هجرة بالملايين من "تويتر".. هل ينقرض العصفور الأزرق بسبب ماسك؟
لن أدفع لـ"تويتر" 7.99 دولار شهريًا مقابل توثيق حسابي.. هكذا أعلن أوليفييه فيران وزير الصحة الفرنسي والمتحدث باسم الحكومة.
وقد كشف وزير الصحة الفرنسي اليوم الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أن لديه مخاوف من طموحات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المالك الجديد لمنصة التواصل الاجتماعي.
الدفع مقابل العلامة الزرقاء
ومن جانبها، حدثت تويتر تطبيقها على متجر أبل للتطبيقات السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري للبدء في فرض رسم قدره 8 دولارات مقابل علامة التحقق الزرقاء في أول تغيير كبير تقوم به منصة التواصل الاجتماعي بعد أن أصبحت مملوكة للملياردير إيلون ماسك.
وقال التطبيق في التحديث الجديد، إن من "يريدون الاشتراك الآن" مقابل 7.99 دولار شهريًا، ستصبح لديهم علامة التحقق الزرقاء بجوار اسم المستخدم "تمامًا مثل المشاهير والشركات والسياسيين الذين تتابعونهم بالفعل".
ويأتي التغيير كأول تعديل كبير منذ استحواذ ماسك على الشركة يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول في صفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار.
وبدوره، أبلغ "فيران" قناة فرانس 3 في التلفزيون الفرنسي الرسمي "أدعوهم إلى إلغاء توثيق حسابي بلا تردد إن كانوا يعتبرون هذا شيئا على المرء أن يدفع ليحصل عليه".
وعند سؤاله عما إذا كان سيواصل استخدام تويتر عقب استحواذ ماسك عليه، قال فيران إنه ليس متأكدا.
وقال إنها وسيلة تواصل مهمة يستخدمها أكثر من عشرة ملايين فرنسي، ولكنه أضاف "حقيقة أن انتماء هذه الأداة العالمية المهمة إلى رجل واحد، وأنه يصرح عن طموحات تقلقني قليلا، أو أحدها على الأقل، يعني أنني سأظل يقظا وأنني سأتحمل مسؤوليتي إن تطلب الأمر".
هجرة 1.3 مليون مستخدم في 7 أيام
بينما أظهرت بيانات منصة "Bot Sentinel" التي تتعقب عدد الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي تويتر (Twitter) عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، أن المنصة فقدت أكثر من 1.3 مليون حساب منذ استحواذ إيلون ماسك على الشركة.
وبحسب بيانات المنصة الذكية فإن 900 ألف مستخدم اتجه لتعطيل حسابه على المنصة منذ استحواذ ماسك على الشركة، قبل 7 أيام، بينما تم تعليق 497 ألف حساب، على مدار الفترة من 27 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى الأول من نوفمبر تشرين الثاني، وفق سي إن بي سي.
وخلال أيام أثار ماسك جدلاً واسعاً عالمياً بشأن فرض رسوم على توثيق حسابات تويتر بقيمة 8 دولارات شهرياً، و5 دولارات مقابل تعديل التغريدات المنشورة، وجاء القرار الصادم مؤخراً بإعلانه تسريح 50% من موظفي تويتر، مقابل تعويض 3 أشهر، وهو أعلى 50% عن التعويض المنصوص عليه في القانون الأمريكي، بحسب ماسك.
وقال كريستوفر بوزي رئيس شركة Bot Sentinel إن الارتفاع في عدد الحسابات التي تم تعطيلها يرجع إلى انزعاج الناس من شراء ماسك لشركة تويتر، وأن تلك الخطوة هي بمثابة احتجاج من جانبهم.
منصات واعدة بديلة لـ"تويتر"
فيما تعد منصة ماستودن برنامجًا لا مركزيًا بني على معايير مفتوحة، وهي عبارة عن منصة يقول بعض الخبراء إنها الملاذ لأولئك الذين يريدون الهروب من تويتر. لكنها لم تكتمل بعد.
ولا تزال المنصة في مراحلها الأولى، وهي تواجه تحديات خاصة، إذ تحتوي على عدد من المؤثرين البارزين أقل بكثير من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ناهيك عن واجهتها المربكة التي تجعل إنشاء ملف تعريف مهمة شاقة بالنسبة للبعض.
على الرغم من أن شركة تويتر تسرح 50% من موظفيها البالغ عددهم 7500 موظف، فإنها لا تزال تمتلك عددًا أكبر من الموظفين (3750 موظفًا)، مقارنة بمنصة ماستودون التي تعمل بواسطة 3,749 موظفًا، وتعتمد بشكل أساسي على المتطوعين في تشغيل جوانب مختلفة من الخدمة.
وتم إطلاق منصة ماستودون غير الربحية في عام 2017، وهي لا تتكون من وجهة واحدة للتواصل الاجتماعي، بل إنها توفر برنامجًا مفتوح المصدر يمكن استخدامه لتشغيل مواقع الشبكات الاجتماعية، ما يمكّن أي مستخدم من استضافتها بشكل مستقل.
وعندما يرغب المستخدمون الجدد في تجربة منصة ماستودون، يمكنهم اختيار الانضمام إلى خادم ما بناءً على اهتماماتهم أو منطقتهم، فعلى سبيل المثال هناك mastodon.green، وهو عبارة "مجتمع إيجابي مهتم بمواضيع المناخ، ويضم بشكل أساسي، ولكنه غير حصري، الأشخاص في دول الاتحاد الأوروبي".
كما ظهرت منصة الرسائل الإخبارية "سبستاك" أيضا كمنافس ضمن قائمة شركات التكنولوجيا التي تسعى للاستفادة من حالة القلق السائدة بين مستخدمي منصة التدوينات الصغيرة "تويتر".
وكشفت "سبستاك" خلال الأيام القليلة الماضية بشكل صريح عن استهدافها قاعدة مستخدمي "تويتر"، قبل أن تطرح خدمة جديدة باسم "سبستاك شات"، والتي تعتبر منافسا مباشرا لمنصة تويتر، تسمح بكتابة الرسائل الإخبارية على منصة سبستاك بالتواصل المباشر مع قراء رسائلهم عبر تطبيق سبستاك للهواتف المحمولة.
ووفقا لموقع "تك كرانش" المختص بأخبار التكنولوجيا، فإنه بإطلاق خدمة المحادثة التي تتيح للكاتب تبادل الحوار مع قرائه، لن تنافس منصة سبستاك تويتر فقط وإنما الشبكات والمنصات التي تتيح خدمة التواصل بين المجموعات الكبيرة مثل ديسكورد وسلاك وتيليجرام.