وبعض الشخصيات أصبحت معروفة ولها شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تقف وراء هذه العملية في غياب أيّ تدخل من الدولة وتجاهل تام لهذه الموجة.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز