من نائب الرئيس إلى معارضه الأول.. مايك بنس يحارب «شعبوية» ترامب

في ظل التحولات السياسية العميقة داخل الحزب الجمهوري، يبرز مايك بنس كأحد الأصوات القليلة المستعدة لمواجهة نفوذ ترامب المتزايد.
بعد سنوات من الشراكة السياسية التي انتهت بخلاف حاد حول نتائج انتخابات 2020، يسعى النائب السابق لترامب إلى ترسيخ القيم الجمهورية التقليدية وسط موجة الشعبوية التي تجتاح الحزب.
ويعمل بنس من خلال مجموعته السياسية "التقدم من أجل الحرية الأمريكية" (AAF)، على دعم سياسات معينة ومعارضة أخرى، ولا يخشى التصدي للقرارات التي يراها انحرافًا عن المبادئ المحافظة التي لطالما دافع عنها.
وبحسب وكالة الأسوشيتد برس، يُعد هذا الدور مفاجئًا لبنس، الذي عُرف بولائه لترامب خلال فترة رئاسته الأولى، حتى لحظة الخلاف الحاد بينهما بسبب رفض بنس دعم جهود ترامب لإلغاء نتائج انتخابات 2020 والبقاء في السلطة.
وفي مقابلة مع الوكالة أكد بنس وفريقه في مجموعته السياسية، أنهم لا يسعون إلى تبني موقف "دائم ضد ترامب"، بل يهدفون إلى دعم الإدارة عندما تتماشى سياساتها مع المبادئ المحافظة، والتصدي لها عند الضرورة، دفاعًا عن القيم الجمهورية التقليدية التي تضاءلت شعبيتها أمام التيار الشعبوي لحركة "اجعل أمريكا عظيمة مجددًا" التي يقودها ترامب.
ورفضت مجموعة بنس ترشيح روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة بسبب دعمه السابق لحق الإجهاض، معتبرة ذلك خروجًا عن نهج الإدارات الجمهورية التقليدية، كما عارضت تعيين لوري تشافيز-دي ريمر كوزيرة للعمل، واتهموها بدعم النقابات العمالية بشكل مفرط.
ويدعو بنس وفريقه إلى زيادة الإنفاق العسكري وتقليص العجز، ويطالب بجعل التخفيضات الضريبية لعام 2017 دائمة. ويسعى لإقناع ترامب بالتراجع عن فرض التعريفات الجمركية على الحلفاء، معتبرًا أنها تضر بالاقتصاد الأمريكي.
علاقته بترامب: خلافات قائمة لكن بلا عداء شخصي
رغم أن بنس كان نائبًا وفيًا لترامب خلال فترته الرئاسية، إلا أن الخلاف بينهما تصاعد بعد رفض بنس دعم محاولات ترامب للبقاء في السلطة عقب خسارته انتخابات 2020. ومع ذلك، يشدد بنس على أنه سامح ترامب شخصيًا، لكنه لا يزال يعارض موقفه القانوني من أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021.
وخلال جنازة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، شهدت وسائل الإعلام لحظة توتر عندما رفضت زوجة بنس مصافحة ترامب وزوجته ميلانيا، وهو ما فُسّر على أنه استمرار للخلافات بين العائلتين.
هل يتغير الحزب الجمهوري؟
يرى بنس أن بعض الشخصيات البارزة في الحزب تتجه نحو نهج شعبوي، لكنه يؤكد أن معظم الناخبين الجمهوريين لا يزالون متمسكين بالمبادئ التقليدية.
ولا يزال بنس، الذي فشل في كسب تأييد كافٍ خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية، يسعى إلى لعب دور رئيسي في تشكيل مستقبل الحزب الجمهوري.
ويريد بنس من خلال مجموعته السياسية، أن يكون "مرساة" تحافظ على الحزب من الانجراف نحو سياسات الحكومة الكبيرة والعزلة الدولية.
aXA6IDMuMTM5LjI0MC4yMTkg
جزيرة ام اند امز